انتهى اللقاء بين إبليس ويوسف، ووجد نفسه يوسف في مكتبه مرة أخرى، لا
يعرف ما إذا كان ما رآه حقيقة أم حلم، فقرر أن يجرب ليعرف ذلك، فطلب كما علمه سيده
أن يظهر له أحد خدمه، فظهر له أحد الجان، اطمأن يوسف أن ما رآه حقيقة وأنه لم يكن
يحلم، طلب من الجان الذي ظهر له تقصي أحوال الجواري والقصر كله، علم عنهم كل شيء،
ثم طلب منه تقصي أحوال عروسه وأهلها، فكان له ذلك.
ظل يوسف عاكفا في غرفته يفكر كيف يصل لذلك الصبي الذي قال عنه الملك،
فسمع من يقول له: "لا شأن لك به الآن، هو لم يولد بعد، اهتم أنت بما أنت
موكل به، تكلم مع والدك ووالدتك واكشف لهم أسرارهم وتنبأ لهم بما سيحدث، لابد أن
يصدق الجميع أنك صاحب كرامات". وانتهى الصوت وبدأ يوسف يفكر كيف يبدأ في
ذلك؟ حتى وجد الفرصة سانحة أمامه والده سيسافر في بعثة لأوروبا لمرافقة أحد
البعثات هناك، عندما اجتمع يوسف ووالده وأخيه على مائدة الطعام، قال لوالده:
يوسف: والدي سيأتي لك رسول من الأزهر يقول لك أنك ستسافر في مرافقة
أحد البعثات لأوروبا فلا تذهب.
والده: ماذا تقول يا ولدي؟ من قال لك ذلك الكلام
لم يكد والد يوسف يكمل جملته حتى وجد أحد الخدم يقترب منه ويقول له أن
هناك رسول قادم من الأزهر ويريده في أمر هام. عندما عاد الأب من مقابلة الرسول نظر
لولده مستغربا
والد يوسف: كيف عرفت يا ولدي أن هناك رسول سيأتيني؟
يوسف: شعرت بذلك ولا أدري كيف؟ ولكن لماذا لم ترفض السفر كما طلبت
منك؟
نظر الأب لولده مستغربا: كيف عرفت ردي يا ولدي، أراك لم تبرح مكانك،
ولم تأت متقصيًا لخبر؟
يوسف: عرفت ردك كما عرفت أمر سفرك.
ونظر يوسف لأخيه إبراهيم: لا تسافر يا إبراهيم، في سفرك هلاكك، لا
تسافر
استغرب إبراهيم ونظر له: أي سفر تتحدث عنه، وأي هلاك
يوسف: ستسافر في رحلة تجارة لبلاد الشام وستضل الطريق وتموت هناك فلا
جثمان لك نشيعه ولا رفات ندفنها
كان علي وإبراهيم في حالة من الذهول من قدرة ولدهم المفاجئة على كشف
الحجاب، ولكن لم ينفذ أي منهما ما طلبه يوسف، فلقى كل منهما حتفه سريعا، بعد زواج
يوسف بفترة وجيزة. عندما قال لهم يوسف أنه سيترك الأزهر والعمل به أخبرهم أنه
سيتفرغ لعلاج المسحورين والممسوسين من الجان، لأنه اكتشف للتو قدرته على ذلك، لم
يعارضه أحد في قراره وبالفعل بدأ في تنفيذ ذلك في المبنى الخاص بالمضيفة ولم يعرف
أحد ماذا يفعل يوسف حتى تزوج.
بعد زواج يوسف بخديجة، لقى والده وأخوه حتفهما، كما قال يوسف وكان ذلك
خبرا لم يكتمه الخدم، وهو ما أراد له يوسف أن يحدث، ثم شرع يظهر قدراته أمام خدمه،
وبدأت طلبات العلاج من المس والسحر تنهال على يوسف وأصبحت المضيفة ملاذه لأداء
عمله.
بعد وفاة والد يوسف كان علي يوسف أن يعتق جواري والده، أو يتركهن دون
أن يتحولن لجوار له، ولكنه اتخذ من كافة الجوار جوار له وهو ما أثار خديجة، كيف
ينتهك ما حرمه الله، كما لاحظت أنه لا يغتسل من جنابة، وإن كان دائما ما يهتم
بمظهره ورائحته، كما لاحظت عدم صلاته. استغربت خديجة ذلك الوضع الذي وجدته مستمرا
ما يزيد عن الشهر، كانت شهرته ذاعت في مجال فك الأعمال ويأتيه الناس من كل حدب
وصوب، وسمي بالشيخ يوسف، وأثناء مراقبة خديجة لزوجها وجدته يغلق عليه غرفة مكتبه
وسمعت حواراته مع جانه هناك. كان ما سمعته إيذانا لها بالرحيل والذهاب لوالدها
وطلب الطلاق من زوجها لقد تزوجت من ساحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق