النهاردة بقى يوم مخصوص عملنا اجتماع قمة
ثلاثي انا واخواتي اصل الحج قرر انه يعاقب فريد عشان عرف انه بيشرب سجاير، وحرمه
كمان من المصروف، وطبعا انا زعلانة عشان اخويا. مصطفى ساكت وشايف ان فريد ما ينفعش
يشرب سجاير في السن دا (اصل مصطفى وفريد دلوقتي واحد في اولى اعدادي والتاني في
تانية اعداي). وبيني وبينكم انا كمان شايفة انه صغير بس كمان دا مش مبرر انه مش ياخد
المصروف بتاعه من بابا.
تعملي ايه يا شذى، تعملي ايه يا شذى، وهوب جت
لي الفكرة احنا ناخد مصروفنا انا ومصطفى ونطلب من بابا حاجات بزيادة للمدرسة وطبعا
بابا ح يدي الفلوس لمصطفى ينزل يشتريها وبدل ما يشتريها مصطفى نجمع الفلوس اللي
معانا كلها ونقسمها على 3 وخلاص. وقلت الفكرة دي لاخواتي وانا ضهري للباب ومرة
واحدة لقيت الاتنين وشهم بيجيب ألوان من غير ما ينطقوا ولا حرف، وببص ورايا لقيت
الحج بيديني حتة ألم على وشي الله لا يوريكم وقالي اروح معاه الاوضة جوة
بابا: انتي ليه يا شذى بتفكري كده، ليه تاخدي فلوس من ورايا
أنا : عشان انت مش عايز تدي فريد مصروفه وهو لازم ياخد
مصروف
بابا: بالكدب عليا يا شذى؟ انا علمتكم كده؟
أنا: انت قلت مش ح تديه مصروف واحنا مصروفنا صغير مش ح اعرف
اجيب الشيكولاتة واديه فلوس هو كمان يجيب بيها اللي هو عايزه.
بابا: ولما ياخد منك الفلوس يجيب بيها سجاير
أنا: هو وعدك انه مش ح يشربها تاني
بابا: وانا كمان لازم اساعده يحافظ على وعده، على فكرة انا
ضربتك عشان انتي فكرتي انك تكدبي وكمان وتسرقي وانا مش مربيكم على كده. وبكلمك
دلوقتي عشان تعرفي انك غلطي كان ممكن تكلميني بصراحة وانا افهمك
أنا ومكان الألم بيوجعني بس عاملة نفسي ولا
بيهمني: خلاص يبقى هو ياخد مصروف مش يكفي السجاير
بس يكفي الحاجة الحلوة اللي بيجيبهالي معاه كل يوم
بابا وهو بيضحك: قولتي لي بقى انا همك على الحاجة اللي هو بيجيبهالك مش
على انه يبقى معاه مصروف
أنا في سري: الحج دا حكاية هو فهمها لوحده ازاي
ونده الحج على فريد
بابا: بص يا فريد أنا ح اديك المصروف مع وعد منك انك مش ح
تشترب سجاير تاني على الاقل لغاية لما تكمل العشرين وبعدها انت حر تشرب سجاير او
لا بس دلوقتي انت لسه صغير على كده وضرر السجاير ح يكون اكبر عليك، هي اصلا مضرة
بس انت دلوقتي ضررها زيادة
فريد: خلاص يا بابا وعد مني فعلا مش ح اشرب تاني، انا اسف
بابا: على فكرة بسبب اختك المجنونة دي انا بس قررت اديك
المصروف بس لو عرفت انك شربت سجاير تاني انت حر لان العقاب ح يكون شديد ومفيش فيه
رجعة
الحج طول عمره متعود يتكلم معانا في كل حاجة
ويقنعنا او نقنعه من واحنا صغيرين خالص عشان كده لما دخلت المدرسة كان طبيعي اننا
نتكلم ونتناقش في كل حاجة، ماما كمان كانت متعودة معانا على المناقشة باستمرار
وكنت أنا واخواتي بنحكي لها عملنا ايه كل يوم، بس اخواتي بطلوا يحكوا معاها زيي
لما دخلوا ثانوي وبقوا بيتكلموا مع بابا اكتر.
فعلا المناقشة حلوة وبتعودك من وانت صغير انك
تفكر وتقرر وتاخد قرار تكون مسئول عنه سواء القرار دا تشتري اي نوع شيكولاتة أو
تجيب شيكولاتة ولا بسكوت، سامبا ولا الشمعدان لغاية قرار أدخل علمي ولا أدبي وأي
جامعة وأشتغل ايه، وبعدها طبعا اختيار شريك الحياة. ما الاختيارات كلها اما تتعود
انك تختار او تتعود حد غيرك يقرر لك حياتك
وطبعا بما اني العقل المدبر لكل المصايب، كنت
بفكر وانا واخواتي ونعمل كل مصيبة واختها ولا كأننا عملنا حاجة، بس أموت واعرف
بابا كان بيعرف منين إني أنا العقل المدبر ليهم.
وجت الأجازة الكبيرة أخيرا، بابا عملنا
اشتراك في مكتبة جديدة وكبيرة فتحت قريب من البيت. اصلنا كنا بنحب القراية جدا
لدرجة ان بابا اشترك لمصطفى في دوريات علمية كان بيحبها جدا وكانت بتيجي كل شهر
ومصطفى كان بيفرح جدا بيها، أنا بقى كنت بحب اقرا روايات وكتب في الادب العربي،
وفريد كان بيحب كتب الفلسفة وعلم النفس، هو اللي خلاني احبه جدا وانا كملت عليه حب
علم الاجتماع كمان.
حاجة حلوة قوي انك تقرا وتعرف ازاي تفهم
الشخص اللي قصادك من تصرفاته وافعاله هو بيفكر ازاي وبيحب ايه وكمان لما تعرف
النشاة الاجتماعية بتاعته تقدر تتوقع ردود افعاله وتصرفاته. عشان كده قررت اتخصص
في مادة مدخل لعلم الاجتماع الاعلامي- ليه حكاية تانية لما نوصلها ح ابقى اقولكم
عليها ما تستعجلوش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق