إن علاء أحب
فريدة منذ أول لحظة شاهدها بها في المدرسة وهم أطفال، شعر أنها هي من تكمل حياته
لم يفهم ذلك حينها، كل ما كان يعرفه أنها كل ما له في هذه الدنيا، أنها حب عمره
الضائع وتعويض الدنيا له. كم غضب عندما علم ما فعله محمد بها، كم كان يريد أن
يقتله على كل لحظة اغتصب فيها براءتها، على كل دمعة فرت من عينها بعد كل مرة
ينتهكها فيها، لم يشعر بذات المشاعر مع ميساء ولم يشعر بذات الكره عندما اغتصبه
هو، شعر بكل ذلك الكره عندما اغتصب فريدة فقط، كره محمد وتمنى قتله، ولكن أنى له
ذلك وهو مازال طفل صغير، خاف بعد أن انتهت المرحلة الابتدائية ألا يرى فريدة مرة
أخرى، لذا كان يصر أن يذهب إلى حيث دار الايتام التي هي بها وينتظرها حتى تخرج في
طريقها إلى المدرسة ليتحدث معها ويطمئن عليها. كم غضب من مشرفة الدار المدعوة ولاء
لما أثارته من حزن في عين فريدة، كم كرهها وتمنى قتلها هي الأخرى لانها لم تكن
السند الذي تحتاج إليه معشوقته. لقد علم أنه يحبها وهو في المرحلة الإعدادية،
ولكنه لم يعلن عن تلك المشاعر خوفا من فقد فريدة، يعلم أن ما فعله محمد بها جعلها
تكره الرجال، وهي لا تراه مثل الرجال تراه أخيها وسندها وقرر أن يظل سندها حتى
يشاء الله أن يجمعهما في زواج يربطهما معا.
وظلت علاقة
الثلاثة معا حتى انتهت الثانوية العامة، كم فرح من فكرة ميساء بالزواج من فريدة،
حتى لو كان زواجا صوريا، حتى لو كان مجرد حبر على ورق، كم فرح من اقتران اسمه بها،
لقد قرر أن يدخل كلية التربية التي التحقت بها ليكون معها بالقرب منها، كم يحبها
ويتمنى أن يصارحها بحبه لها ولكن يخاف، يخاف أن يخسرها إلى الابد فقرر الانتظار
حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.
وها هي الان
في أحضانه، زوجة فعليه له، يحبها وتحبه، كم كانت كلماتها حلوة على مسامعه، لكنه
مازال خائفا، لم تنم فريدة في تلك الليلة بعد أن قضى منها وطرا، لقد ظلت الكوابيس
تطاردها ولم يعرف كيف يخفف ذلك عنها، لذا قرر إن استمرت الكوابيس معها أن يذهب إلى
معالج نفسي كي يعالجها من آثار صدمة الاغتصاب، فهو رجل ناضج ويعلم أن ما مر كل
منهما به صعب على بشر أن يمر به ويخرج سليما معافا كأن شيئا لم يكن، لذا قرر أن
يذهب بكلا من ميساء وفريدة إلى معالجة نفسية لكي يتخطى ثلاثتهم آثار تلك الحادثة
البشعة التي مروا بها.
وبالفعل في
اليوم الثاني والثالث أيضا لم تنم فريدة من جراء الكوابيس التي تطاردها، لم تحك أي
شيء عنها ولكنه يخاف عليها كثيرا لذا تكلم معها عن ضرورة الذهاب لمعالجة نفسية
علاء: فريدة احنا لازم نروح لدكتور نفسي
فريدة: ليه احنا مش محتاجين دا
علاء: لا يا فريدة محتاجينه احنا التلاتة
جدا، اللي حصل لنا مكانش قليل ولا سهل، انتي مش بتنامي من ساعة ما لمستك، رغم انك
مش بتعترضي وانتي صاحية لكن صراخك وانتي نايمة بيقتلني، أنا خايف عليكي
فريدة: مفيش تلاقي شوية كوابيس عادي
علاء: لا يا فريدة مش كوابيس، انتي بتصرخي
وتضربي جامد، أنا بحبك وخايف تكرهيني
فريدة: عمري ما ح اكرهك يا علاء، لأنك حبيبي
وحنين عليا وما أخدتش حاجة مني غصب
علاء: بس دا ما يمنعش اننا ان شاء الله بكرة
لما ننزل القاهرة ح ندور على دكتورة كويسة نروح لها احنا التلاتة مع بعض احنا
التلاتة محتاجين دا
وبالفعل
عندما سافرا إلى القاهرة مرة أخرى بحث علاء عن طبيبة نفسية لكي تتابع علاج
ثلاثتهم، ولكن كانت المفاجأة عندما عادوا من السفر أن وجد علاء وفريدة غرفة علاء
أصبحت غرفة مشتركة لهما وبها فراش كبير ودولاب كبير به ملابس كلاهما، ووجد عشاء
كبير محضر على الطاولة وكانت ميساء لا تزال في غرفتها، تفكر في حالها وحال فريدة،
كم تمنت ميساء أن يحبها علاء، لكنه لم يفعل سوى أن أحب فريدة، أرادت أن تنساه
عندما أعلن لها عادل عن حبه لها، لكنها وجدته نذلا آخر يطمع في شرفها، لن تخون
صديقة عمرها واختها التي لم تعرف من الدنيا غيرها، سوف تنسى علاء، لذا قامت بشراء
سرير كبير ودولاب كبير ونقلت به ملابس فريدة وباعت السرير الثاني في غرفتها لم تعد
بحاجة له، كم تمنت أن تظل زوجة لعلاء حتى لو على الورق فقط، إنها تعشق الثرى الذي
يلمسه، ولكن لا مجال لذلك الآن، يجب وأد ذلك الحب. تبا لهذا الحب من طرف واحد، لقد
أحب هو فريدة، التي أحبت مدرسها الذي لم يشعر بها.
غريبة هذه
الدنيا، كل شخص تمنى شيء لم يحصل عليه، بل حصل على عذاب من نوع جديد، هي تعلم أن
فريدة ما تزال تحب محمود، حتى وإن أنكرت ذلك، ترى في عينيها حب محمود، ولكنها تعرف
أن علاء هو الحب الوحيد المتاح لها، لذا قررت أن تعطيه قلبها، أو على الأقل أن
تحاول أن تعطيه قلبها، الوحيد الرابح من تلك الحالة هو علاء الذي أخيرا تزوج من حب
حياته من فريدة التي لا طالما حلم بها.
كانت ميساء
تبكي بصمت ودون دموع كما تعودت، كانت تنزف مشاعرها التي لا سبيل لخروجها، كم تمنت
أن تصارح علاء بمشاعرها، ولكنها تعلم أنها إن هي فعلت ذلك خسرت كلا من علاء
وفريدة، وهي تريد الاحتفاظ بكليهما.
عندما شعرت
بدخول علاء وفريدة قررت رسم ابتسامة على وجهها، ابتسامة لا طالما نجحت في رسمها
حتى وهي تبكي دما، وضعت ابتسامتها وخرجت لهما:
ميساء: اهلا بالعرسان
فريدة: اهلا بيكي يا حبي، واحتضنتها فريدة
علاء: كل دا عملتيه
ميساء: طبعا دا اقل واجب للعرسان، وبعدين
انتي يا ست فريدة خلاص مالكيش مكان معايا في الاوضة بتاعتي دي اوضتي لوحدي من هنا
ورايح انتي مع جوزك
علاء: طب وجوزها مالهوش راي
ميساء: لا يا سيدي مالهوش راي معندناش رجالة
يبقى لها رأي انت تنفذ بس
وضحكوا
جميعا، ولا احد منهما يدري ببكاء ميساء الصامت، ولا بجرحها الغائر الذي لا تريد
اظهاره واكملت ميساء
ميساء: بص بقى أنا كده عايزة اتطلق بقى ما
بحبش يبقى لي ضرة
-
علاء بغضب: انتي بتقولي ايه
-
فريدة بدهشة: انتي اتجننتي يا ميساء، ازاي
تطلقي
ميساء: زي الناس، انتم الاتنين اتجوزتم خلاص،
وأنا قاعدة على قلبكم برضه، الناس فاهمين اننا احنا الاتنين متجوزينك ودا كان
المطلوب دلوقتي بقى من حقي اشوف حظي وادينا مع بعض
علاء: انا اسف يا ميساء مش ح اطلقك الا إذا
كان فيه حد مناسب ليكي غير كده انتي مراتي برضه ولا ايه يا فريدة
فريدة: طبعا يا علاء، وبعدين الفكرة المجنونة
دي مش كانت فكرتك انتي، ايه اللي حصل بقى غير دا
ميساء: اللي حصل انكم بتحبوا بعض واتجوزتم
وخلاص اننا يبقى معانا راجل موجودة وكمان اني ابقى مطلقة وبالتالي عادي ما ابقاش
عذراء برضه موجود ايه بقى هو تلاكيك ولا انتم مش قادرين تستغنوا عني
علاء: نستغنى عنك؟ قصدك ايه
ميساء: قصدي اني ما ينفعش ابقى ضرتك يا فريدك
ولا ابقى مراتك خلاص يا علاء
علاء: ابدا مش ح يحصل يا ميساء غير لو لقيتي
الشخص المناسب ليكي ولو دا ما حصلش ح اتجوزك بجد انتي كمان
ميساء: بطل هزار يا علاء فريدة تصدقك
فريدة: أنا كمان مع علاء يا ميساء
ميساء: بطلوا هزار انتم الاتنين ازاي دا؟
علاء: زي الناس ولو تحبي ادخل بيكي دلوقتي
كمان
ميساء: بطل هزار يا علاء مش عايزة اخسر حد
منكم انتم الاتنين، انتم اخواتي ح تفضلوا اخواتي
علاء: يبقى تبطلي هبل، وورينا عملة ايه للعشا
احنا ح نموت من الجوع
بحث علاء بالفعل عن طبيبة نفسية ووجدها خاصة أن سعرها كان مناسب لدخلهم
البسيط وأقنع كل من فريدة وميساء بضرورة الالتزام بتعليمات الطبيبة وبالفعل بدأت
الجلسات مع الثلاثة، لم يكن هو الآخر بمعزل عن الضرر النفسي الذي أصابه جراء
الحياة غير الآدمية التي مر بها.
في عيادة
الطبيبة النفسية:
-
هاه يا علاء ايه الاخبار
-
انا تعبان ومخنوق ومش عارف اعمل ايه
-
ليه
-
من ساعة ما وعيت على الدنيا وهي جاية عليا
-
احكي لي
وبدأ علاء في الحديث عن نفسه:
أنا مش لقيط زي ما الكل يعرف عني خاصة ميساء
وفريدة، بالعكس أنا مولود من أب وأم زي كل الأطفال ولكن لما اتولدت كان بابا مات
اسمه عليّ كان مدرس للغة العربية، عرف أمي من المدرسة كانت مُدرسة زميلة ليه
اتجوزها على مراته الأولى، اللي ما كانتش تعرف بجوازه، لما اتولدت كان بابا مات
ووبالتالي أمي مما قدرتش تعلن جوازها منه وتطالب بنصيبها من ميراث والدي، ودا لإنه
أخفى جوازه عن كل الناس حتى في المدرسة اللي بيشتغل فيها، طلبت أمي إجازة بدون
مرتب بعد جوزاها منه عشان محدش ياخد خبر بجوزاهم، حتى أهله، ولما مات راحت أمي
بقسيمة الزواج لأخوه اللي زعق فيها وبهدلها
ووصفها بأفظع الصفات رغم أن الجواز كان رسمي وعلى يد مأذون لكن كتمان والدي
لأمر الجواز خلاه ينهرها ويكتم على الموضوع تماما، بعدها أمي مرضت بعد لما رجعت
لشغلها وكنت في الوقت دا عندي أربع سنين فراحت بيا لعمي وهي في مرض الموت وقالت له
أني أمانة عنده، شفت هناك أسوأ معاملة خاصة بعد موت أمي، سرق عمي ميراثي منها
وحطني في دار أيتام ووما فكرش حتى في زيارتي، وبعد كده روحت المدرسة والجميع عارف
أني لقيط، ومحدش يعرف أني ليا أهل وعايشين على وش الدنيا، وأنا ما حاولتش تغيير
الفكرة دي عني، وأغيرها ليه وايه الفرق ما النتيجة واحدة مفيش فرق بيني وبين
اللقيط احنا الاتنين مالناش أهل، احنا الاتنين جينا الدنيا دي عشان نعاني فيها
-
طب ليه ما حاولتش تعرف أي واحدة من زوجاتك ان
ليك اهل وانهم عايشين أو على الأقل تعرفهم انت وتعرف اخواتك
-
مكانش ينفع، عمي رماني وقسيمة جواز امي اخدها
واخد كل حاجة ومات بعد سنة من دخولي دار الايتام. كل شيء مات معاه
-
اسمك ايه بالكامل
-
اسمي علاء علي محمود الخازندار
-
طب واسم ميساء
-
ميساء علي محمود
-
ازاي دا
-
عادي دار الايتام بتحط أي أسماء على شهادة
الميلاد الفرق ان دا اسمي أنا
-
الفرق في السن كان سنة بينك وبين ميساء؟
-
الفرق سنتين، هي اكبر مني سنتين
-
طب يا علاء كفاية كده النهاردة واشوفك ان شاء
الله بعد أسبوع
-
ليا طلب
-
ايه
-
محدش منهم يعرف حقيقتي
-
حاضر
وبالفعل خرج
علاء ومعه بعض الادوية والارشادات التي عليه اتباعها ودخلت بعده ميساء إلى الطبيبة
-
ازيك يا ميساء
-
الحمد لله
-
ايه الاخبار
-
انا تمام الحمد لله
-
طب جاية ليه
-
عشان علاء طلب مني دا
-
طب ممكن نتكلم شوية
-
اه طبعا
-
ممكن تكلميني عن نفسك شوية
وبدأت ميساء في الحديث عن نفسها:
اسمي ميساء عليّ، مش لقيطة زي ما يعرف عني
علاء وفريدة وبس هي حقيقة ما تغيرش في الأمر شيئ، والدي كان مدرس لغة العربية في
مدرسة من المدارس التجارية الثانوية بس زي ما عرفت من والدتي كان مزواج، ماما كانت
طالبة عنده في المدرسة، حبها واتجوزها على زوجته الأولى أم ولاده اللي كانت برضه
طالبة عنده ولكن دا كان من فترة طويلة، لما اتجوز والدتي كان أكبر منها بخمسة عشرة
سنة، ووافقت عليه لأنها حبته ولأنها كانت من اسرة فقيرة، رضيت بأنها تكون الزوجة
الثانية وبعد سنة من جوزاهم عرفت أنه اتجوز زميلة ليه في المدرسة ولما واجهته بدا،
ما أنكرش بل على العكس اعترف أنه اتجوزها لأنه حبها وأنه ما يقدرش يكتم حبه للستات
عشان هو بيحب أي حاجة فيها تاء تأنيث، حبت أمي تطلق منه وفعلا اتطلقت منه اخيرا،
وما عرفتش عنه شيء بعد كده، وتولت أمي تربيتي هي وجدتي لغاية ما مرضت أمي بدون سبب
معروف وتوفت وتولت جدتي تربيتي لغاية ما توفت هي الأخرى فالجيران ودوني دار
الايتام بأوراقي وشهادة ميلادي اللي اتولدت بها، ما صححتش لحد فكرة أنني لقيطة
لأنه مش مهم، كل اللي يهم أني بلا أهل وبلا سند، لغاية ما اتعرفت في المدرسة على
كل من فريدة وعلاء حبيتهم زي ما يكونوا أهلي وكان فيه سبب تاني، أنا حبيت فكرة أن
يكون علاء أخويا أنا بحبه، وبعد ما اتجوز فريدة بقى أخويا ولكن أنا لسبب ما بحبه،
ايوة يحبه واتمنيت لو أنه يحبني زي ما حبيته، بس هو حب فريدة وهي أختي ولا يمكن
اخسر أي حد منهم عشان كده لما لقيته بيحبها واعترف هو لي بكده ما كانش قصادي حل
غير اعرف شعور فريدة تجاهه وأحاول أقرب المسافات بينهم وطلبت منه الطلاق عشان يعيش
بسعادة مع حب حياته وكنت بفكر اسيب لهم الشقة وادور على شقة تانية بس هو رفض
الطلاق وكمان فريدة رفضته وأصر علاء على أنه ممكن يتجوزني فعليا بس أنا ما اقدرش
أخذل فريدة صديقتي واختي. كان جوازي على الورق شيء لابد منه، بسبب أن المدرس في
المدرسة اغتصبني في المرحلة الابتدائية عشان كده أن مش عذراء عشان اقدر اتجوز من
غير ما أكون متجوزة قبل كده وبالتالي الجواز كان أمر مهم في حياتي.
-
كلميني عن تجربة الاغتصاب يا ميساء
-
عايزة تعرفي ايه
-
كنتي في سنة كام
-
كنت في تانية ابتدائي تقريبا 8 سنين
-
ويا ترى حصل كام مرة
-
كتير جدا لغاية لما الاخصائية اكتشفت الموضوع
-
ايه اللي حصل بعدها
-
ولا حاجة المدرس فضل زي ما هو بعد التحقيق
معاه واتقفل الموضوع عشان سمعة المدرسة لغاية ما اغتصب واحدة ليها أهل اتحول
الموضوع للنيابة وهو ساب المدرسة ومحدش يعرف عنه حاجة
-
وانتي ايه شعورك ناحية المدرس دا
-
كرهته وكرهت معاه الرجالة كلهم، كلهم عايزين
غريزة مش اكتر، كلهم عايزين حد ضعيف يكونوا أقوياء عليه وبس
-
وانتي ضعيفة
-
اه ضعيفة جدا، كتير بعيط ببقى نفسي يكون ليا
أهل عايشين ارمي نفسي في حضنهم وأكون قوية بيهم بس للأسف كلهم ماتوا
-
طب وعلاء؟
-
علاء يتيم زيينا ومالوش أهل، زيه زيينا
-
يعني مش شايفه انه راجل زي باقي الرجالة
-
ابدا علاء طيب وحنين، كفاية البصة في عنيه
تخليكي تنسي الدنيا وقسوتها
-
طيب يا ميساء كفاية كده النهارده وان شاء
الله المرة الجاية نكمل كلامنا بس عايزة منك حاجة تعمليها
-
ايه؟
-
تعرفي اخواتك انك مش لقيطة وانك ليكي اهل
وتحاولوا تعيشوا مع الموضوع دا
-
وح تفرق في ايه
-
ح تفرق معاكي خصوصا لو حد كويس أتقدم ليكي
-
مش عايزة اتجوز أصلا
-
ليه؟
-
عشان كلهم حيوانات
-
بس علاء مش حيوان
-
علاء اخويا ومتجوز اختي
-
بس الحقيقة انه مش اخوكي
-
لما تتربي في دار ايتام كل الموجودين اخواتك،
واحساس حلو لما تقولي اخويا واختي إحساس ان ليكي عيلة وحد قريب منك
-
طيب فكري والمرة الجاية نشوف عملتي ايه
-
حاضر
خرجت ميساء
من عند الطبيبة النفسية ودخلت إليها فريدة
-
اهلا فريدة
-
اهلا يا دكتورة
-
اخبارك ايه
-
عايشة
-
ليه الشعور دا
-
عشان انا لسه بتنفس
-
بتنامي كويس
-
لا مش بنام خالص ودا خلاني عصبية جدا
-
ليه
-
الكوابيس، بخاف منها
-
بتشوفي ايه؟
-
بشوف نفسي بجري في صحرا وكلاب سعرانة بتجري
ورايا عايزة تنهش لحمي وأنا عايشة وأنا بهرب منهم بس برضه بيقدروا عليا
-
وايه تاني
-
بشوف نفسي لابسة لبس عريان قوي وفي بار وكل
واحد من السكرانين هناك بيحط ايده عليا وانا مبسوطة بدا وكمان بعري نفسي زيادة
-
تمام، انتي متجوزة بقالك اد ايه
-
جواز على الورق سنتين، لكن جواز فعلي من
أسبوعين تقريبا
-
ايه الفرق
-
اتجوزت من علاء من سنتين بعد ما خرجنا من دار
الايتام عشان نلاقي مكان نتلم فيه من غير ما حد يطمع فينا انا وميساء وكمان عشان
لو واحدة مننا حبت تتجوز يبقى كانت متجوزة قبل كده ودا تبرير أنها مش عذراء
-
انتي مكونتيش عذراء؟
-
لا المدرس في تانية ابتدائي اغتصبني، أعتقد
ان ميساء كلمتك عنه
-
نفس المدرس اللي عمل كده فيها؟
-
عمل كده فيا وفيها وفي علاء للأسف
-
الكوابيس بدأت عندك من امتى؟
-
من أسبوعين تقريبا بقت كل يوم
-
وقبل كده؟
-
كانت بتيجي على فترات متباعدة
-
انتي بتشتغلي ايه حاليا؟
-
انا مدرسة لغة عربية في مدرسة ثانوي، نفس
المدرسة اللي بيدرس فيها علاء التاريخ
-
بتحبي علاء؟
-
انا اللي زيي ما ينفعش تحب أو تتحب
-
ليه؟
-
انا لقيطة ودا في حد ذاته عار شايلاه وماشية
بيه، اتحب ازاي وأنا لا اصل ولا فصل ولا نسب، اللي زيي تحمد ربنا أنها لقت حد
اتجوزها أصلا
-
ما حبتيش قبل كده؟
-
ح تفرق؟
-
طبعا عايزة اعرف
-
حبيت مدرس كان في المدرسة الثانوي الوحيد
اللي اتعامل معايا على اني انسانة مش مجرد لقيطة وكان مهتم بيا وبيشرح ليا كل حاجة
عمره ما قالي كلمة تضايقني أو وصفني باللقيطة زي باقي المدرسين
-
وبعدين؟
-
ولا حاجة أنا كنت بالنسبة ليه طالبة مجتهدة
ومضطهدة حاول يساعدها وبس، وأنا مكنتش اقدر اعبر عن حبي عشان أنا لقيطة ولو حد سمع
أو عرف الموضوع دا ح اكد على اني كمان عاهرة وأنا مش كده والله أنا مش كده أنا حد
كويس ومش وحش
-
ومين قال ان الحب جريمة وإنك لما تحبي تبقى
عاهرة أو حد مش كويس
-
اللي قال كده اني مش عذراء ولقيطة ومعنى اني
احب اني عايزة علاقة اخر حاجة فيها الجواز
-
مين اللي قال كده دا حقك انك تتجوزي؟
-
احنا في مصر يا دكتورة يعني كوني لقيطة دا
تصريح اني سهلة واي حد يقدر يعمل معايا علاقة لاني ماليش اهل ودايرة على حل شعري
زي ما بيقولوا
-
بس انتي مش كده
-
بس الناس شايفين اني كده، بدليل المدرس اللي
اغتصبني كان بيقولي انتي عايزة كده عشان لقيطة أنا كمان ح اريحك واعمل دا معاكي
-
ليه كان بيقول كده
-
مش عارفة
-
كنتي بتحسي انك مبسوطة لما يعمل كده
-
لا لا لا خالص، أنا كنت بتقطع من جوايا
وخصوصا باحساس الألم اللي بيسيطر عليا
-
مفيش ولا مرة حسيتي انك مبسوطة في نص اللقاء
-
.......
-
أنا مش بحاسبك يا فريدة، الاحصائيات بتقول إن
معظم إحساس الذنب لدى المغتصبات انهم بيشعروا غصب عنهم في منتصف العلاقة بالنشوة
ودا بيزود إحساس الألم عندهم واحساس الذنب وبيكبر إحساس الخزي والعار عندهم ودا مش
غلط تشريحيا بعد مرحلة معينة من بدء العلاقة الانثى بتحس برغبة وبتبقى عايزة تكمل
دا إحساس تشريحي طبيعي ربنا خلقه فينا مش عيب ولا ذنب عليكي
-
بس أنا مش وحشة ولا كنت عايزة العلاقة
-
هو حيوان كونه يغتصب طفلة عندها تمن سنين
يبقى حيوان لأنها لا هي بتلبس حاجة مغرية عشان يتلكك عليها ولا عندها مؤهلات
أنثوية تغريه هو حيوان مش اكتر من كده
-
هو فعلا حيوان
-
وعلاء حيوان؟
-
علاء جوزي دا حقه
-
سؤالي مش كده، سؤالي انتي شايفة علاء بعد اما
اتجوزك بجد حيوان؟
-
علاء بيعمل اللي طبيعي يعمله أي زوج
-
برضه مش دي الإجابة
-
اه
-
هو دا اللي عايزة اسمعه منك، وخلينا نتكلم
باختصار المرة دي وان شاء الله نتكلم اكتر وباستفاضة المرة الجاية، بصي يا فريدة
الجواز والعلاقة اثناء الجواز شيء حلال ربنا شرعه بس لما بيكون عندنا تجارب جنسية
سيئة قبل الجواز هنا الجواز بيعزز التجارب السلبية دي وبيسقطها على التجربة الصح
اللي احنا فيها
-
يعني ايه؟
-
يعني دلوقتي احساسك ان علاء حيوان دا سببه
انه عقلك الباطن فكر بتجربة سلبية انتي مريتي بيها وكان لام قبل ما يبدأ العلاقة
معاكي إنك تتعالجي من أثر الاغتصاب الأول
-
طب والحل؟
-
الحل إني ح أتكلم مع علاء يوقف أي اتصال جسدي
بينكم، لازم يبني علاقة حب بينكم الأول واتصال نفسي والعلاقة الجسدية ح تيجي
لوحدها بعد كده بس مش قبل ما أقول أنا دا، دي الادوية اللي ح تمشي عليها لغاية اما
اشوفك بعد أسبوعين
وبالفعل طلبت
الطبيبة من علاء إيقاف أي علاقة جسدية مع فريدة حتى تسمح هي بها موضحة أن فريدة
مازالت تعاني مت آثار تجربة الاغتصاب ولابد من التغلب عليها أولا. واستمع علاء إلى
كلام الطبيبة فهو يحب فريدة ولا يتمنى ابدا أن يتسبب لها في أي ألم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق