الأحد، 15 نوفمبر 2015

إسماعيل -الفصل الخامس (أطياف من الماضي)

اعتدت على ظهور عثمان وليلى وأنا في الثالثة من عمري وكنت، أعلم من هما، ولكن كنت استغرب من مناداة شمس لليلى بأمي. وعندما وصلت لسن الرابعة أخبرتني أمي أن عثمان والدي وأن ليلى جدتي –رغم أنني كنت أعرف أنها زوجة أبي، ولكن أمي لا تعرف أني أعرف ذلك –وكانت تقول لي أنهما يظهران للاطمئنان علينا ورعايتنا.
رحب والدي بدراستي في الأزهر، وكان يحب ذكائي وفطنتي، لا أعرف إن كان هو وليلى يدركان أني أراهما منذ وقت طويل وأعرف من هما وأسمع كلامهما مع أمي وجدتي، كما أرى وأسمع غيرهم من الأطياف والجان، لم أكن أدري.
أراك تسأل عن ملامحي الآن، أنا الآن في السادسة من عمري ورثت صفات عثمان وخوشيار الشكلية من حيث جمال البشرة وبياضها وكذا العضلات المفتولة والعيون الزرقاء أما لون شعري فكان أسود فاحم اللون، كنت كما أسمع الجميع يقول عني وسيما بحق، وورثت جمال الروح وصفائها من والداي وخالي وليلى.
كنت محبوبا في المدرسة، الجميع يشيد بذكائي وفطنتي وسرعة بديهتي، وكذا حكمتي رغم صغر سني. أراد إبراهيم أن يتأكد من ذلك بنفسه عندما كنت في الثامنة من عمري؛ فعرض عليّ مشكلة حسابية في الأرض، عرفت المشكلة بمجرد أن حكى لي إبراهيم موجزا عنها، قبل حتى أن أنظر للأوراق. واستغرب إبراهيم أنه لم يتمكن بنفسه من كشف المشكلة، فردت عليه قبل أن يكمل تفكيره، "لك الحق أن تستغرب ما حدث فأنا أيضا استغربه، لا أعلم يا خال أشعر وكأن أحدا يتكلم ويحكي لي المشكلة حتى قبل أن تقولها".
استغرب إبراهيم من ذلك وقرر أن يسأل شيخا عن حالتي، فذهب لأحد الشيوخ إلا أنه لم يسأل عنه جيدا، فقد كان يعمل في السحر الأسود في الخفاء ولم يعلم عنه ذلك أحدا. طلب ذلك الشيخ المشعوذ أن يلتقي بي فإن كنت كما يقول إبراهيم فأنا كنز لا ينبغي التفريط به، وإن لم أكن لم يخسر شيئا. لكن احتمالا لم يفكر فيه الشيخ، وهو أن أرفض معاونته، ماذا لو عرفت سره وفضحته، وهذا هو الشيء الوحيد الذي نسيه الشيخ المشعوذ.
أتى الشيخ المشعوذ للقصر ليلتقي بي، وبالفعل نزلت له لألتقيه في حضور إبراهيم، قبل أن ينطق الشيخ بحرف واحد طلبت أن أنفرد بإبراهيم لمحادثته وقلت له "يا خال هذا الرجل يعمل في السحر الأسود، وهو منهي عنه في القرآن، كيف تأمنه أن يدخل الدار؟"، لم يصدق إبراهيم حرفا مما قلته للتو وذهب لغرفة الضيوف للشيخ المشعوذ فوجده يتكلم مع آخرين لم يراهم وسمع وفهم من كلام الشيخ المشعوذ أنه عرف ما قلته لإبراهيم منفردا به للتو.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...