الخميس، 30 أبريل 2015

المتمردة- الفصل الثامن الجزء الثاني

بعد أن تحدثت زهرة مع محمد لأول مرة من خلال الهاتف المحمول لاحظت أن صوته يشبه صوت ساقي الورد، حتى أسلوب في الحوار وانتقاء الكلمات، علمت أنه هو ساقي الورد. ولكنها لم ترد أن تصارحه بعلمها ذلك، أرادت أن تعرف ماذا ينوي؟ وهل يريد بها سوءا أم أنه يريدها أن تكتشف ذلك بنفسها؟ لذا لمحت له أن صوته يشبه صوت أحدا تعرفه، لم تكن إجابته بالنفي أو الإثبات لذا لم تفتح زهرة معه ذلك الموضوع وهو في المستشفى.
لقد تذكرت أيضا أن ساقي الورد اختفى منذ دخول محمد المستشفى، لذا فهذا يؤكد ظنها أن ساقي الورد ومحمد شخص واحد. أرادت زهرة أن تؤكد لنفسها أن محمد هو ساقي الورد، لذا أرسلت لساقي الورد على الفيس رسالة تعاتبه فيها على اختفائه المفاجئ، وهي تعلم أنه لن يكون موجودا.
مرت فترة وجود محمد في المستشفى وهو يعلم أن زهرة عرفت هويته، وهي تعلم من هو؛ لذا أراد محمد أن يوفر عليها عناء الكلام، خرج محمد من المستشفى وذهب للنادي كما اعتاد ووجد زهرة أيضا هناك
محمد: زهرة أنا عايز أقولك حاجة
زهرة: عارفة
محمد: ايه؟
زهرة: انت ساقي الورد
محمد: هو فعلا أنا ساقي الورد بس مش دا اللي عايز أقول لك عليه
زهرة: مقاطعة، عايز تقول ايه؟
محمد: أنا بحبك، وعايز اتجوزك
زهرة: بص يا محمد، أنا بحبك كمان وانت عارف دا، بس أنا محتاجة وقت أقدر أعدي فيه تجربة غيرت حياتي كلها أنت كمان عارفها
محمد: عارف يا زهرة، وعايز أقولك إني بحبك من زمان قوي، من قبل ما تطلقي. أنا كلمتك وأنا عارف انتي مين من الأول، أنتي غيرتي حياتي يا زهرة. بعد ما كنت فاكر إني عمري ما ح أحب واحدة تانية بعد المرحومة، حبيبتك من ساعة لما شوفتك في النادي، كنت باشوفك كل يوم وانتي لوحدك، ما كنتش عارف انتي مين ولا عارف إنك متجوزة دورت وزعلت لما عرفت انك متجوزة ووصلت للايميل بتاعك وعرفت اسمك، ما حاولتش اكلمك لأني عارف انك كنتي على ذمة واحد تاني. حسيت بألمك معاكي واتضايقت عشانك، كنت بتقطع وأنا نفسي كل يوم أقولك بحبك ومش قادر أقولها، حتى بعد طلاقك، خفت تفتكري أني بستغلك يا زهرة، بحب كل حاجة فيكي، بحبك وكلمة بحبك مش كفاية عليكي
فوجئت زهرة بكلام محمد، لم تكن تتوقع أن يحبها شخص ويفعل كل ذلك من أجلها. دمعت عيناها فرحا، فأكمل محمد
-         زهرة ممكن أقابل معاكي الدكتورة اللي بتعالجك؟
زهرة: ممكن طبعا، أول مرة أحس أني واحدة ست
محمد: أنتي أجمل ست وأجمل زهرة عرفتها
لم تكن زهرة تتوقع أن من محمد كل ذلك، وكان ما يشغلها كيف تحب دون أن تتأذى كما حدث معها قبل ذلك. كيف تحب دون أن تجرح مرة أخرى. أرادت زهرة أن تتركك نفسها لتحب وتجد الحب الذي حرمت منه ولم تشعر به قبلا.
ما أجمل الحياة التي تجدها زهرة الآن، أصبحت تحب الحياة وترى الأشياء بشكل مختلف تماما ولكنها كانت تخشى أن يصدم محمد مما سمعه عنها من شائعات، أو أن يصدق ما قيل عنها.
أما محمد لقد تضايق لما علم أن زهرة تحملته من كلام يسئ إليها وإلى سمعتها، ولكنه توقع أن يكون مصدر الكلام زوجة عادل. كان اهتمام محمد بزهرة كبير جدا، علم عنها كل شيء حتى زوجة عادل عرفها دون أن يكلمها وكان يتابع عادل ويتابعها، لذا عندما سمع الشائعات ووصلت له عرف مصدرها، إنه يرى الحقد في عيون زوجة عادل على زهرة. إنها غيرة الأنثى، ولكن ما كان يجعله يشعر بالحيرة نظرات عادل عندما يرى زهرة ويتكلم معها.
كانت نظرات عادل لزهرة نظرات تتراوح بين الندم والحب والاشتياق، ولكن لم يعلم إن كانت زهرة تشعر بذلك أم لا، ولكنه تأكد أن عادل مازال يحب زهرة بسبب غيرة ندى من زهرة، رغم أن ندى هي الزوجة الوحيدة لعادل الآن، وزهرة ليست زوجته.
كان محمد متأكدا من حب زهرة له، إنها ذات النظرات المليئة بالفرحة واللمعة. هي ذاتها التي كان يراها في عيون حبيبته، نظرات الحب والشوق. لم يرد محمد أن يضغط على زهرة في طلب الزواج والإسراع به، رغم شدة اشتياقه لها، ورغبته أن يجمعهما بيت واحد، أراد أيضا أن يعرف ما هي حقيقة مشكلة زهرة، وهل لها علاقة بالعلاقة الزوجية، كانت الطبيبة هي الوحيدة التي يمكنها الإجابة على أسئلة محمد.



هناك تعليق واحد:

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...