الخميس، 13 فبراير 2025

الفصل الثالث والعشرون

 

ذهبت علياء لغرفتها مع محمد، الذي خاف عليها بعد حديث الطبيب عن ضعف حملها وإمكانية أن يؤثر على صحتها، وساعدها في تغيير ملابسها والنوم في الفراش، وذهب ليكمل عمله. استاءت علياء من حملها وهي لاتزال مرضعا، وحرمانها من إرضاع ولديها وقربهم منها، ولكن ما كان يهون عليها حملها هذه المرة شعورها بحب حملها هذه المرة لأنه سيكون أول رابط بها بزوجها بعد أن عرف كل منهما الآخر، وتذكرت حملها الأول ورغبتها في إجهاضه حتى لا يكون هناك رابط يجمعها مرة أخرى بمحمد، ففرحت به بعض الشيء، واعتبرته تعويضا من الله لها حتى تشعر بفرحة الحمل من زوجها وتشهد خوفه عليها وعلى حملها.

اتصلت علياء بي تخبرني خبر حملها ورغبة الطبيب في ألا تغادر الفراش إلا للضرورة، ومدى فرحة محمد بهذا الحمل وفرحتها هي أيضا به، ونقص هذه الفرحة لعدم إمكانيتها إرضاع أولادها، ووعدتها بزيارتها كما هو متفق عليه بعد زواجي من حمدي لأراها وأطمئن على صحتها.

مر الشهر وتزوجت من حمدي، كنت تخاف من لحظة دخولي منزلي، وجاءت تلك اللحظة التي أخاف منها وبمجرد دخولي من باب المنزل رأيت أمامي عماد وما فعله بي ولم أشعر بنفسي إلا والأرض تميد بها. أفقت لأجد نفسي لا أزال بفستان الفرح كما هو وحمدي يجلس على كرسي بالقرب مني:

ميار: حمدي ماذا حدث؟ ولماذا أنا في الفراش

حمدي: لقد فقدت وعيك بعد أن دخلنا من باب المنزل فحملتك للفراش وحاولت إفاقتك، ماذا حدث لذلك؟

ميار: لا شيء

حمدي: ميار قولي لي الحقيقة فأنا طبيب وأعرف أن ما مر بك صدمة عصبية

ميار: لقد رأيت فجأة عماد أمامي وما حدث ليلة الزفاف

حمدي: لا عليك، أنا لست بعماد، كما أنني اتفقت معك أني لن أمسك قبل قبولك لذلك

ميار: لا أعرف ماذا حدث وشعرت بالخوف عندما وجدتني في الفراش فنظرت لنفسي فإذا بي لازلت بفستاني كما هو وأنت على الكرسي

حمدي: لم أشأ أن أكون معك على الفراش حتى لا تفسري ذلك بشيء آخر

ميار: أنا آسفة يا حمدي، ما حدث لا يد لي فيه

حمدي: لا تأسفي لقد توقعت خوفك، ولكن لم أتوقع أن يصل لهذه الدرجة، هل تحبي أن أنام بجانبك على الفراش أم أنم في غرفة الضيوف؟

ميار: لا أعلم، ولكن لنجرب أن تستلقي بجانبي ولنرى ماذا سيكون تأثير ذلك عليّ

حمدي: لا عليك، فأنا أقدر المشاعر المختلطة التي تشعرين بها، سأنام في غرفة الضيوف حتى تعتادي وجودي معك، ولكن ذلك سيكون حتى تعود أم حامد من إجازتها بعد ثلاثة أسابيع

ميار: حسنا، أنا آسفة مرة أخرى

حمدي: لا تأسفي أنا مقدر الحالة النفسية لك أنسيتي أني طبيبك المعالج، سأغير ملابسي في الحمام وأنتِ غيري ملابسك هنا ونامي على راحتك سأنام في غرفة الضيوف أعلم أن اليوم كان مرهقا لكِ

تركني حمدي كما قال وذهب ليغير ملابسه في الحمام وتركني في الغرفة على راحتي، كان ذلك صعبا عليه كزوج ولكنه كطبيب كان مقدرا لذلك، حبيبة قلبه معه في بيت واحد ولكنه لا يستطيع أن يقربها أو حتى يأخذها في حضنه، قريبة هي وبعيدة في آن واحد، تتنازعه مشاعره، ولكنه التزم بوعده.

أما أنا فكانت تنتابني مشاعر مختلطة ما بين حبي لحمدي وخوفي منه، رغبتي في الاستلقاء في حضنه ونسيان العالم فيه، وخوفي من ذلك الحضن ومن القرب لحمدي، رغم وجودنا في بيت واحد هو قريب وبعيد عني، لا أدري ماذا أفعل، وماذا سيكون رد فعل والدته عنما تأتي وتجده في حجرة الضيوف.

عندما أتى الصباح لم ينم كل منا مستغرقا في تفكيره، وجدت حمدي يستأذنني في الدخول، لكي يعلق ملابسه التي تركها معه في غرفة الضيوف، وعندما صارحته بخوفي من معرفة والدته أن ولدها نام في غرفة الضيوف طمأنني أنه قام بتوضيبها وتنظيفها فلا أثر هناك لمبيت أحد.

عندما وجدت تلك التصرفات من حمدي شعرت برغبتي في المكوث في حضنه أكبر من خوفي منه:

ميار: حمدي ممكن أن أطلب منك شيئا

حمدي: بالطبع، ماذا تريدين؟

ميار: أريد أن تأخذني في حضنك، أحتاج لذلك بشدة

بالفعل حضنني حمدي شعر أنه نسى العالم في هذا الحضن، وشعرت أنا بالأمان الذي افتقدته مع عماد، وتذكرت أنه لم يحضنني طوال فترة زواجنا، كان يأخذ حقه غصبا دون إرادة مني ولم يفكر في التمهيد لذلك، تذكرت أنني الآن في حضن حبيبي وقررت أن أنسى عماد بكل ما فعله وكذلك الماضي. لم يدرِ أي منا كم مكث هذا الحضن، الذي شعر معه حمدي بشدة الرغبة في أن يقبلني، ولكنه أمسك عن ذلك حتى لا يخذلني واكتفى بالحضن الذي طلبته وعندما شعر بطول الوقت خاف عليّ أن أكون قد فقدت وعيي مرة أخرى:

حمدي: ميار هل أنتِ بخير؟

ميار: أنا بخير، لأول مرة أشعر بالأمان لا أريد أن أترك حضنك

حمدي: وأنا أيضا لا أريد أن تخرجي منه، أشعر أني أمتلك العالم وأنتِ في حضني

ميار: وأنا لأول مرة أشعر بالأمان في وجود رجل في حياتي ووجودي في حضنه الآن

واضطر كل منا لترك الآخر بعد أن جاء المهنئون للمباركة من أصدقائي في العمل وزملائي، كما حضرت والدة حمدي وأهله للمباركة على الزواج ووجد حمدي علامات الحزن على وجه والدته فاستئذان للانفراد بها، علم منها أنها كانت تود أن تطمئن عليه وعلى عروسه ولكن عروسه ليست بكرا للاطمئنان عليها وعلى ولدها، طمأنها حمدي أن كل شيء على ما يرام ولا يوجد شيء في كون عروسه ثيبا، فلابد من الاطمئنان عليها هي أيضا، بعد ذلك ذهب حمدي ووالدته للانضمام للمهنئين من العائلة.

لاحظت علامات الحزن البادية على حماتي، وتغيرها بعض الشيء بعد الحديث مع حمدي، ولكنني شعرت بعدم فرحتها لزواج ابنها، إنها حاسة الأنثى وغريزتها التي تجعلها تعرف مشاعر من أمامها.

بعد انصراف المهنئون صارحت زوجي بما لدي من مشاعر تجاه رفض والدته لي، فطمأنني حمدي وطلب مني عدم الخوف من والدته التي ستعتاد وجودي في حياته، وستعتاد عليّ بالعشرة ومعرفة كل منا بحقيقة الأخرى التي تسبب خوف كلينا من بعضنا البعض.

مر الأسبوع وجاء موعد زيارة علياء ومحمد، ولايزال حمدي لا يستطيع سوى حضني فقط ولا أكثر من ذلك، ووصلنا دار العمدة حيث يقطن محمد وزوجته ورحبت بنا نحمدو ومحمد وكانت علياء لاتزال في الفراش ممنوعة من الحركة رغم مرور شهرها الثالث، لأن الطبيب يرى خطرا في حركتها على الحمل

محمد: أهلا بالعروسين

حمدي: أهلا بك يا محمد

محمد: هذه والدتي أصرت على الترحيب بكما والمباركة

حمدي: أهلا يا أماه

نحمدو: أهلا بك يا ولدي، يشرفنا وجودك مع زوجتك معنا، لقد أعددت لكم كل شيء، مبارك زواجكما يا ولدي

حمدي: شكرا لك يا أماه

نحمدو: سيريكم محمد غرفتكما، وبعدها تحضرا معنا لتناول الطعام

ميار: شكرا لكم جميعا، أين أخت أم فتحي

نحمدو: إنها تشرف على إعداد الطعام، تعالي معي يا بنيتي لتريها وتسلمي عليها

محمد: وأنت يا حمدي هيا بنا أريك غرفتك

حمدي: شكرا لك يا محمد على الاستضافة

محمد: لقد أصبحنا أصدقاء ولا داعي للشكر، غيّر ملابسك وهلم إلى الطعام ثم ارتاح من السفر أعلم أنه متعب

حمدي: ليس لهذه الدرجة لقد نمنا في السيارة التي أرسلتها لنا لتأخذنا من المنزل، لا أعرف كيف أشكرك على نبل أخلاقك

محمد: أنت ضيف وإكرام الضيف واجب، وفوق ذلك أنت صديقي وهذا له إكرام زائد

ترك محمد حمدي ليغير ملابسه بعد أن أحضر أحد الخدم حقائب سفر حمدي لغرفته، وطلب محمد ليعرف كيف يتحرك، فذهب له محمد وأخبره عن الأماكن التي يتحرك فيها بحرية والأماكن التي لا يجوز له دخولها. لم يغضب حمدي من ذلك، بالعكس رحب بمحمد وغيرته على أهل بيته، وعلم أن من يغار على أهل بيته لهذه الدرجة ويكون بأخلاق محمد لن ينظر إلى نساء غيره، وسيحافظ عليهن كما يحافظ على أهله. أحب محمد تقبل وترحيب حمدي بهذه الغيرة على أهل البيت وعلم أن من هو مثل حمدي سيغض النظر عن أهل الدار حين يجتمعون. بالطبع لن يحدث الاجتماع إلا في تناول طعام الغداء في أول يوم فقط بعدها سيكون حمدي مرافقا لمحمد وسيكون تناول الطعام للنساء وحدهن في غرفة وللرجال في غرفة أخرى.

أما أنا فذهبت مع حماة علياء لأسلم على حبيبة وأطمئن على أحوالها، فأنا سمعت عنها كثيرا من علياء كما أنني تعرفت عليها بشخصها عندما زرت علياء من قبل، بعد ذلك طلبت من حماة علياء رؤية صديقتي والاطمئنان عليها، وذهبت لها بالفعل، وتحدثنا سويا عن الكثير من الأمور

ميار: كيف حالك يا علياء؟

علياء: الحمد لله بخير

ميار: ألا يمكنك حتى الآن مغادرة الفراش؟

علياء: لقد أخبر الطبيب محمدا أن الحركة تمثل خطرا على صحتي وعلى الحمل

ميار: ألهذه الدرجة؟

علياء: الحمل ضعيف كما يقول الطبيب، مع ضعفي نتيجة الحمل السابق والولادة القيصرية التي بم يمر عليها سوى بضعة أشهر

ميار: ولماذا لم تحتاطِ لحدوث حمل؟

علياء: لم أعرف ذلك إلا بعد أن سألتني والدتي عن استخدام وسيلة أم لا، فأخبرتها بعدم استخدامي أية وسائل وقالت لي أنه لابد من تركيب وسيلة بعد مرور فترة النفاس، ولكني تساهلت في ذلك لمعرفتي أنه لن تكون هناك علاقة مع زوجي قبل فترة طويلة، لم أكن أعلم أني سأقوم بذلك، ولكن لم أشعر بنفسي إلا وقد حدث، كان ذلك مباشرة عقب النفاس ولم تأتني دورتي الشهرية وعندما أخبرت والدتي قالت لي أن ذلك أمر طبيعي ولكنه كما رأيتِ ليس طبيعيا بالمرة، وماذا عنك أنتِ وحمدي؟

ميار: لا شيء جديد كما أخبرتك سابقا عن اتفاقنا لم يتغير شيء سوى أن سمحت لنفسي وله أن يحضنني فقط، أشعر بالرغبة في المزيد ولكني أخاف، أخشى أن يتحول لشخص آخر

علياء: لازلت يا ميار تعيشين في الماضي اتركي الماضي واتركي لنفسك العنان في العلاقة مع زوجك هو ليس بعماد هو حمدي الذي يحبك وتحبيه، هو من يخاف عليك

ميار: لا أستطيع يا علياء، حتى الآن لا ننام في نفس الغرفة، فهو ينام في غرفة الضيوف وأنا في غرفة النوم الرئيسية

علياء: وكيف ستنامين هنا والغرفة بها فراش واحد فقط

ميار: لا أعلم إنها ستكون المرة الأولى التي يغفو فيها حمدي معي على نفس الفراش، وأخاف منها كذلك

علياء: كثرت مخاوفك يا ميار وقد تؤدي كثرتها لنفور حمدي منك، قاومي مخاوفك واتركي لنفسك العنان لكي تعيشي، لازلت في شبابك فلا تضيعي الوقت الذي ستندمين عليه بعد ذلك، ألم تشتاقِ كي تكوني أما، أن تلدي طفلا يكون خليطا منك ومن والده، طفلا يربطكما سوية، يكون قطعة من كل منكما

ميار: أريد ذلك بشدة كلما حملت طفلا في يدي وعندما أرى الأطفال يلعبون ويلهون

حمدي: وكيف السبيل لذلك إذا لم تتركي العنان لنفسك لتنهل من عسل العشق الذي تشعران به

ميار: سأحاول جاهدة

علياء: أخبري حمدي بمخاوفك وصارحيه وأطلبي منه مساعدتك وليس الصبر فقط

ميار: سأفعل

علياء: والآن اذهبي لتغيير ملابسك لكي تتناولِ طعام الغداء ثم تستريحي من عناء السفر

استجبت لكلام علياء، وذهبت لغرفة الضيوف بعد أن أرسلت معي نحمدو احدى الخدم لتدلني على المكان، وذهبت بالفعل إلى هناك، لم أجد حمدي فغيرت ملابسي واتصلت به استفسر عن مكانه فأخبرني أنه مع محمد وسيأتي في موعد الغداء. كان الموعد قريبا بعد مرور ربع الساعة على مكوثي في غرفتي جاءت لي حبيبة تدعوني لتناول الغداء بعد أن أخبرهم محمد أن حمدي ليس هناك وأنني وحدي وبالتالي لابد من أنثى لتدعوني للغداء فأرسلت نحمدو حبيبة لأنها قريبة مني، وتناول الجميع الغداء ثم ذهب حمدي معي لغرفة الضيوف.

حمدي: أنا آسف يا ميار، ولكن لا يوجد سوى فراش واحد لكلينا للنوم عليه

ميار: لا تأسف هذا أمر طبيعي أن يكون هناك فراش واحد لكينا

حمدي: أخاف عليك أن تتعبي

ميار: لن أهدر المزيد من الوقت في الخوف، أنا أخاف من كل شيء، كنت أخاف من حضنك، ولكني وجدته أكثر الأماكن أمانا، وأخاف أن أتمادى أكثر من ذلك، ولكن في الوقت ذاته أشعر أنه سيكون أفضل من مجرد حضن، أخاف وأحتاج إليك لتساعدني على التغلب على مخاوفي وليس مجرد الصبر، فالصبر سيبقي على الخوف وما أحتاج إليه كما قلت لي سابقا مواجهة مخاوفي فساعدني على ذلك

حمدي: سأساعدك، ولكن في البداية يجب أن تكون لديك الرغبة في التغيير فعليا، دونها سيزيد تعبك ولن يختفي، أعدك بالمساعدة

وارتميت في حضن حمدي وانهرت في البكاء، بكاء جاء نتيجة لتضارب مشاعر الحب مع الخوف ورغبتي في التخلص من تلك المخاوف من طرح الماضي جانبا والبدء من جديد.

فرح حمدي من رغبتي أخيرا في مواجهة مخاوفي وقرر البدء تدريجيا في مواجهة تلك المخاوف وقرر أن يكون نومنا على فراش واحد دون علاقة هو البداية إلى أن اعتاد أن انام في حضنه، كم يشتاق هو لحضني، يحلم أن انام جواره وأن انام وأنا مستلقية على ذراعه.

وبالفعل واجهت أولى مخاوفي وهو النوم في ذات الفراش مع حمدي، أصر هو على حضني وأنا في الفراش ليطمئنني من ذلك دون أن يتمادى أكثر من مجرد حضن اعتدت أنا عليه، وقررت الانصياع له وترك مشاعري لتخرج للعلن، للمرة الثانية شعرت بالأمان لمجرد وجوده بجانبي ندمت على تلك الفترة التي كنت أنام فيها وحدي، شعرت بافتقادي الأمان الذي شعرت به الآن، لم ينم حمدي خوفا عليّ من إصابتها بأية نوبة هيستيرية فظل متيقظا، وأنا أيضا ظللت متيقظة

حمدي: لازلت متيقظة، هل هناك خطب ما؟

ميار: لا أبدا ولكن أعنف نفسي على ما فات

حمدي: لا تفعلي ذلك، ما فات أصبح من الماضي فاطرحي الماضي جانبا وامضي قدما

ميار: أندم على الوقت الذي مضى من زواجنا ولم أنم بجانبك واستلقي في حضنك على ذراعك، لقد صدقت علياء عندما أخبرتني أنك غير عماد

علياء: هل تعلم علياء باتفاقنا؟

ميار: نعم

تغير وجه حمدي إلى الغضب: "اتفاقنا هذا كان سرا بيننا وليس من حقك اطلاع أحد عليه"

ميار: أنا آسفة، ولكنك تعلم أن علياء صديقتي الوحيدة وتعلم كل أسراري

حمدي: من الآن تعلمي أن هناك أسرارا لا يجب أن يعرفها سوانا، لا يتكرر ذلك مرة أخرى

ميار: أنا آسفة أعدك ألا يتكرر

حمدي: وماذا قالت لك علياء؟

ميار: قالت لي أن أقاوم مخاوفي ولا استسلم لها، وأن أطلب منك المساعدة لا الصبر، أن أصارحك بكل ما يعتمل في صدري، بكل ما أشعر به حتى تساعدني ولا تسأم الانتظار

حمدي: حسنا قالت، لم أكن لأتخذ خطوة دون أن تطلبيها، خوفا من ردة فعلك عليها، أما الآن فالحال مختلف سأتخذ أنا الخطوات، ولكن بهدوء حتى تتعودي على مهل على زواجنا

ميار: يا حمدي أنا أحبك وأشتاق إليك كزوج ولكن الخوف ورؤية ما حدث سابقا تقف مانعا لي وحائلا دون مروري منه، أحتاج لمساعدتك لكي أترك احتجازي في الماضي، لقد عالجتني بالفعل ولكني لم أستطع تجاوز الماضي بكل أشكاله، حتى الحجاب لولا أن أصررت عليه بإعطائي الكتب التي تتحدث عنه وإعجابك بملابس المحجات في المحال التجارية التي كنا نمر عليها عندما نخرج سويا، هي ما شجعتني على هذه الخطوة ونسيان إجباري عليه سابقا، شعور آخر انتابني وأنا أقرر أن ارتديه، شعور بالرغبة مني في ذلك، لذلك غيرت أسلوب ملابسي ولبست ملابس تليق بالحجاب فعليا، وشعور وأنا في حضنك جعلني أنسى العالم وأشعر بالأمان، وها أنا الآن أشعر بأمان أكثر وأنا في حضنك أنا إلى جانبك، أشعر أنه لا أحد يمكنه أن يؤذيني الآن

حمدي: بالفعل لا أحد يستطيع أن يؤذيك وأنا هنا معك، أنتِ في أمان معي طالما أنتِ زوجتي وحبيبة قلبي لن يستطيع أحد أن يؤذيك سأكون له بالمرصاد، أنتِ في أمان سواء كنت حاضرا أم لا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...