تكلمنا في المرة السابقة عن تعريف المقال
ومكوناته وفي هذه المرة سنتحدث عن انواع المقال ووظائفه
ما تكون مساحته
كبيرة.
أنواع المقال الصحفي
:
للمقال الصحفي
أنواع مختلفة أخذت تتطور حتى صار كل منها يشكل فناً صحفياً قائماً بذاته وهي:
1/ المقال الافتتاحي.
2/ المقال العمودي.
3/ المقال النقدي.
4/ المقال التحليلي.
5 / مقال اليوميات.
و قد تجد بعض الكتاب
يجتهدون في وضع أنواع أخرى من المقالات غير تلك المذكورة ، و من هذه الأنواع المقال
التفسيري و المقال المتخصص و مقال المناسبات و مقال الفكاهة.
1/ المقال الافتتاحي.
ويقوم على أساس
شرح وتفسير الأخبار والأحداث اليومية والتعليق عليها بما يكشف عن سياسة الصحيفة تجاه
هذه الأحداث والقضايا المجتمعية أو الدولية. ولأنه يعبر تماما
عن سياسة الصحيفة فإن مهمة كتابته تسند إلى رئيس التحرير أو كبار الكتاب في الصحيفة
والمؤسسة وهو لا يوقع باسم كاتبه لأنه يمثل رأي المؤسسة لا رأي الشخص.
أما المعادلة التي يقوم عليها المقال الافتتاحي فهي:
محاولة الربط بين سياسة الصحيفة وبين طبيعة النظام السياسي والاجتماعي في البلد الذي
تصدر فيه ثم مراعاة الجمهور المستهدف من القراء. وموضوعاته شاملة
للأخبار والأحداث والمشاكل التي تشغل الرأي العام إضافة إلى القضايا الاقتصادية والثقافية
وحتى الرياضية في بعض الأحيان.
أنواعه: و من أنواعه
التي وضعها بعض المختصين: المقال الافتتاحي الشارح المفسر، و المقال الافتتاحي النزالي،
و المقال المستكشف، و المقال المقارن إضافة إلى المقال التحذيري و المقال الشامل.
و يتميز المقال
الافتتاحي بالخصائص التالية:
1 - التعبير عن
سياسة الصحيفة سواء كانت هذه الصحيفة مستقلة أو تابعة لحزب من الأحزاب أو معبرة عن
اتجاه سياسي أو اجتماعي أو فكري في البلد الذي تصدر فيه.
2 - متابعة الأحداث
اليومية سواء تلك التي تقع في النطاق المحلي أو تلك التي تقع على النطاق الدولي.
3 - الاهتمام بالقضايا
التي تهم الرأي العام وتشغل أذهان القراء.
4 - ضرورة إبراز
الخلفية التاريخية للأحداث والقضايا التي يتناولها المقال الافتتاحي بالشرح والتحليل.
5 - استخدام لغة
سهلة بسيطة وأسلوب واضح محدد يتلاءم وطبيعة قراء الصحيفة الذي تختلف مستوياتهم الثقافية.
6 - القدرة على
إقناع القارئ بالقضية أو الرأي الذي تنادى به الصحيفة بما يقدمه الكاتب من حجج منطقية
وأدلة كافية.
2/ المقال العمودي
هو عبارة عن مساحة
محدودة تضعها الصحيفة تحت تصرف أحد الكتاب للتعبير من خلالها عن آرائه وأفكاره وخواطره
دون أن تشترط عليه التزامه بسياستها مع الحرص على عدم المعارضة القوية لها . ويعتبر المقال
العمودي من أكثر المقالات قبولاً وقراءة وصدى لدى القراء لأنه يمتاز " بخفة الظل
" النابعة من قصر مساحته وبلاغة كلماته وقوة معانيه وتجدد موضوعاته خاصة المقالات
العمودية اليومية.
و يتميز المقال
العمودي بالخصائص التالية:
1. الجمع بين بساطة اللغة الصحفية وسهولتها ووضوحها
بين جمال اللغة الأدبية.
2. يعبر عن التجربة الذاتية للكاتب.
3. يقوم على أساس وجود علاقة حميمة بين الكاتب
والقراءة.
4. يقوم على تطبيق القاعدة الذهبية في الصحافة
والتي تقول: أكبر كم من المعاني والمعلومات في أقل قدر ممكن من الألفاظ.
3/ المقال النقدي
ويقوم المقال النقدي
أساساً على عرض وتفسير وتحليل وتقييم الإنتاج الأدبي والفني والعلمي, بهدف توعية القارئ
بأهمية هذا الإنتاج ومساعدته على اختيار ما يقرأ ويشاهد ويسمع من وسط الكم الهائل من
الإنتاج المتدفق على كافة المستويات.
و يتضمن تقييم
شكل ومضمون العمل الفني أو الأدبي أو العلمي الكشف عن الجوانب الإيجابية والسلبية,
وليس فقط الجوانب السلبية, وتقوم عملية التقييم على أساسيين هما : إتباع الأصول العلمية
والقواعد والنظريات وانطباعات الكاتب الذاتية وذوقه الفني ورؤيته الفكرية .
و يتميز المقال
النقدي بالخصائص التالية:
المقال النقدي
يجمع بين اللغة الصحفية واللغة العلمية، بين جمال وذوق اللغة الأدبية، مع ضرورة أن
تتوفر فيه أيضا ملامح وخصائص اللغة الصحفية أي البساطة والوضوح والسهولة.
و النقد نفسه سواء
كان نقدا أدبيا أو فنيا أو علميا يقوم على أساسين:
الأول: النظريات
والقواعد والأصول العلمية، والناقد الأدبي أو الفني أو العلمي ملتزم في كتابته للمقال
النقدي بقواعد وأصول ونظريات العلم الذي تخصص فيه.
الثاني: انطباعات
الكاتب الذاتية وذوقه الفني ورؤيته الفنية والفكرية الخاصة فالمقال النقدي ليس مجرد
عملية ميكانيكية لتطبيق قواعد عليمة صارمة والخروج منها بنتائج محددة وإنما هو في نفس
الوقت علم وفن، ومزيج بين موضوعية العالم وذاتية الفنان، ولعل هذا هو الذي يفرق بين
ناقد وآخر رقم أنهما قد يتصديان لنقد عمل واحد.
4/ المقال التحليلي.
هو أبرز فنون المقال
الصحفي وأكثرها تأثيرا حيث يقوم على التحليل العميق للأحداث والقضايا والظواهر التي
تشغل الرأي العام، كما يتناول الوقائع بالتفصيل ويربط بينها بين غيرها من الوقائع التي
تمسه من قريب أو بعيد ثم يستنبط منها ما يراه من آراء واتجاهات.
والمقال التحليلي
لا يقتصر فقط على تفسير أحداث الماضي أو شرح الوقائع الحاضرة وإنما يربط بين الاثنين
ليستنتج أحداث المستقبل.
ولأن المقال التحليلي يقوم على التحليل العميق والمدروس
للأحداث فهو غالبا ما يكون أسبوعيا ولو كان ينشر في صحيفة يومية وليس هناك حجم معين
للمقال التحليلي ولكنه قد يحتل مساحة صفحة كاملة من الجريدة أو أكثر في بعض الأحيان.
و يتميز المقال
التحليلي بالخصائص التالية:
يتميز عن كل من
المقال الافتتاحي والعمود الصحفي بكبر حجم مساحته في الصحيفة وهو الأمر الذي يسمح لكاتبه
بأن يحشد في جسم المقال أكبر كمية من التفاصيل والحجج المنطقية والأدلة والشواهد التي
تشرح موضوع المقال.
5 / مقال اليوميات.
اليوميات الصحفية
ليست في حقيقة الأمر سوى مجموعة من الأعمدة يكتبها كاتب واحد مرة واحدة في الأسبوع،
فالفقرات التي تضمها اليوميات إذا أخذت كل منها على حدة لما اختلفت كل فقرة منها عن
العمود الصحفي في شيء سواء في موضوع اليوميات أو لغتها. فموضوعات اليوميات
الصحفية يمكن أن تستوعب السياسة والاقتصاد والاجتماع وقضايا الفكر والفن والأدب وكذلك
مشاكل الناس وهمومهم. وقد انتشرت اليوميات الصحفية في الصحافة العالمية والعربية في النصف الأول من
القرن (الماضي) وخاصة في أوقات ازدهار صحافة الرأي ولكن كثيرا من الصحف بدأت تخلي صفحاتها
من هذا الفن الصحي مع بداية ربع القرن الأخير، ويمكن أن نرجع هذا التراجع إلى عاملين:
الأول: أن فن العمود
الصحفي صار يؤدي جميع وظائف اليوميات بالإضافة إلى تميزه بصغر المساحة التي يشغلها
من الصحيفة.
والثاني: تراجع
صحافة الرأي وغلبة صحافة الخبر على الصحافة المعاصرة.
و يتميز مقال اليوميات
بالخصائص التالية:
لغة اليوميات تجمع
شأنها شأن العمود الصحفي بين بساطة اللغة الصحفية وجمال اللغة الأدبية، وكذلك في كونها
تقوم على التجربة الذاتية للكاتب.
وبعد استعراض انواع المقالات الصحفية بستعرض
الان وظائف المقال الصحفي
وظائف المقال الصحفي:
1-
الإعلام: وذلك بتقديم المعلومات والأفكار الجديدة.
2-
شرح وتفسير الأخبار اليومية الجارية.
3-
التثقيف: وذلك عن طريق نشر المعارف الإنسانية
المختلفة.
4-
الدعاية السياسية: وذلك بنشر سياسة الحكومة والأحزاب
وموقفها من قضايا المجتمع.
5-
الدعاية الأيدلوجية: وذلك عن طريق نشر الأفكار
والفلسفات والدفاع عنها ضد خصومها .
6-
تعبئة الجماهير: أي حثهم ودفهم لخدمة نظام سياسي
أو اجتماعي معين.
7-
تكوين الرأي العام في المجتمع والتأثير على اتجاهاته
سوءاً بالسلب أو الإيجاب.
8-
التسلية والإمتاع وهو الأمر الذي تحققه المقالات
الترفيهية أو الضاحكة أو الساخرة.
وفي المرة القادمة بإذن الله سنقوم بتحليل
المقالات التي ترون أنها في حاجة التقييم بعد استعراض كيفية تقييم المقالات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق