مشت ولاء وسط السيارات، وسمعت السِّباب وهي تعبر الطريق، لم تنتظر السيارات أن تقف لها لتعبر الطريق، بل عبرت وسط تلك الوحوش الضارية المسرعة، تتمنى أن يدهسها أحد هذه الإطارات، ولكن الموت لا يوجد حيث نريد، عبرت الطريق وسمعت السِّباب ولكنها مازالت على قيد الحياة، مازالت تتنفس ولم تمت، لم تعرف ماذا تفعل؟ ولكنها دون أن تدري فتحت حقيبة يدها وأخرجت هاتفها المحمول وهي تبكي وجدت رقم الطبيب النفسي المعالج لها، اتصلت به، رد عليها وسمع بكاءها..
الطبيب: السلام عليكم.
ولاء وهي تبكي: وعليكم السلام، دكتور أنا مدام ولاء، حضرتك فاكرني؟
الطبيب: أيوه فاكرك، في إيه بالظبط؟
ولاء وهي تبكي ولا تستطيع تجميع الجمل: أنا مخنوقة عايزة أموت ومش عارفة، مش عارفة أعمل إيه أو أروح فين، عايزة
أموت بس خايفة ومش قادرة آخد القرار، ودخلت ولاء في حالة بكاء هيستيري.
الطبيب: مدام ولاء لو سمحتي حاولي تهدي شوية، حضرتك فين دلوقتي؟
ولاء بأنفاس متهدجة من البكاء: في التحرير، في ميدان عبد المنعم رياض.
الطبيب: خليكِ في مكانك فيه سيارة إسعاف هتيجي لحضرتك في مكانك، هتوصلك
المستشفى عندي
امتثلت ولاء لأوامر الطبيب ولا تعرف لماذا؟ ولكنها انتظرت السيارة
التي وصلت إليها في أقل من نصف ساعة لتذهب بها إلى المستشفى، وفي تلك الأثناء اتصل
الطبيب بفارس ليخبره بمكالمة ولاء وحجزها في المستشفى، هرع فارس إلى المستشفى
وقابل الطبيب.
فارس وهو متوتر: خير مالها ولاء؟ إيه اللي حصل؟
الطبيب: ولاء كويسة الحمد لله، بس كلمتني وكانت في حالة هيستيرية، كانت
عايزة تنتحر.
فارس وهو ذاهل مما يسمع وقلق على زوجته: تنتحر؟ ولاء؟ ازاي دي مؤمنة وعارفة إنها لو انتحرت في عذاب وعقاب، وقبل
كل ده ليه تفكر كده وانهار فارس تمامًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق