بالفعل ذهب حمدي لمنزل عم ميار والتقى به، وطلب منه يد ميار للزواج
بها:
حمدي: عمي أنا اسمي حمدي طبيب أمراض
نفسية وكنت أريد طلب يد ابنة أخيك المصون أستاذة ميار
عم ميار: لا بنات لدينا للزواج، وميار
قد ماتت
حمدي: يا عمي انا أعرف المشاكل التي
حدثت بينكم، أنا كنت الطبيب المعالج لأستاذة ميار طوال العام الماضي
عم ميار: لقد قلت لك ليس لدينا بنات
للزواج وميار قد ماتت، خذ واجب الضيافة ثم ارحل
فوجئ حمدي برد فعل عم ميار، لم يكن يتوقعه؛ على الرغم من علمه منها
مدى قسوتهم ولكنه لم يعتقد أنهم بمثل تلك القسوة، أن يعتبروها ميتة لمطالبتها
بحقها من عماد بعد كل ما تسبب فيه لها من أضرار. كان يعتقد أن زواجها سيرجعها مرة
أخرى إليهم ويحسِّن من معاملتهم معها، قرر حمدي أن تتم الخطبة وسط أصدقائهم
وعائلته.
عندما قرر حمدي الارتباط رحبت والدته بالفكرة، فهي كانت تكثر من
حديثها عن ضرورة زواجه، ولكنها صدمت عندما علمت أن ميار مطلقة، كانت تحلم بفتاة لم
يسبق لها الزواج ويكون ابنها هو أول رجل في حياتها، إلا أن حمدي بذل قصارى جهده
لإقناعها بمقابلة ميار أولا ثم الحكم عليها، ووافقت والدته على ذلك. وبالفعل تمت
المقابلة في منزل ميار، مقابلة كانت فيها فوزية والدة حمدي غاية في الفتور:
حمدي: كيف حالك يا ميار؟
ميار: الحمد لله بخير يا حمدي
حمدي: يا أمي هذه هي ميار التي تحدثت
معكِ سابقا عنها
فوزية: اهلا وسهلا، إلا تخبريني يا
ميار بسبب طلاقك من زوجك السابق؟
ميار: ألم يخبرك حمدي بذلك؟
فوزية: لا، حمدي لم يقل لي شيئا
ميار: لقد طُلقت من زوجي لأنه همجي
صعب المعشر، لا يتحدث سوى بالضرب والإهانة وفي آخر مرة ضربني ذهبت للمستشفى وخيط
رأسي بعشر غرز غير الكدمات والجروح الأخرى وكسر في أحد الضلوع فحررت له محضرا
وطلبت الطلاق لم أستطع تحمل الإهانة أكثر مما احتملت
فوزية: حررتِ محضرا ضد زوجك؟!
ميار: نعم، المستشفى أصرت أن تحرر
محضرا بالواقعة وأنا اتهمت طليقي وتم حبسه وطلبت الطلاق بعد ذلك
حمدي: ما حدث ما أمي هل هو تحقيق
فوزية: لا ليس بتحقيق يا بني ولكني
مستغربة أن تحرر زوجة محضرا ضد زوجها
حمدي: الضرب والإهانة تستحق العقاب يا
أمي
فوزية: ليس لي شأن بذلك، أنت أدرى مني
بذلك، كم عمرك يا ميار؟
ميار: 32 عام
فوزية: ما شاء الله تبدين أصغر من
سنك، هناك فرق خمس سنوات بينك وبين حمدي
حمدي: يا أماه، هل خمس سنوات فقط؟ أنت
تعلمين أن الفرق أكثر من ذلك
فوزية: عموما لنا شرف التعرف بك يا
ميار، ألن نذهب لبيتنا يا حمدي؟
حمدي: أجل كما تريدين يا أمي
فوزية: أتعملين يا ميار؟
ميار: نعم، أعمل مرشدة سياحية
فوزية: مرشدة سياحية!!!!
ميار: وماذا في عملي؟
فوزية: لا شيء ولكن كل فترة ستتركين
زوجك وتسافرين
ميار: إطلاقا، إن شاء الله بعد الزواج
سأعود لعملي في القاهرة فقط كما كنت قبل الزواج
انتهت المقابلة التي أحست ميار بها بفتور والدة حمدي تجاهها ولكنها لم
تعرف ماذا تفعل، فانتظرت مهاتفة حمدي لها، كانت أم حامد قد سمعت الحديث وفهمت منه
رفض والدة حمدي لميار بسبب ظروفها التي مرت بها، ظروف ليس لميار يد بها، خاصة
عندما بدأت أول حديثها بالسؤال عن سبب طلاق ميار من زوجها، ودون أن تعلن عما فهمته
من المقابلة ذهبت للمباركة لميار، إلا أن ميار واجهتها بشعورها بفتور والدة حمدي
وشعورها برفضها لها، طمأنتها أم حامد أن حمدي متمسك بها ولن يتركها.
بعد أن أوصل حمدي والدته للمنزل:
حمدي: ما هذه المقابلة يا أمي؟ لماذا
كنتِ قاسية مع ميار إلى هذا الحد؟ أما كان يمكنك انتظار مهاجمتها حتى تعرفينها
جيدا؟
فوزية: وماذا فعلت؟
حمدي: لم تعطها فرصة لكي تتعرفي عليها
وكان أول حديثك عن طلاقها، وأنتِ تعلمين ظروف طلاقها لأني شرحتها لك، لم تعطِ
لنفسك فرصة كي تتعرفي عليها، وماذا في عملها إنه عمل شريف ولا خجل منه، لقد
أحرجتني كما أحرجتها في منزلها
فوزية: أنت تعلم تماما رفضي لزواجك
ممن سبق لها الزواج عامة، وخاصة لها، لقد حررت محضرا ضد زوجها؛ فماذا ستفعل معك؟
حمدي: لقد استحق ما فعلت لما سببه لها
من آلام نفسية وجسدية، ألا يكفي أنه ضربها وتركها غارقة في دمائها وخرج لولا
الخادمة اتصلت بالإسعاف لكانت توفاها الله
فوزية: ذلك لن يغير أنها سبق لها
الزواج وأنت لم يسبق لك الزواج وأريد لك زوجة بكرا لم يمسها غيرك قبلك
حمدي: إذن لابد أن تعرفي أني سأتزوج
من ميار ولن أتركها سواء وافقتِ على هذه الزيجة أم لا، فأنا لست صغيرا وأنا عاقل
بما يكفي لاختيار شريكة حياتي
فوزية: على الرغم من رفضي
حمدي: سأتزوجها على أي حال، لذا
فموافقتك أفضل
فوزية: إذن تزوجها ولكني غير راضية عن
تلك الزيجة، على شرط لا أريد رؤيتها
حمدي: لك ما تريدين
بعد انتهاء حديث حمدي مع والدته، شعرت بالضيق الشديد من هذه المرأة
التي استطاعت سلب لُب ولدها لكي يفضلها على والدته ويتزوجها رغما عنها، ألا يرى
أنه لم يتزوج من قبل وهي تزوجت، بل وطلقت أيضا، كان من الممكن أن تقبل ميار على
مضض لو كانت أرملة، ولكن مطلقة وحررت محضرا ضد زوجها ورفعت عليه قضية للطلاق؛
فماذا ستفعل إذا حدثت مشاكل بينها وبين ولدها، ماذا ستفعل به هذه المرأة. لقد خافت
فوزية على ولدها كثيرا، ولم تعلم ماذا تفعل لإصرار ولدها على هذه الزيجة، التي قرر
أنها ستتم رغم رفضها، خافت أن تخطفه هذه الميار منها؛ لذا قررت أن تعلن موافقتها
الظاهرية على زواجه من هذه المرأة على أن تتولى هي مراقبتها والتصدي لها إذا تسببت
في أي ألم لحمدي وذهبت لحمدي لتخبره موافقتها:
فوزية: يا ولدي، لقد فكرت فيما دار
بيننا من حديث، وجئت لأخبرك بموافقتي على زواجك
حمدي: خيرا فعلت يا أماه، لم تكتمل
فرحتي دون رضائك
فوزية: أكنت ستهتم برفضي أم موافقتي
حمدي: صحيح أنني سأتزوجها رغم كل شيء
لأني أحبها ولكن بمباركتك سيكون أفضل، سأكون مع أمي التي تحبني أكثر من نفسها وفي
نفس الوقت مع حبيبة قلبي التي أعشقها وهي تبادلني نفس المشاعر، سأدبر لقاء آخر لك
مع ميار نناقش فيه تفاصيل الزواج
فوزية: أليس لها أهل نناقش معهم هذه
التفاصيل؟
حمدي: أهلها رافضين لزواجها من خارج
العائلة، وأنا أعرف ذلك وحاولت معهم كثيرا ولكنهم غير راضين
فوزية: لقد رضيت بها وهي مطلقة، والآن
تريدني أن أقبلها وقد عقَّت أهلها واختارتك؟
حمدي: صدقيني لو عرفتِ أهلها
ومعاملتهم وأسلوبهم لأشفقتِ عليها
فوزية: لا أعرف كيف أعماك العشق لهذه
الدرجة، اعلم أن موافقتي ليست نابعة من قلبي، ولا أريد مقابلتها كثيرا فاعمل على
ذلك
حمدي: لا تخشي ذلك، فأنا أبحث عن شقة
بالقرب منك لأستطيع زيارتك متى شئت وتستطيعِ زيارتي متى شئتِ
فوزية: لقد فكرت في كل شيء، فما أهمية
رأيي
حمدي: أنتِ أمي ولكي الحق في معرفة
ماذا أنوي فعله قبل أن أفعله، ولكني لست بصغير لكي أنتظر السماح أو الرفض فتلك هي
حياتي أنا، وأنا من سأعيشها
فوزية: هناك في الشارع المجاور لنا
شقة معروضة للبيع لسفر أصحابها يمكنك زيارتهم ورؤية الشقة وإذا أعجبتك يمكنك
شرائها
حمدي: حسنا، سأخبر ميار لتحدد موعدا
لرؤية الشقة وإذا وافقت سأشتريها
فوزية: وما أهمية رأيها، أتسيطر عليك
لهذه الدرجة؟
حمدي: إنها شقتها وهي من ستقطن بها
ويجب أن تكون باختيارها
فوزية: افعل ما شئت، لقد أحكمت تلك
المرأة سيطرتها عليك
وتركته والدته وهي غاضبة ومستاءة من تحكم ميار بولدها، لم يؤثر ذلك
الحديث على حمدي حيث علم حمدي منذ البداية عدم ترحيب والدته بهذه الزيجة، ولأنه
مُصر على الارتباط بميار أخفى عن والدته أن ميار كانت مريضة، وأنه كان طبيبها
المعالج، يعرف أن حقيقة طلاق ميار ورفض أهلها لها، وحدهما كفيلين برفض والدته،
ولكنه راهن على موافقتها خوفا عليه، وخوفا من فقدها له. لم تكن والدة حمدي هي كل
ما يقلقه، لقد كان مصدر قلقه الحقيقي تعامل ميار مع الزواج وخوفها من الزواج ومن
حمدي ومن الرجال جميعا، لقد شفيت ولكن مازال هذا الخوف يقف حاجزا بينهما، لا يعرف
كيف يعينها على تخطيه إنها خطوة صعبة جدا، وعليه طمأنتها كثيرا، أعياه التفكير في
ذلك الأمر، رغم حبه لها يشعر بحبها له وكذلك خوفها منه، كانت خطوة الخطوبة محاولة
من حمدي للتقرب من ميار ومحاولة لطمأنتها بحسن التعامل معها والبُعد عن كل ما
يقلقها، وكان ما يقلقه حقا كيف سيتصرف في حال حدثت بينهما مشاكل دون أن يؤثر ذلك
سلبا على صحتها النفسية. شعر حمدي بكم المعاناة التي سيتعرض لها مع ميار ولكن مع
كل تلك المخاوف والهواجس طمأن نفسه أن ميار شفيت وأنها عاقلة ويمكنها معالجة الوضع
بهدوء.
بعد الشرود في كل ذلك أخرجه من شروده اتصال ميار به:
ميار: السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
حمدي: وعليكم السلام ورحمة الله
وبركاته، كيف حالك الآن؟
ميار: الحمد لله، لقد انتظرت اتصالك
بعد عودنك للمنزل لأعرف رأي والدتك، حيث في مقابلتها، أشعر أنها لم توافق على
زواجنا، لذلك لم تتصل بي لدى وصولك
حمدي: لا تقلقي لقد وافقت على زواجنا،
كما أنها كانت تفكر به وبحثت عن الشقق المعروضة للبيع ووجدت شقة في الشارع المجاور
لنا
ميار: الحمد لله، كنت قلقة اعتقدت
أنها رفضت زواجك بي، ثم لماذا شقة جديدة شقتي موجودة؟
حمدي: لا يا ميار، يجب أن تكون شقتي
هي التي تعيشين بها، أما شقتك فهي لكِ أنتِ
حمدي: وهل هناك فرق بيننا؟
ميار: ليس فرقا ولكني لا أريد أن أعيش
في شقة زوجتي، أريد أن تكون الشقة من مجهودي وأموالي، أما شقتك فهي لك بكل
محتوياتها، يمكن أن نمكث هناك بعض الوقت إذا اشتقتِ لها
ميار: كما تريد
حمدي: أنا أريد منك تحديد موعد لكي
تري الشقة وتري إذا كانت مناسبة لك أم لا
ميار: أتتحدث حقا، هل سيكون لي رأي في
الشقة؟
حمدي: نعم، إنها مملكتك الخاصة، أنتِ
من يختار كل شيء بدءً من الشقة حتى الأثاث الموجود بها
ميار: أتعلم، لم أختر أي شيء في زيجتي
السابقة كل شيء كان مفروضا علي حتى ملابسي
حمدي: انسِ ما مضى، فكري في الحاضر
والمستقبل، منزلك هو مملكتك الخاصة، تختارينها وتختاري كل شيء بها، وما عليّ سوى
تنفيذ طلباتك
ميار: حقا يا حمدي، أنا أحبك
حمدي: وأنا أيضا أعشقك وأعشق كل شيء
بك، هناك شيء آخر
ميار: وما هو؟
حمدي: حددي موعدا نناقش فيه تفاصيل
الخطوبة والزواج
ميار: حدد الموعد المناسب لك وأخبرني
به
حمدي: لا ميار أنتِ من سيقرر الموعد
والمكان
ميار: إذن فليكن عندي في المنزل، يوم
الخميس القادم
حمدي: أي بعد أربعة أيام، تمام هذا
مناسب جدا، هيا تناولي دوائك ونامِ جيدا
ميار: حاضر
أنهت ميار المكالمة وهي سعيدة أيما سعادة، سعيدة بموافقة والدة حمدي
على الزواج، والأكثر من ذلك أنها من ستختار بيتها وأثاثه وكل شيء به، تشعر أنها
تتزوج للمرة الأولى، ندمت أنها تحدثت مع حمدي في تلك السعادة عن الماضي والزيجة
الماضية ولكنها تعلم أن حمدي يفهمها جيدا وأنه لن يتضايق لذلك، لم تتمالك نفسها من
الفرحة ونادت على أم حامد تخبرها هذا الخبر السار
ميار: يا أم حامد، لقد وافقت والدة
حمدي على الزواج وسيأتي يوم الخميس لمناقشة تفاصيل الزواج
ام حامد: مبارك لك يا سيدتي فأنتِ
تستحقين كل خير، وأستاذ حمدي يبدو طيبا ويظهر عليه حبك
ميار: سأحدد معه موعدا لنرى الشقة
الجديدة، ماذا بك يا أم حامد، لماذا تغير وجهك
ام حامد: ماذا سيحدث معي بعد زواجك
ميار: لا شيء ستأتي معي لبيتي الجديد
كما أنتِ هنا معي
ام حامد: حقا، هل سيرضى أستاذ حمدي
بذلك
ميار: نعم، هو قال لي أني صاحبة الرأي
في كل شيء، أشعر وكأنها أول مرة لي في الزواج
ام حامد: انسِ ما مضى، فزوجك السابق
لم يكن إنسانا، وسامحيني لقد كان وغدا، لقد أكرمك الله بالأستاذ حمدي
ميار: فعلا يا أم حامد، ولكني أخاف من
والدته
ام حامد: لا عليك منها، دعي أستاذ
حمدي يتصرف معها، لا أعتقد أن لقاءك معها سيكون كثيرا، وأستاذ حمدي يحبك ولم يقبل
أي إساءة لك
ميار: فعلا، لقد ظننت أنها رفضت خاصة
بعد المقابلة وفتورها، خاصة أن حمدي لم يتصل بي بعد عودته، ولكن حمدي فاجأني
بموافقتها
ام حامد: لذلك أقول لكِ لا تخافين
منها، سأعد كل شيء ليوم الخميس، ولكن لابد لك من شراء ملابس جديدة للقاء أستاذ
حمدي ومناقشة تفاصيل الزواج
ميار: وما هي مشكلة ملابسي الحالية
ام حامد: لا شيء ولكن عندنا الملابس
الجديد فأل خير
ميار: إذن سأتحدث مع علياء فهي لا
تزال في القاهرة على ما أعتقد
ام حامد: هل تريدين مني شيئا آخر، أم
أذهب لأولادي
ميار: يمكنك الانصراف
انصرفت أم حامد بعد أن اطمأن قلبها أنها لن تترك مخدومتها، كانت تخاف
أن يصرفها حمدي، وكانت تفكر كيف ستجد عملا آخر قبل أن تنفد النقود التي ستأخذها
منهم، وبعد أن علمت أنها ستكمل عملها مع مخدومتها فرحت كثيرا بذلك، وقررت شراء بعض
الفاكهة لأولادها ليفرحوا بها كما فرحت هي، هم لا يكترثون لعملها ولكنهم لا يكفون
عن طلب النقود، وها هو مصدر رزقها مازال قائما، وتحمد الله لذلك وتدعو بكل الخير
لمخدومتها التي لا تبخل عليها بأي شيء.
اتصلت ميار بي لتخبرني بموافقة والدة حمدي على الزواج وتعرف مني إن
كنت لا ازال في القاهرة أم سافرت
ميار: السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
علياء: وعليكم السلام، كيف حالك يا
ميار؟
ميار: الحمد لله بخير، لك عندي خبر
سار، لقد وافقت والدة حمدي على الزواج، وكنت أريد أن أعرف هل مازالتِ في القاهرة
أم سافرت
علياء: مبارك لك، أنتِ تستحقين كل
خير، أنا الآن في دهب وسأسافر لأسيوط بعد أسبوع تقريبا
ميار: كنت أريد أن تكوني معي يوم
الخميس القادم
علياء: ولماذا الخميس؟
ميار: سيأتي حمدي ووالدته لمناقشة
تفاصيل الزواج
علياء: مبارك لك، آسفة يا صديقتي ولكن
لن أستطيع أن أكون معك، ولكن أعدك سأكون موجودة معك في حفل الزفاف
ميار: الزفاف بعيد يا علياء ستكون
هناك خطوبة فقط
علياء: ولماذا خطوبة فقط، حمدي شخص
جيد أسرعي بالزواج لكي يمكنكم التعرف على بعض أكثر
ميار: أخاف من مرحلة الزفاف، أتذكرين
عماد ما فعله
علياء: لعن الله عماد، إنه نذل ووغد،
ليس برجل لكي تقارنيه بأي شخص، حمدي شخص ممتاز ويحبك ورأيي الإسراع بالزفاف
ميار: أتري ذلك أفضل؟
علياء: نعم، أسرعي بالزفاف
بعد انتهاء المكالمة بيني وبين ميار، كان محمد يستمع لكلامي ورأى
الصواب في رأيي ففعلا خير وسيلة للتفاهم تأتي بعد الزواج، وأن الزواج يساعد كلا
الطرفين على معرفة بعضهما البعض، فهو لم يعرفنِ أو يفهمنِ سوى بعد الزواج، يعرف
أنه تصرف بهمجية في بداية الزفاف ولكنه يدرك أن ذلك حدث لأنه لم يكن يعرفني وأنه
استمع للناس ولم يستمع لعقله، لذلك أعطى لنفسه ولي الفرصة بالسفر كي يعرف كلا منا
الآخر بحق:
محمد: لقد أعجبني رأيك يا علياء
علياء: محمد، هل كنت تستمع للمكالمة
محمد: عن غير قصد، لقد كان صوتك
مسموعا لي في الحجرة خاصة بعد نوم فتحي وعليّ، اعتذر عن ذلك إذا ضايقك
علياء: لا عليك، فأنا فرحة لصديقتي
وما كنا نتحدث في أسرار
محمد: ومن عماد هذا الذي وصفتيه
بالنذالة؟
علياء: إنه طليقها
محمد: ولماذا هو وغد ونذل؟
علياء: لقد كان يضربها كثيرا ولا يأبه
لحالها، وفي آخر مرة ضربها كاد يودي بحياتها لولا أن خادمتها لما رأت الدماء تنساب
من رأسها اتصلت بالإسعاف ولم تخف منه
محمد: إنه ليس برجل من الأساس من يضرب
امرأة ليس برجل
علياء: ولكنك صفعتني في بداية زواجنا
محمد: اعتذر عن ذلك ولكن صراخك كاد أن
يجمع علينا أهل البيت، كما أنني وقتها لم أكن قد عرفتك جيدا
علياء: أتعرف يا محمد، لم أعرفك جيدا
إلا في المستشفى وقت مخاضي
محمد: وأنا لم أعرفك سوى عندما تحدثتِ
معي بصدق بعد ولادتك، لقد وجدت شخصية واعية ومدركة لما يحدث ولكنها عنيدة صعبة
المراس
علياء: أنا عنيدة
محمد: بشدة
علياء: لماذا؟
محمد: ألا تدركين أفعالك في بداية
الزواج وترك الدار دون إذن
علياء: لقد سئمت وقتها من شدتك في
التعامل وقسوة والدتك، ولكن اعتذر عن ذلك، فمنذ عرفتك جيدا وجدتك شخص آخر غير ما
تخليته قبل زواجنا
محمد: أعدك أن أحافظ عليك يا زوجتي
الحبيبة
علياء: ما هذا؟ أهذا حديث حب؟
محمد: نعم، ولما لا ونحن وحدنا وأنا
بالفعل أحببتك؟
علياء: أتعلم، أحبك كثيرا حين أرى هذا
الحنان وتلك المشاعر المحبة في عينيك وأحبك أكثر حين تعلنها
محمد: وأنا أيضا أحبك خاصة حين تكونين
مطيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق