صعد فارس لعيادة الطبيب النفسي المعالج لولاء وطلب مقابلته، انتظر دوره في العيادة ودخل للطبيب، لم يكن في حالته الطبيعية كانت كرامته تثور عليه، يشعر أنه أُهدِرت كرامته على يد حبيبته وزوجته، كما يؤنب نفسه على اندفاعه في طلاقها، ذهب إلى الطبيب لكي يخرج من تلك الحالة وبعد أن علا صوته على والدته لأول مرة في حياته.
الطبيب: ازيك أستاذ فارس، خير؟
فارس وهو يكاد الصداع والألم يقصف رأسه: أنا تعبان جدا يا دكتور.
الطبيب: أستاذ فارس مالك، حاسس بإيه؟
فارس: صداع رهيب حاسس دماغي هتنفجر
منه.
الطبيب: إيه اللي وصلك لكده؟
فارس: أنا اتخانقت مع والدتي بعد طلاق
ولاء، لما عرفت إنها في المستشفى ونزلت وأنا مش شايف قدامي لقيتني هنا.
الطبيب: طيب حضرتك فكرت في الكلام اللي
قلته لحضرتك ساعة لما طلقت مدام ولاء.
فارس: مش قادر افكر أو أبص في أي حاجة
وفي نفس الوقت متأكد إن ولاء عندها أخلاق وتخاف ربنا ومتدينة لا يمكن تعمل حاجة
تغضب ربنا، دماغي هتنفجر من التفكير تعبت..
الطبيب: حضرتك اتسرعت جدا في الطلاق..
فارس بانفعال: اتسرعت، بعد اللي
شفته ده وابقى اتسرعت.
الطبيب: أنا مُقدر حالتك النفسية، لكن
خلينا نحكم العقل شوية، زي ما حضرتك شايف في أوراق مدام ولاء هي عملت ده عشان
حضرتك تشوفه وتوصل للنتيجة دي الطلاق، ثانيًا هي ما ردتش على أي واحد من الناس اللي دخلت على الصفحة وما عملتش أي
إضافة لأي حد، كل اللي هي عملته إنها عملت الصفحة وحطت عليها الصور.
فارس: وبعدين؟
الطبيب: أستاذ فارس أرجع وأقول لحضرتك
ولاء مريضة بالاكتئاب وأنا شاكك إن الاكتئاب الحاد اللي هي بتعاني منه عرض لمرض
تاني لسه مش متأكد منه فعليًا، محتاج أعرف التاريخ المرضي ليها ولأسرتها ومحتاج
أعرف حاجات كتير عشان كده طلبت من حضرتك نعرف المدارس اللي هي درست فيها وكمان دار
الأيتام اللي اتربت فيها، ده غير الأوراق اللي هي مصرة تخبيها والماضي اللي لسه
بيحاصرها لغاية النهاردة.
فارس بسخرية: يعني هي عملت كده
وهي مش حاسة هي عملت إيه!!
الطبيب: لأ، هي عارفة هي عملت إيه، بس
المشكلة هنا في المبرر، أنا عايز أقول لحضرتك كمان إن ولاء بتقعد تكلم ابنها وهي
في أوضتها وبترد عليه وتقوله مش عارفة أجيلك، وبتتخانق مع حماتها ومعاك لأنك
بتخونها.
فارس مندهشًا: أنا بخونها، ليه هو
أنا اللي عملت الصفحة دي؟
الطبيب: الصفحة دي في الغالب هي رد فعل
لشعورها إنك بتخونها، من فضلك حاول تفهمني ولاء كانت تقصد تخليك تشوف ده، محتاج
حضرتك تشوف لو فيه أي ملفات مخفية أو أوراق تكون مدام ولاء مخباياها عننا.
فارس: انا مش فاهم حاجة!!
الطبيب: اقرأ كويس الأوراق بتاعتها وحاول
توصل للمدرسة الابتدائية بتاعتها والدار اللي اتربت فيها عشان نقدر نفهم الحالة
كويس ونعالجها، طبعًا ده لو حضرتك فعلًا عايز تساعد مدام ولاء وترجع حياتك الأسرية
معاها.
فارس محتارًا وحزينًا: موضوع رد
ولاء محتاج أفكر فيه، بس أوعدك هدور على المدرسة ودار الأيتام وأدور على الأوراق
بتاعتها كلها وربنا ييسر إن شاء الله، أنا بحب ولاء ومش متخيل لغاية دلوقتي هي
عملت كده ليه أو ازاي؟!!
خرج فارس من عيادة الطبيب أكثر حيرة مما كان، هل تكون فعلًا ولاء
مريضة وتحتاج للعلاج وهو تسرع في تطليقها، كم يتمنى أن يكون ذلك حقيقيًا، وأن يكون
تسرع فعلًا، ولكنه يخشى أن تكون ولاء فعلت ذلك عمدا وهي تعي ما تفعله، وأنها ليست
بالبراءة التي يعتقدها، لقد امتلأ رأسه بالاحتمالات وعاد الصداع ليفتك برأسه من
جديد، ولكنه قرر أن يبحث في كل مكان في المنزل وحتى على اللاب الخاص بولاء ليعرف
المعلومات التي طلبها الطبيب المعالج لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق