مقال اليوم نزولا على رغبة الاعضاء الكرام عن
الثقة بالنفس، وبداية نعرف معنى الثقة فهي إحساس نابع من الشخص بقيمة نفسه بين من حوله فتترجم هذه الثقة كل حركة من
حركاته وسكناته ويتصرف الإنسان بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتصرفاته هو من يحكمها وليس
غيره، وهي أيضا حسن اعتماد المرء على نفسه واعتباره لذاته وقدراته
حسب الظرف الذي هو فيه (المكان، الزمان) دون إفراط (عجب أو كبر أو عناد) ودون تفريط
(من ذلة أو خضوع غير محمود). وهي أمر مهم لكل شخص مهما كان ولا يكاد إنسان يستغني عن
الحاجة إلى مقدار من الثقة بالنفس في أمر من الأمور. الثقة هي إيمان الإنسان بقدراته
وإمكاناته وأهدافه وقراراته، أي الإيمان بذاته. ويقول عنها جرودون بايرون "إن الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون إليها، والإيمان بها".
والثقة لا تعني
الغرور والغطرسة، وإنما هي نوع من الاطمئنان المدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح والحصول
على المبتغى، وهنا لابد أن نفرق بين الثقة والغرور؛ فالثقة بالنفس الزائدة تصبح غرور و في ذات الوقت
تساوي عدم الثقة بالنفس، فتشعرك بأنك أقوى و أحسن من الآخرين و في داخلك تعلم انك مثل سائر البشر.
والثقة بالنفس
هي بالطبع شيء مكتسب من البيئة التي تحيط بنا والتي نشأنا بها ولا يمكن أن تولد مع
أي شخص كان، والواقع أن الثقة بالنفس تتماوج ارتفاعا وانخفاضا بحسب مقوماتها والظروف
المحيطة (الموقف، المكان، الزمان والموضوع) فالشخص الذي يتحدث في موضوع يعلمه جيدا
تكون ثقته أفضل مما لو تحدث في موضوع لايعلم عنه إلا القليل، أما إذا كان مؤشر الثقة
مرتفعا بغض النظر عن مقومات الثقة فهذا يدل على علة في الشخص (تضخم الذات يصاحبه ثقة
ظاهرية زائفة...) والعكس صحيح فإذا كان مؤشر الثقة منخفضا دائما رغم توفر مقومات الثقة
فهذا يدل على علة في الشخص (تحقير الذات يصاحبه ضعف في الثقة بالنفس)؛ والواثق بنفسه
يغير رأيه إذا اتضح له الصواب في غيره، وسير الواثقين بأنفسهم تشهد بذلك فهذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر يغير موقع المعسكر ويأخذ برأي الصحابي بعدما اتضح
له صوابه وكذلك في الحديبية بأخذ برأي أم المؤمنين أم سلمه ا فيحل احرامة ويحلق رأسه
وفي غزوة تبوك يأخذ برأي عمر في ترك نحر الإبل النواضح والقيام بدلا عنه بالاشتراك
في فضل الزاد.
والثقة بالنفس لا تعارض الثقة بالله, لأنه لا تعارض بين الثقة بالنفس والاعتماد
على الله عز وجل, والتوجه إليه في طلب الحاجات ودفع المكروهات، ولا تعني الاعتماد
على النفس والركون إلى قدرتها والاعتداد بها دون الالتجاء إلى الله, بل إن من الثقة
بالنفس احسان الظن بالله والاعتماد عليه دون تواكل. والذي يتعارض مع
الثقة بالله هو الإفراط في الاعتداد بالنفس وتفضيلها على الغير كما قال الله على
لسان إبليس{ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ
}[ص:76] ، أو
كما قال الله على لسان فرعون {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ
وَلَا يَكَادُ يُبِينُ } [الزخرف:52]، أو كما قال الله على لسان قارون { قَالَ إِنَّمَا
أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}[القصص:78]، أما الثقة السليمة
بالنفس فلا تعارض الثقة بالله, لان الواثق بنفسه ينسب الفضل لأهله والنعم لربه تعالى.
ما هي آثار الثقة
السليمة بالنفس ؟
·
الارتياح النفس والطمأنينة والسعادة.
·
النجاح في مجالات الحياة، العلمية والمهنية والاجتماعية.
·
تجعلك مدركاً لقدراتك ومهاراتك ومن ثمّ، القدرة
على تطوير الذات وتنمية المهارات.
·
القدرة على التعامل مع الأزمات والمشكلات والصعاب.
·
تشعرك أن حياتك مميزة عن حياة سواك.
·
تنتشلك من براثن العجز والسلبية والهزيمة النفسية.
·
توضح لك هدفك : لأنها مصدر طاقتك.
·
تمدك بالطموح والأمل، وتشدك بقوة لتحقيق هدفك.
كيف نساعد أنفسنا على زيادة الثقة بالنفس في
حالة فقدها ؟
لابد أولا أن تحدد سبب المشكلة التي حدثت لكي
تهز ثقتك بنفسك، وبعد تحديد مصدر
المشكلة ابدأ بالبحث عن حل وحاول أن تجده فلكل داء دواء، اجلس مع نفسك وصارحها
وثق بأنك قادر على التحسن يوماً بعد يوم ، عليك أن توقف كل تفكير يقلل من شأنك، ويجب
عليك أن تعلم بأنك إنسان منتج لم تخلق عبثاً، انت لك هدف وغاية يجب أن تؤديها في هذه
الحياه ما دمت حياً على وجه الأرض؛ فالله سبحانه وتعالى عندما خاطب المؤمنين في القرآن
الكريم لم يخص مؤمن دون الآخر ولم يخص مسلم دون الآخر ذلك لأن كل البشر سواسية أخي
الكريم ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.
" النقطة
الأولى " والتي يجب أن تكون سبباً في تعزيز ثقتك بنفسك هو أن احساسك بالظلم والإحتقار
من قِبل الآخرين سواء أهلك أو اقاربك أو زملائك لن يغير في الوضع شيئاً بل قد يزيد
في هدم ثقتك بنفسك فعليك الخلاص من هذا التفكير الساذج واستبداله بخير منه، فحاول استبدال
الكلمات السيئة التي اعتدت اطلاقها على نفسك بكلمات تشجيعية تزيد من قوتك وتحسن من
نفسيتك وتزيد من راحتها والتي يجب أن تكون سبباً في تعزيز ثقتك بنفسك هو أن احساسك بالظلم والإحتقار
من قِبل الآخرين سواء أهلك أو اقاربك أو زملائك لن يغير في الوضع شيئاً بل قد يزيد
في هدم ثقتك بنفسك فعليك الخلاص من هذا التفكير الساذج واستبداله بخير منه، فحاول استبدال
الكلمات السيئة التي اعتدت اطلاقها على نفسك بكلمات تشجيعية تزيد من قوتك وتحسن من
نفسيتك وتزيد من راحتها.
" النقطة
الثانية " هو اقتناعك واعتقادك الكامل أنك حقاً إنسان ذا ثقة عالية لأنها عندما
تترسخ في عقلك فإنها تتولد وتتجاوب مع أفعالك، فإن ربيت أفكار سلبية في عقلك أصبحت
انسان سلبي، وإن ربيت أفكار ايجابية فستصبح حتماً انسان ايجابي له كيانه المستقل القادر
على تكوين شخصية مميزة يفتخر بها بين الآخرين. يجب أن تعمل على
حب ذاتك وعدم كراهيتها أو الإنتقاص منها، وعدم التفكير في الماضي أو استرجاع أحداث
مزعجة قد انتهت وطواها الزمن يجب عليك أن لا تحاول استرجاع أي شيء مزعج بل حاول أن
تسعد نفسك وتفرح بذاتك لأنك إنسان ناجح له مميزاته وقدراته الخاصة ، ويجب عليك أن تتسامح
مع من أخطأ في حقك أو انتقدك حديثاً أو قديماً ولا تكن مرهف الحس إلى درجة الحقد أو
تهويل الأمور تأقلم مع من ينتقدك وقل رحم الله امرءً أهدى إلي عيوبي. ولا تجعل كلام
الآخرين يؤثر سلباً على نفسيتك لأنك تعلم بأن الآراء والأحكام تختلف من شخص لآخر فمن
لم يعجبه تصرفي هذا لابد وأن أجد شخص يوافقني عليه
" النقطة
الثالثة " لا تعطي نفسك المجال للمقارنة بين ذاتك وبين غيرك أبداً احذر من هذه النقطة
لأنها تدمر كل ما بنيته لا تقل لا يوجد عندي
ما قد وهبه الله لفلان، بل تذكر أن لكل شخص
منا ما يميزه عن الآخر وأنه لا يوجد انسان كامل ... ولا بد أن تعي أيضاً أن الله قد
وهبك شيئاً قد حرمه الله من غيرك ..... يجب أن تعيش مع ذاتك كإنسان كريم حاله حال ملايين
البشر لك موقع من بينهم لا تعتقد بأنك لا شيء في هذا الكون بل أنت مخلوق قد أكرمك الله
وفضلك على كثير من خلقه .
" النقطة
الرابعة " وهنا نقطة مهمة ألا وهي التركيز على قدراتك ومهاراتك الذاتية وهواياتك وإبرازها
أمام الآخرين والإفتخار بذاتك ( والإفتخار أخي لا يعني الغرور ) فهناك فرق بينهما
.... فكر بعمل كل ما يعجبك ويستهويك ولا تسرف في التفكير بالآخرين وانتقاداتهم ...
لا تهتم ولا تعطي الآخرين أكبر من أحجامهم ... عليك أن ترضي نفسك بعد رضى الله ...
وما دمت أخي تعمل ما لم يحرمه الله فثق بأنك تسير في الطريق المستقيم ولا تلتفت للآخرين. ان الأشخاص الذين
يعانون من فقدان الثقة بأنفسهم هم يفقدون في الحقيقة المثال والقدوة الحسنة التي يجب
أن يقتدوا فيها حق الإقتداء ..... ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان
الله عليهم أسوة حسنة وأمثلة عظيمة ... عليك أخي أن تقرأ هذه السير وتدرسها وتتعمق
بها وتقتفي أثرها .... حتى تكوّن شخصية إسلامية قوية ذات ثقة كبيرة بذاتها قادرة على
مواجهة الظروف الصعبة القاسية. وعليك من اللحظة أن تتذكر جميع حسناتك وترمي بجميع مساوئك البحر وحاول أن لا
تعرف لها طريقاً ..... تذكر نجاحاتك وإبداعاتك ..... وتجنب تذكر كل ما من شأنه أن يحطمك
ويحطم ثقتك بذاتك كالفشل أو الضعف.
" النقطة
الخامسة " اعطي نفسك أخي فرصة أخرى للحياه بشكل أفضل .... اقبل بالتحدي .... وقلها
صريحة لزميلك ... أو صديقك .... " سأنافسك وأتفوق عليك بإذن الله تعالى
" ولا تعتذر أبداً عن المنافسة مهما كانت ومهما مررت بفشل سابق بها .... تجنب
قول أنا لست كفءً لهذه المنافسة أو أني لست بارعاً في هذه الصنعة ... بل توكل على الله
عز وجل واقتحم وحاول بكل ثقة .... حينها أضمن لك بأنك ستنجح بالتأكيد. افعل ما تراه صعباً
لك تجد كل الدروب فتحت لك .... فتش عن كل ما يخيفك واقتحمه ستجد بأن الخوف قد تلاشى
ولا وجود له .....
" النقطة
السادسة " حاول أن تكون إنسان فاعل ولك أعمال مختلفة ونشاطات واضحة أبرز ابداعاتك ولا
تخفيها أبداً حتى لو واجهت انقاداً من أحد فحتماً ستجد من يشجعك وتعجبه أعمالك
.... هذه قاعدة يجب أن تتخذها " لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع " فلا تظلم
نفسك بالإستماع لما يحطمك ويحطم كل ابداع تحمله .
" النقطة
السابعة " ابدأ يومك بقراءة الأذكار والقرآن الكريم وإن استطعت كل صباح بعد صلاة
الفجر قراءة سورة ياسين فافعل فلها تأثير عظيم على النفس وتبعث الهدوء والطمأنينة كما
هو الحال في باقي الآيات الكريمة.
" النقطة
الثامنة " فكر بجدولك لهذا اليوم ..... وماذا ستخرج منه لما يعود على ذاتك بالنفع والحيوية.
" النقطة
التاسعة " حدث نفسك وكن صديقها وتمرن على الحديث الطيب فالنفس تألفه وتطمئن له
وتركن له .... فلا تحرم نفسك من هذا الحق لأنك أحق الناس بسماعه والتدرب على قوله لذاتك
..... الكلام الإيجابي الذي من شأنه أن يبني ثقتنا بأنفسنا ويدفعنا لمزيد من التفائل
بحياة أفضل بعون الله تعالى.
" النقطة
العاشرة " عند كل مجلس حاول أن يكون لك وجود وحاور وناقش مرة تلو الأخرى سوف تعتاد وسيصبح
الحديث بعدها أمراً يسراً .... درب نفسك وقد تلاقي بعضاً من الصعوبة في ذلك بداية الأمر
ولكن احذر من أن تثني عزيمتك التجربة الأولى بل اجعلها سلماً تصعد به إلى أهادفك وغاياتك
وأبرز وجودك بين من حولك فهذا يزيد من ثقتك بنفسك ويعزز الشعور بأهمية ذاتك.
" النقطة
الحادية عشر " تذكر أن مساعدتك للأخرين تعزز ثقتك بنفسك ..... الظهور بمظهر حسن لائق يعزز
من ثقتك بنفسك ..... فلا تهمل ذاتك فتهملك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق