السبت، 8 فبراير 2025

الفصل الثالث عشر

 

وبدأت علياء تقص عليهن الحكاية، لقد ذهبت لعيادة دكتور حمدي وهو طبيب نفسي وصديق لهيثم، قصصت عليه الظروف التي مرت بها ميار ورفضها للخضوع للعلاج النفسي، ووافق حمدي على لقاء ميار في النادي حتى يرى بنفسه مدى سوء حالتها.

حمدي في الثامنة والثلاثين من عمره، قمحي البشرة، له شعر اسود فاحم مفلفل، طويل عريض المنكبين، له جسد رياضي وتعتبره الفتيات فتى أحلامهن، هو غير متزوج كرس كل وقته للعمل بعد قصة حب فاشلة بسبب سوء أحواله المادية آنذاك، وقرر بعدها عدم الارتباط حتى يحقق ذاته في عمله ويكون قادرا على تحمل نفقات الزواج.

أرادت ميار أن تخرج من دائرة القلق والتوتر فنادت على أم حامد لتتحدث معها عسى قلقها أن ينزاح عنها ويتركها في حالها سالمة

ميار: لماذا شهدتي معي ضد عماد بعد ضربه لي في المرة الأخيرة رغم علمك بطردك من العمل بعد تلك الشهادة؟

أم حامد: أنا يا أستاذة لدي بنات وأخاف عليهن إذا حدث لهن مثل ما حدث معك وساورني الخوف إذا كذبت أو سكت عن قول الحق أن يحدث معهن كذلك ولا يجدن من يقف معهن، فكما تدين تدان.

ميار: ما هي قصتك يا أم حامد منذ جئتِ للعمل لدينا وأنا لا أعرف عنك شيئا عدا اسمك

أم حامد: أنا يا أستاذة ميار سيدة كانت تعيش في بيت زوجها معززة مكرمة، اسمي فاطمة كما تعرفين، ولي منه ثلاثة أولاد هم حامد وبتول وبدور كنت سيدة في بيتي طلباتي مجابة رغم زواج زوجي من أخرى لم أعرف مشقة العمل بعد أن تزوجت، قبل زواجي عملت في الأردن أكثر من عمل لأنفق على اخوتي بعد إصابة والدي في عمله إصابة جعلته لا يستطيع العمل، وبعدها بدأ اخوتي الذكور في العمل للمساعدة على طلبات البيت، ثم رأيت زوجي حامد وطلبني للزواج ووافقت أسرتي على هذه الزيجة، كنا في الأردن في ذلك الوقت، ثم عاد زوجي لموطنه الأصلي مصر، كانت طلباتي مجابة ورزقت منه أبنائي حامد وبتول وبدور،  وكانت حياتنا رغدة بعض الشيء حيث كان زوجي صاحبا لورشة صناعة الحقائب الحريمي وانتاجه كله يذهب لشركة ذات ماركة معروفة وكنت أقطن مع والدة زوجي، ثم علمت بزواجه بأخرى، ورغم ذلك لم تتأثر حياتنا كثيرا بعد زواجه رحمه الله، حتى مات زوجي وأنا في الأربعين من عمري، بعد وفاته وقبل مرور فترة عدتي تقدم لي أخيه للزواج مني فرفضت وفاءً لذكرى زوجي وعندها طردني اخوة زوجي من المنزل وصرت أنا وأولادي في الشارع بلا مأوى وبلا مصدر للرزق إلا من نصيب زوجي في ورشة الحقائب كان لابد لي من البحث عن منزل نحتمي فيه من الشارع ومصائبه حتى وجدت شقة صغيرة ايجار جديد وبحثت عن عمل ولأني ليس معي سوى شهادة الصف الثاني الاعدادي من بلدي الأردن لم يعترف بها أحد هنا في مصر فكان العمل المناسب لي الخدمة في البيوت. عملت في أكثر من منزل ولكني لم أشعر بالراحة فكنت اترك العمل وابحث عن غيره حتى جئت للعمل لديكم لم ارتح لزوجك السابق ولم تعجبني طريقته المتعالية في التعامل ولكنك كنت على العكس منه فارتحت لكِ لذا أكملت في عملي معكم لقد كنت أشعر بالشفقة عليك من تعامل طليقك معك كلما سبك أو ضربك حتى ضربك في المرة الأخيرة هالني منظر الدماء وهي تتدفق من رأسك فطلبت الإسعاف وأنا اعلم علم اليقين أن المستشفى ستتصل بالشرطة وسيكون هناك محضرا بالواقعة وقررت أن أقف إلى جانبك وليكن ما يكون فالرزّاق هو الله ولي بنات أخاف عليهن

ميار: وهل يعمل ابنك أيضا؟

أم حامد: ابني هداه الله يجلس في البيت لا يريد العمل، كلما أتيت له بعمل يعمل يوم أو يومان ثم يترك العمل أعجبه الجلوس في المنزل مثل البنات مازال غير واعٍ لوفاة والده وتغير الظروف كل ما يجيد عمله هو طلب المال وإن رفضت يُكسر في المنزل ويعلو صوته وأحيانا يضربني، لا أدري ما الحل معه اخوة زوجي قالوا لا شأن لنا بأولادك واخوتي كلهم في الأردن

ميار: ولماذا لم تسافري لوطنك بعد وفاة زوجك؟

أم حامد: لو سافرت سأظل في البيت بلا عمل وسينفق عليّ اخوتي وهذا سيزعجك زوجاتهم أو يسبب لهم الضيق وأنا لا أريد أن أتسبب لهم في المشاكل كما لا أريد أن يتحكم أحد في أو في أولادي ولكني أفكر في السفر وترك ولدي لدى اخوتي ليتصرفوا معه كيفما شاءوا علّه يصبح رجلا

ميار: هؤلاء هم الرجال يظنون أنفسهم أفضل من النساء ومن واجب النساء خدمتهم

أم حامد: أزعجتك بكلامي الذي لا ينتهي، هل ترغبي في أن أحضر لك الحمام قبل أن أنصرف؟

ميار: يكون ذلك أفضل

دخلت ميار تأخذ حمامها الدافئ لتطرح عنها قلق وتوتر هذا اليوم وتفكر هل تتصل بحمدي أم لا؟ وإذا اتصلت به ماذا ستقول له؟ لا تعرف ولكنها تريد أن تعرف كيف عرف عنها كل ذلك وهو يراها للمرة الأولى

انهت حمامها وامسكت بهاتفها تطلب منه رقم حمدي فجاءها صوته على الخط الآخر يسأل عن هوية المتصل فأغلقت الخط دون أن تنبس ببنت شفة، واستسلمت للنوم لكي تذهب لعملها في الصباح الباكر.

التقت بي في العمل كل منّا ستعمل مع الأخرى في اصطحاب أحد الأفواج السياحية لمدينة شرم الشيخ، سألتني ميار عن حمدي وكيف واتته جرأته ليتحدث معها بهذه الطريقة وكيف عرف ما كان يفعله زوجها معها، تلعثمت في الرد عليها حتى حاصرتني ميار بأسئلتها فاعترفت لها بأن حمدي هو صديق هيثم وأنه طبيب نفسي؛ لذا من السهل عليه قراءة الأشخاص وردود أفعالهم. استاءت ميار أنني أخفيت عنها أن حمدي طبيب نفسي وكادت أن تنهي علاقتها بي حتى استسمحتها كي تغفر لي هذه الذلة.

تفهمت ميار كيف قرأها حمدي منذ اللحظة الأولى والطريقة التي كان ينظر بها إليها، ولكنها قررت أن تتصل به كي توبخه على إخفاء هويته وتطلب منه نسيان ما قيل بينهما في النادي، ففوجئت بحمدي يقول لها أنها مريضة وفي حاجة ماسة للعلاج واعطاها عنوان العيادة، كانت المفاجأة كفيلة بأن تسمع منه عنوان العيادة ولكنها عادت لرشدها وأغلقت الخط في وجهه وهي تقول إنها لن تذهب للعلاج فهي ليست بمريضة.

قبل ذلك بخمس سنوات

تقدم عماد ابن عم ميار للزواج منها وأجبرتها أسرتها على قبوله والزواج منه لأن الأسرة لا تفكر في ارتباطها من خارج العائلة، لم تحب عماد ولكنها تزوجته مجبرة وهو تزوجها إرضاءً والده ووالدته؛ فوالدته رأت أن وحيدها أتم عامه الثلاثين دون زواج ورأت أن ميار الأنسب له نظرا لطريقة تربيتها وأخلاقها التي يشهد بها الجميع، فرضخ عماد لرغبة والدته بعد أن رحب والده بهذه الزيجة. كانت ميار تبلغ من العمر ستة وعشرون عاما، كان عماد بالنسبة لها مجرد ابن عمها المتسلط، فمنذ كانوا صغارا كان يفرض رأيه على الجميع خاصة هي، يعتبر نفسه الوريث الوحيد للعائلة، فعمه لم ينجب ذكورا ووالده لم ينجب غيره؛ لذا اعتبر نفسه ملكا متوجا تلبى رغباته دائما، وهكذا كان يعامل من كلا الاسرتين. رفضته علياء كثيرا إلا أن والديها أصرا على إتمام هذه الزيجة ووجدت نفسها مجبرة على الزواج منه.

لم يتغير شعورها بعدم الانتماء والقهر بعد زواجها من عماد، فعماد متسلط، يفرض رأيه وسيطرته على كل شيء حتى الطعام الذي تأكله ميار، رغم أن المنزل به خدم وطهاة إلا أنه أجبرها على إعداد الطعام بنفسها في أيام إجازتها من العمل، هو من يختار نوع الطعام حتى وإن كانت لا تحبه، ولا يسمح بأصناف إضافية، تشعر أنه يعاقبها على زواجها به، عنيف في تصرفاته وكلامه، لم تسمع منه كلمة إطراء واحدة منذ زواجها منه. عاملها بمنتهى العنف والهمجية ليلة زفافهما، لم يرحم توسلاتها إليه ولا دموعها التي فاضت أنهارا، لم يتركها حتى انتهى منها وتركها ونام مستريح البال والخاطر ولم يكلف نفسه عناء الاطمئنان عليها، ظلت ذلك اليوم متيقظة لا تستطيع النوم من شدة البكاء، تشعر كأنها فريسة تمكن منها الصياد ولم يتركها حتى ذبحها. لم يبارحها ذلك الشعور منذ تزوجت ولم يُقلق ذلك أبدا عماد الذي كان يحب نشوة الانتصار على الضحية في كل مرة يأخذها فيها.

مر على زواجها في ذلك الشقاء عامان ذاقت خلالها المرار بكافة أشكاله نفسية وجسدية، زاد على شقائها تساؤل أسرتها وأسرة عماد عن سبب تأخير حدوث الحمل، حيث لم يفطن عماد أنها استخدمت وسائل منع الحمل منذ الليلة الأولى لزواجها، لم ترد أن تنجب قبل أن تشعر بالراحة في بيتها مع زوجها وهو الشعور الذي غاب عنها منذ اللحظة الأولى لها في منزل الزوجية.

عندما تأخر الحمل أصر عماد على الذهاب لطبيب النساء ليعرف السبب، علم من الطبيب أن ميار تستخدم وسيلة لمنع الحمل، استشاط عماد غضبا وظل يضرب ميارً حتى وقعت على الأرض وهي فاقدة للوعي. تركها مكانها واتصل بعمه يخبره بما حدث عند الطبيب ويخبره ان ابنته طالق.

عندما استفاقت من اغمائها وجدت والديها في الشقة دون عماد كل منهما يوبخها على منعها للحمل الذي تنتظره العائلتين بفارغ الصبر ولم يكترث أحدهما لآثار الدماء والضرب على وجه وجسد ابنتهما وأصر الوالدان على اصطحاب ابنتهما لطبيب النساء لنزع وسيلة منع الحمل كما أصرا على عودتها لعماد مرة أخرى. رفضت ميار بكل ما أوتيت من قوة عودتها مرة أخرى لعماد، فما كان من والدها إلا أن ابرحها ضربا وذهب بها للطبيب لإزالة وسيلة منع الحمل، واتصل بعماد يخبره أن ميار نزعت وسيلة منع الحمل وأنهم في انتظاره لرد ميار لعصمته مرة أخرى، وبالفعل رد عماد ميار لعصمته مرة أخرى، ولم يحسن عشرتها بل كان يتحين أية فرصة ليهينها، يشعر أن كرامته أهدرت عندما رفضت زوجته أن تحمل في أحشائها طفلا منه.

لم تتغير معاملة عماد الجافة لميار، ثم حدث الحمل بعد ثلاثة أشهر من عودتها إليه، أجهضت ميار حملها دون أن تخبر أحدا، وحاولت أن تنتحر مرات عدة، ازدادت معاملة عماد سوءا لميار بعد محاولتها الانتحار وكان يضربها باستمرار ولم تؤثر فيه كلمات الطبيب في المستشفى أن ميار تحتاج بشدة لعلاج نفسي نظرا لحالة الانهيار التي تمر بها، ضرب بكلام الطبيب عرض الحائط وكان يعاقبها بالضرب إثر كل محاولة للانتحار، يشعر بهدر كرامته مع برودها معه ومحاولتها الانتحار للتخلص منه.

كان رفض ميار له منذ الليلة الأولى في زواجهما بمثابة طعنة له في رجولته أراد أن يعاقبها عليها. لم يفطن أن ما منع ميار منه في الليلة الأولى للزواج هو خوفها منه ومن الزواج عموما، ولم يشغل نفسه بمحاولة طمأنتها، ولأنه سئم من نفورها منه بدأ في علاقات محرمة متعددة، وفي كل مرة يأخذ فيها ميار يرى إحدى الساقطات اللائي يمارس معهن الرذيلة فيقع على ميار كما البهيمة.

كان رفض ميار الحمل منه طعنة جديدة في رجولته أراد معاقبتها عليه، كان الضرب والإهانة أسهل الطرق بالنسبة له للتعامل مع زوجته ويرى أن ذلك حق متأصل له وذلك لأنها زوجته يفعل بها ما يشاء وازداد عاقبه لها برمي يمين الطلاق عليها للإمعان في ذلها.

وكان في ذلك الوقت قد بدأ علاقة آثمة مع سها سكرتيرته في العمل، كانت لديها الأنوثة الطاغية التي تفقدها زوجته، التي شعر بالندم على زواجه منها لبرودها معه وصدها له، على العكس مما كان يلاقيه في علاقاته المحرمة الأخرى. وعندما اتصل به عمه ليرد ميار مرة أخرى لعصمته أقسم على ذلها بكل ما أوتي من قوة لتعلم النعمة التي تعيش فيها والتي كانت لا تحلم بها، فكفى بها أنها زوجته وأنه وافق على زواجه منها.

استسلمت ميار للأمر الواقع بعد مرور ستة أشهر على رجوعها لزوها مرة أخرى وعلمت بحملها مرة أخرى، كم عانت عندما علمت أنها تحمل في أحشائها طفلا سيكون امتدادا لمغتصبها، كم تألمت عندما أدركت أن هناك طفلا سيولد بلا أي ذنب جناه ليكون ابن عماد فزعت عندما تخيلت أن الجنين يمكن أن يكون انثى تعاني في حياتها ما عانت هي منه فأجهضت الحمل قبل أن يعلم أحد به. استسلمت جسديا لعماد لم تعطه جسدها بإرادتها ولكنها لم تعد تحاول الفرار منه كعادتها، واستراح هو لذلك الشعور ولكن برودها كان يزيد من نفوره منها يشعر أنه أمام امرأة بلا مشاعر باردة مثل لوح من الثلج، خاصة عندما يقارنها بسها سكرتيرته الجديدة التي يشعر أنها ذات أنوثة طاغية، كلما وطء زوجته تذكر سها فينهال برغبته في سها على جسد زوجته برغبة لا قبل لها بها ولكنه وسط رغبته الجامحة ومع برود ميار يعود ليرى ميار أمامه فينتهي منها ويشعل لفافة تبغ ويتمنى لو كانت سها مكانها.

مر عام آخر على زواج ميار توفى خلاله والدها عبد الهادي، لم تشعر ميار بالحزن على والدها، بل كانت تلعنه في نفسها آلاف المرات لِمَا أجبرها على التعايش معه، ولشدته وقسوته معها وتحمد الله أنه توفى، كانت تشعر أن دموع والدتها ليست حزنا على وفاة زوجها وإنما فرحا بعهد جديد من الحرية.

اكتشفت ميار حملها مرة أخرى بعد وفاة والدها مباشرة؛ فما كان منها إلا أن أجهضت نفسها قبل أن يعلم أحد بحملها، وأصرت على طلب الطلاق من زوجها الذي واجه طلبها بضربها بكل ما أوتي من قوة، فأخبرته بإجهاضها ولده لثالث مرة وأنها لا تطيق الحياة معه، خاصة وأنه يخونها وأنها تعلم ذلك منذ فترة ولكنها صمتت لعلمها أن أحدا لن يستمع إليها في أسرتها، ضربها عماد حتى فقدت الوعي وتركها وخرج.

في تلك الأثناء كانت أم حامد في المنزل، شعرت أم حامد بالإشفاق على ميار وخافت عليها خاصة عندما وجدت الدماء تتدفق من رأسها، اتصلت بالإسعاف الذي حضر وأخذها لأحدى المستشفيات العامة واضطرت المستشفى إثر آثار الضرب الواضحة على ميار وحالة النزيف للاتصال بقسم الشرطة لتحرير محضرا بالواقعة، بعدما استفاقت ميار وجدت نفسها في المستشفى ورأسها ملفوف بالشاش الطبي وحولها الطبيب يسألها عن حالها وبياناتها وأخبرها أن هناك ضابط شرطة ينتظر كي يكمل محضر الاعتداء بالضرب عليها، اتهمت زوجها بالاعتداء بالضرب عليها واستشهدت بالخدم في المنزل وتم تحرير محضر بالواقعة وتم القبض على عماد نظرا لأنها تحتاج لعلاج أكثر من واحد وعشرين يوما.

بعد تعافيها أخذت ميار رقم المحضر وصورة منه لترفع دعوى طلاق على عماد –دون علم والدتها حيث أقامت مع والدتها عقب خروجها من المستشفى ورفضت الرجوع لعماد مرة أخرى –مستندة للمحضر والحكم الذي صدر ضد عماد بالحبس بسبب اعتدائه عليها بالضرب، لم ينتظر عماد نظر القضية وطلقها غيابيا وأرسل قسيمة الطلاق على منزل والدتها.

فرحت ميار بخبر طلاقها من زوجها كثيرا ولكنها لم توقف إجراءات الطلاق في المحكمة خوفا من رده لها لأن الطلاق كان رجعيا، انتظرت حتى أوفت عدتها ثم تنازلت عن القضية فهو لم يعد قادرا على ردها لعصمته مرة أخرى.

أما عماد لم يفكر في ردها مرة أخرى بعد شعوره بنفورها منه وجرحها لكرامته وتسببها في حبسه مدة ثلاثة أشهر قضاها في الحبس. أصرت والدة ميار على مكوث ميار معها في المنزل وتركها لعملها بعد طلاقها إلا أن ميار اعترضت وتمردت على والدتها وتركت لها المنزل واستأجرت لها منزلا في المعادي وعاشت به وحدها مع أم حامد الخادمة التي أنقذتها من الموت، خاصة أن عماد طردها العمل بعد شهادتها ضده، خلعت ميار الحجاب الذي أجبرت عليه وأسدلت شعرها ليتمرد على حياتها كما تمردت هي، تبرأ منها عمها كما تبرأت منها والدتها وطردوها من حياتهم، فلم تكترث؛ فهي لم ترى منهم سوى القسوة والجحود لقد وجدت حريتها في وفاة والدها وطلاقها وترك عائلة لم تشعر يوما أنها جزء منها وخلعت الحجاب آخر ما يربطها بسلسلة القهر التي عانتها، واشتركت في أحد النوادي الذي أشترك به لتمضية وقت فراغها هناك حتى لا تشعر بالوحدة.

بعد تجربة زواجها من عماد كرهت ميار جميع الرجال وأصبح الجميع في نظرها همج يستحقون الضرب بالرصاص، ومن ضمنهم هيثم خطيب علياء رغم تظاهرها بأنهم أصدقاء فهي تكرهه كما تكره كل الرجال وتشعر أنه لا يحب علياء ولكنه يمثل الحب للارتباط بها والاستفادة من وجود والدها في مجلس الشعب وغنى أسرتها ولكن ميار كانت تسمح بتواجده في دائرتها لحبها لعلياء لا أكثر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...