الخميس، 16 أبريل 2015

المتمردة- الفصل الرابع الجزء الثاني


بعد نزول زهرة من المنزل متوجهة للمدرسة شعر عادل بالحيرة الشديدة من رد فعلها، إنها حتى لم تذرف دمعة واحدة ولم تلمع عينها بالدموع، لم يعلم عنها من قبل أنها قوية بهذا الشكل. ولكنه لم يعلم أهي قوة أم عدم اكتراث لوجوده في حياتها؟
دخل بعدها لوالدته يطمئن عليها ويحاول أن يفهم منها سبب برودة رد فعل زهرة، أهذه البرودة نتيجة لبرودتها معه كأنثى؟ أم أنها عدم اكتراث بوجوده ؟ أم هي قوة شخصية لم يعلم وجودها في زهرة، كما لم يعلم كثيرا عنها اكتشفه لتوه عنها؟ ولكنه وجد والدته نائمة؛ فتركها ودخل شرفة غرفته يتصل بندى ويتحدث معها قليلا علّه يستطيع أن يهدأ.
لم تجب ندى على اتصاله، فظن أنها نائمة بسبب متاعب الحمل. لم يشعر عادل بالوحدة كما شعر بها الآن، كم ندم على سماحه لزهرة بالنزول للعمل. لماذا لم يمنعها من النزول؟ لماذا لم ينهرها لبرودها؟ لماذا لم يسألها عن سبب عدم اكتراثها؟ لماذا تغيرت؟
كان عادل في حيرة شديدة، قرر بعدها أن يذهب للمدرسة ويتحدث مع زهرة ليعرف منها سبب تغيرها وعدم اكتراثها به وبزواجه. ولكنه عندما نزل من المنزل لم يلحظ رسالتها له ولم يلحظ أن سيارتها لم تتحرك من أمام المنزل، لقد كان شاردا يفكر وصدم عندما ذهب للمدرسة ولم يجدها وعلم بموضوع أجازتها من المدرسة، حاول الاتصال بها هاتفها مغلق دائما.
لم يعلم عادل كيف يتصرف، سأل علياء من قدمت لها الأجازة، فعلم منها أنها هاتفتها صباحا وطلبت منها تقديم طلب أجازة لتعبها من الحمل. كانت صدمة عادل شديدة عندما علم من علياء أن زوجته حامل، وأنها تعبت من الحمل. لشد ما شعر عادل بالغضب والحيرة، لقد تغيرت زهرة تماما عن هذه التي يعرفها، متى حملت؟ متى تغيرت لهذه الدرجة؟ كيف لم يلحظ هو تغيرها؟ لم يستطع عادل اكمال يومه في المدرسة وعاد إلى المنزل مرة أخرى، ودخل غرفته مباشرة ليستطيع التركيز والتفكير، فوجد رسالة على الفراش
"عزيزي عادل
لقد غادرت هذا المنزل بغير رجعة، لقد سئمت هذه الحياة التي نسيت فيها أنني زوجتك ولي عندك الكثير من الحقوق، منعني خجلي من مطالبتك بها، ولكن ليس معنى عدم مطالبتي بها أنني تخليت أو تركتها. أنا لم أتركها ولكن حيائي وخجلي منعني من المطالبة، أنا ذاهبة لكي أريح أعصابي لمدة أسبوع أستطيع خلاله ترتيب أوراقي وحياتي التي لا تعلم أنت عنها شيئا.
نعم أنت لا تعلم عن زهرة شيئا، أنا الآن أحتاج إلى الابتعاد والراحة، من فضلك أنتظر منك ورقة طلاقي في هدوء، سأغلق هاتفي لذا لا تحاول الاتصال. عندما أهدأ أنا من سيتصل بك، لقد استحالت بيننا الحياة وحقي منك أن تطلقني في هدوء.
زهرة"
لم يصدق عادل الكلمات التي قرأها توا، من هذه التي تفعل وتتكلم؟ إنه لا يصدق أنها زهرة هي من تتحرك وتفعل كل ذلك! لشد ما ابتعد عنها! ولكن هل يلوم نفسه لأنه فعل ذلك؟ أم يلومها لأنها يوما لم تحاول إظهار مشاعرها والبوح بما تكتمه في أعماقها؟ ولكنها هنا لم تذكر له أنها حامل. هل هي بالفعل تحمل طفله في أحشائها أم أنها تقول ذلك فقط لزميلتها لحفظ ماء وجهها أمام الجميع لعلمها بحمل زوجته الثانية؟ ولماذا لم تقل له خبر حملها منذ علمت به؟
لأول مرة يشعر عادل أنه مع امرأة أخرى لا يعرفها، لقد ابتعد عنها كثيرا، ولم يكلف نفسه عناء القرب منها أو معرفة بما تفكر. "آه يا عادل، ماذا يحدث معك وماذا أنت فاعل؟ أين أنت يا زهرة لتجيبيني عن هذه الأسئلة لا أحد غيرك يستطيع أن يفعل".
ورغم قراءة عادل للخطاب وعلمه أن زهرة تغلق هاتفها، حاول مرات عديدة أن يتصل بها وأخيرا رن هاتفها وتحدث عادل بعصبية لم يعرف أنه قد يتحدث بها مع أحد من قبل
-         ألو زهرة ممكن أفهم ايه اللي بيحصل؟
-         اني فين طيب، عايز أقعد اتكلم معاكي، دلوقتي؟
-         مفيش حاجة اسمها ما ينفعش انتي فين؟ انتي لسه مراتي يعني من حقي أعرف انتي فين؟ فاهمة ولا لأ

-         نص ساعة وأكون عندك، سلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...