الاثنين، 26 يناير 2015

ضياع (الفصل الثامن: إنكار نسب)



الآن منزل كوثر
بعد أن علمت رضا من والدتها ما يزمع عليه والدها من أفعال من شأنها الوقيعة بين بناته وأزواجهن قررت أن تتصل به لتعرف الحقيقة منه؛ فهي رغم ما تعرفه عن والدها وقسوته ورغم ما سمعته من والدتها، لم تصدق ما سمعته وأرادت أن تسمعه بأذنيها، قررت الاتصال به.
وبعد أن عادت من شرودها كانت والدتها لا تزال تتحدث مع فارس عن برهان وتفيدة وما ينويان فعله
رضا: إيه رأيكم لو روحنا النهاردة بالليل لبابا زيارة ونشوف أحواله إيه؟
 فارس: من رأيي كلميه الأول من رقم غريب وشوفي ح يرد عليكي ولا لأ، ولو ما ردش عليكي ابقي كلمي عمتك واسأليها عليه.
كوثر: لا بلاش تكلم تفيدة، تفيدة مش ح تسكت وممكن تتضايقها وأنا مش ح اسكت لأي حد يزعل ولادي أو يدوس لهم على طرف
رضا: خلاص يا فارس هات رقمك أكلم بابا وأشوف ح يرد ولا مش ح يرد عليا، مبسوطة كده يا أمي؟
كوثر: تمام كده ابقي كلميه بعدين ما قولتوش تحبوا تاكلوا إيه؟
رضا: إيه رأيك في طبق محشي وشوية ملوخية بس خليه يوم ما إيمان تيجي عشان نكون كلنا متجمعين مع بعض
فارس: وأنا بقى نفسي في فتة كوارع عشان مفيش الأكل المصري بتاعنا دا
كوثر: من عيني كل اللي نفسكم فيه
انتظرت رضا بعض الوقت حتى تكون وحدها هي وفارس لتسطيع أن تهاتف والدها
مكالمة تليفون
رضا: ازيك يا بابا أخبارك إيه، وحشتني قوي
برهان: مين معايا؟
رضا (باستغراب): أنا رضا يا بابا، رجعت مصر النهاردة وعايزة أشوفك وحشتني قوي
برهان (بلا مبالاة): عايزة تشوفيني ليه؟ أنا مش عايز أشوف حد فيكم، أنا ولادي ماتوا خلاص، أنا ماليش عيال
رضا (بعدم تصديق وبكاء): ليه بتقول كده يا بابا؟ إحنا عملنا إيه بس؟
برهان (بعصبية): عملتوا إيه؟ بدل ما كنتم تقولوا لأمكم عيب اللي بتعمليه دا، يتشجعوها تتطلق. ناويين تجوزوها لمين؟ وبعتوا أبوكم بكام؟ كوثر اشترتكم بكام؟ ومين عريس الغفلة؟
رضا (تبكي بشدة): عريس إيه يا بابا؟
برهان (بعصبية مقاطعا): ما تقوليش يا بابا، أنا مش أبوكي، وعلى فكرة أنا رفعت عليكي أنتي وأخواتك قضية نفقة وقضية تانية إنكار نسب، وبعت لكم على السفارة إعلانات القضايا
رضا (مازالت غير مصدقة لما تسمعه): إزاي نفقة وإنكار نسب مع بعض والاتنين عكس بعض؟
برهان (بعصبية وتحدي): أهو رخامة بقى. إنكار نسب عشان البهدلة في المحاكم وسمعتكم تبقى في الأرض أنتم وأمكم، وخلي أجوازكم يطلقوكم. والتانية بقى قضية نفقة عشان تصرفوا عليا من فلوسكم وفلوس أجوازكم وبجملة البهدلة وكل يوم قضية وكل يوم فضيحة لغاية لما تتطلقوا وترجعوا غصب عنكم، وفلوسكم حقي أنا اللي صرفت عليكم لغاية لما كبرتوا واشتغلتوا فكل قرش معاكم دا حقي أنا ومن كرم أخلاقي كنت سايبه ليكم، بس أنتم طلعتوا ولاد كلب ما تستاهلوش، وزي ما بنيتكم هـ أهدكم. بدل ما تطلعوا بني آدمين وتردوا الجميل بتقوا أمكم عليا وشايفين لها شوفة تانية وراجل غيري أكيد ماشية معاه وهي على ذمتي. جوزك معاكي
رضا (مذهولة وتبكي بحرقة لا تدري أحقا ما تسمعه): أيوة معايا
برهان (بعصبية): اتنيلي هاتيه
أعطت رضا الهاتف لزوجها وهي في ذهولها لا تدري أحقا ما سمعته للتو من والدها، أم أن كل ذلك كان محض خيال، ولم تدرِ أو تسمع ما قيل بين برهان وفارس. فقط ظلت تبكي وهي خائفة أن تسمعها كوثر.
فارس: أيوة يا عمو أخبارك إيه؟
برهان (بهدوء كأن شيئا لم يكن): الحمد لله كله تمام، أنت أخبارك إيه؟
فارس: الحمد لله تمام، إيه يا عمو مش عايز تشوفنا ولا إيه!
برهان: أشوفكم ليه؟ أنا ممكن أشوفك أنت لكن مراتك أشوفها ليه؟ بأمارة إيه؟!
فارس (مستغربا): بأمارة إنها بنتك
برهان (بمنتهى الهدوء): مين اللي قال إنها بنتي؟ على فكرة أصلا حماتك سيرها بطّال وأنا لغاية النهاردة مش متأكد هما أصلا ولادي ولا لأ
فارس (ببداية عصبية مع ذهول مما يسمع): ما يصحش يا عمي تتكلم على طنط كده ولا على بناتك
برهان (يضحك بتحدي): مش أنت اللي ح تعلمني أتكلم إزاي؟ أنا أدرى منك بمراتي. وبعدين مراتك دي أنت ما تعرفش هي وأمها وإخواتها كانوا بيقولوا إيه عليك وبيتفقوا عليك وأنا بدافع عنك. ابقى راقب مراتك دي ماشية على كيفها أنا لو منك كنت قتلها أو طلقتها
فارس (بعصبية غير مصدق ما يسمعه): مع السلامة يا عمو، لما تهدى نبقى نيجي لك أنا ورضا
برهان (بدأ يتعصب): أبقى أشوفكم في المحكمة، ما تنساش تبقى تجيب أهلك يتفرجوا على الفضايح اللي ح أقولها في المحكمة
أغلق فارس الخط في وجه برهان؛ فأعصابه لم تتحمل ما قاله برهان وكذلك بكاء رضا، ورغم أنه كان يعلم موضوع القضية ورغبة برهان في طلاق بناته؛ إلا أنه لم يكن يتخيل أن برهان كاره لبناته وزوجته وناقم عليهن إلى هذا الحد، بل أنه لم يكن يتصور أن هناك من يكره أولاده لتلك الدرجة، أن يتهمهن في شرفهن وأعراضهن، وكان قد خرج ليقف في الشرفة فرأته كوثر على ذلك النحو فنادت عليه وسألته عما حدث.
حكى لها فارس ما قاله برهان له ولرضا، وكان مذهولا مما يحدث؛ فرغم أنه يعلم أن برهان صعب المراس إلا أنه لم يتوقع أن تصل الأمور لذلك الحد، ولكن كوثر لمعاشرتها لبرهان تعلم أنه لا يحب أحداً ولا يتوانى في قذف النساء في أعراضهن حتى وإن كن نسائه وفي رقبته وقصت عليه ما كان من برهان والطلقة الثانية التي تتمنى لو لم تكن قد ردت له بعدها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...