الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

حكايات شذى (الحلقة التانية)



النهاردة يوم مش عادي، أنا أول يوم أروح فيه المدرسة النهاردة. اليوم كان جميل على الرغم اني كنت خايفة في أول لما دخلت المدرسة بس اليوم بجد كان حلو، قابلت يومها هبة جاد صديقة عمري وحبيبة قلبي، كانت معايا في نفس الفصل. هبة بنوتة جميلة وهادية جدا انا بحبها قوي لغاية النهاردة.
فاتت الأيام والشهور في المدرسة، وأنا اشتركت في نشاط الرسم -أصلي بعشق الرسم جدا، بلاقي نفسي مع الألوان والخطوط- بس للأسف هبة ما نفعش تشترك معايا في النشاط، عشان أسرتها الكريمة شايفة الأنشطة كلام فاضي وقلة أدب وتضييع وقت المذاكرة، مش فاهماهم الصراحة بس عموما، براحتهم. أنا فاكرة يومها رجعت البيت وحكيت لبابا اللي قاله عمو جاد، والد هبة، لهبة عن الأنشطة
أنا: يا بابا هي الأنشطة بتاعة المدرسة قلة أدب وتضييع وقت؟
بابا: مين اللي قالك كده يا شذى؟ يا حبيبتي الأنشطة دي حاجة كويسة عشان بنعمل فيها اللي بنحبه وبنصقل موهبتنا.
أنا: هبة قالت لي إن باباها منعها من إنها تدخل مسابقة الرسم، وقالها الأنشطة دي كلام فاضي وقلة أدب. بابا يعني ايه نصقل موهبتنا دي؟
بابا: يعني نزود الموهبة بتاعتنا ونعرف ايه اللي احنا محتاجينه عشان نوصل لمستوى أعلى وأفضل فيها. بصي يا شذى، لو كانت مسابقة الرسم وحشة أنا ما كنتش سمحت لك تشتركي فيها، ولا كنت خليت إخواتك كمان يشتركوا في مسابقات الشعر والإلقاء، بالعكس الحاجات دي بتخليكي تقدري تبدعي وتذاكري كويس. لكن لو انتي مش منظمة وقتك كويس بين اللعب والمذاكرة والنشاط اللي بتمارسيه يبقى ساعتها انتي اللي غلطانه مش عشان النشاط ولكن عشان ما عرفتيش تنظمي وقتك صح.
وبعد كلامي مع بابا عرفت إن ممارسة النشاط اللي بنحبه مفيدة لينا جدا بس لازم ننظم وقتنا، وطبعا جت لي فكرة جهنمية عشان هبة تشترك معايا في مسابقة الرسم
أنا: هبة ايه رأيك تشتركي في مسابقة الرسم من غير باباكي ما يعرف؟
هبة: ازاي يعني؟ ولو بابا مش عرف ماما ح تعرف أو إخواتي وح يزعقوا لي.
أنا: بصي يا هبة انتي ترسمي هنا في المدرسة في حصص الرسم والحصص اللي المدرسين بيغيبوا فيها وناخد الرسومات نديها لميس سعاد مدرسة الرسم تدخلها المسابقة ومفيش حد ح يعرف وانتي في البيت تذاكري بس.
هبة: بجد ينفع يا شذى؟
أنا بفرحة وانبساط وفخر بأفكاري العبقرية طبعا: أكيد ومش تقولي لمامتك وخلاص كده.
يومها لما روحت وحكيت لماما اللي قلته لهبة ماما زعلت مني جدا
ماما: ما ينفعش يا شذى تخلي صحبتك تعمل حاجة من غير أهلها ما يعرفوا حتى لو حاجة كويسة.
أنا: يا ماما هبة بترسم حلو وبتحب الرسم ايه المشكلة لما تشترك في المسابقة وخلاص؟
ماما: بصي أصلا غلط إنك تقنيعها تعمل حاجة من غير أهلها ما يعرفوا، يعني لو أنا قلت لك ما تعمليش حاجة حتى لو انتي شايفة انها صح ح تعمليها من ورايا؟
أنا: لا، عشان احنا بنتكلم مع بعض وانتي بتفهميني وبابا كمان. بس هبة كلهم حتى اخواتها بيضربوها وبيزعقوا.
ماما: بصي ماينفعش لأي سبب نعمل أي حاجة من ورا أهلنا، متفقين؟
أنا: متفقين
ماما: افرضي انها كسبت في المسابقة وبدل المسابقة على مستوى المدرسة بقت على مستوى الادارات التعليمية وكسبت فيها واخدت الجايزة ساعتها ح تقول ايه لباباها أنا دخلت المسابقة من وراكوا؟
أنا: يا خبر، مش فكرت في كده خالص، طب اعمل ايه
ماما: خلي هبة تعرف مامتها انها اشتركت في المسابقة وانها مش ح تعمل حاجة في البيت غير المذاكرة، ولو مامتها قالت لها لأ. يبقى خلاص تسمع كلامها.
أنا: خلاص يا ماما.
بس بصراحة كنت عارفة ان اسرة هبة مقفلين حبتين وعمرهم ما ح يتنازلو عن رأيهم، بس ما كنتش عارفة اعمل ايه، خصوصا بعد فرحة هبة برأيي. فقررت أعمل اجتماع قمة معايا أنا وهبة ومصطفى وفريد عشان نوصل لحل في مشكلة هبة. مصطفى وقتها كان في سنة خمسة وفريد في سنة رابعة وأنا وهبة طبعا في سنة أولى ابتدائي. بس كنت قوية ومفترية وكمان زعيمة العصابة. وفعلا عملت الاجتماع بتاعنا في الفسحة
أنا: دلوقتي عندنا مشكلة، بابا هبة مش عايزها تشترك في أي مسابقات أو أنشطة تبع المدرسة وشايف إن كده تضييع وقت وهبة زعلانة عشان بتحب الرسم وممكن تكسب في المسابقة، فكروا يا ولاد ممكن نعمل ايه؟
مصطفى: طب ما تشترك في المسابقة من غير ما تقول لحد، مش مشكلة.
فريد: انا كمان موافق مصطفى
أنا: ولو كسبت ودخلت التصفيات على مستوى الجمهورية، ساعتها لما تستلم الجايزة تقول ايه لاهلها، عليكو واحد!
مصطفى: يا ست شارلوك هولمز هي الجايزة ايه اصلا، دي شهادة تقدير يعني ممكن تشيلها معاكي مش لازم معاها، انتو عاملين مشكلة على الفاضي وضيعتوا عليا ماتش الكورة، وبعدين احنا اصلا مش سمعنا هبة هي مقتنعة بالمسابقة ولا لأ؟
هبة: انا عايزة اشترك في المسابقة وممكن ارسم لوحات المسابقة في حصص الرسم والاحتياطي كمان.
فريد: يبقى زي ما قال مصطفى، ما تقوليش لحد واشتركي، وانتي يا شارلوك هولمز اياكي تقولي لماما على اقتراحتنا دي اتفقنا، كلام رجالة.
أنا وهبة ومصطفى مع بعض: اتفقنا كلام رجالة.
وفعلا دخلنا مسابقة الرسم دي وكل السنين اللي بعد كده من غير أهل هبة ما يعرفوا، وطبعا من غير ما أقول لماما على دماغي السم دي، مش قلت لكم أنا زعيمة العصابة رغم إني أصغر واحدة. دماغ سم بقى تقولوا ايه. وهبة أخدت المركز الأول على الجمهورية وأنا التاني وفضلنا محافظين على المراكز دي لغاية الجامعة، أصلي أنا كملت في المسابقات بتاعة الرسم وكمان مسابقات الشعر بس هبة ما قدرتش تكمل في الأنشطة عشان في ثانوي الجايزة اتصورت وطلعت في التليفزيون وطبعا هبة ظهرت فيها والناس اتصلوا بابو هبة وماماتها عشان التهاني والناس اتصدمت – أه والله اتصدموا- وعملوا مشكلة كبيرة لهبة انها ازاي تشترك في المسابقة من وراهم وبسببي وبسبب افكاري هبة اتضربت حتة علقة من باباها وماماتها واخواتها كمان كملوا عليها. عيلة مجانين
بصراحة لما مارست هواياتي وأهلي ساعدوني حسيت انها فادتني كتير في حياتي طبعا لما بتركز في موهبتك بتخليك ذهنك صافي عشان تذاكر وخصوصا لما تذاكر وانت عندك هدف عايز توصل له، أه هدف طبعا.
أنا كان نفسي قوي لما أكبر أكون أستاذة في الجامعة- طبعا قبل ما أندم وأنق على فريد بشغله في البنك- وكمان كنت عايزة أدخل كلية إعلام، أصلي كنت بنبهر قوي بالصحفيين وهما في اللقاءات التليفزيونية وبعدها البرامج اللي قدمها الصحفيين، بلا هم كان ماله شغل البنوك واقبض على قلبي اد كده واريح دماغي في بلد مش بتقدر العلم والتعليم، ما علينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...