الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

عقيلة -الفصل الثاني عشر (أطياف من الماضي)


بعد ما سمعته خديجة وصل لها خبر سيء جدا، لقد توفت أختها وتركت طفلين، شمس وإبراهيم طفلا أختها من زوجها خليل. كان لابد لها من الذهاب لقصر والدها لأداء واجب العزاء ومقابلة المعزيات، وبعد انتهاء أيام العزاء قصت خديجة على والدها ما علمته من تصرفات زوجها وما سمعته من حديثه. كان ذلك كافيا لكي يطلب والدها من يوسف أن يطلقها وإلا يخبر الناس أجمعين بكل شيء ولا حرج عليه فيما سيفعل. خاف يوسف من تهديد والد خديجة له لذا طلقها وتركها، ولم يهتم بتقصي أخبارها، ولم تلبث خديجة بعد طلاقها أن تعرف أنها تحمل في أحشائها طفلا من يوسف، إلا أنها أبت أن تخبره؛ فهو كافر ولا يحق له أن يتخذ من ولدها ولدا له.
ولدت خديجة، وبعد ولادتها تزوجت من أحد الضباط، زميل الضابط خليل زوج أختها –رحمها الله –وسافرت مع ولدها للسودان عندما أرسل ليخدم هناك. ولم يتزوج خليل من أخرى واكتفى بجواريه، وكبر الأطفال، ولم يدر يوسف أن له ابنا من خديجة زوجته، لم يرى أبناء أخت خديجة شمس وإبراهيم حتى زواج شمس من زوجها عثمان، وكان ابنه قد أصبح عمره في الخامسة عشر من عمره، أي يصغر عام واحد عن عمر شمس تقريبا.
كان زوج شمس متزوج من أخرى، ولكن لحظ شمس –تلك الفتاة الرقيقة التي افتقدت كثيرا حنان والدتها –أن توفت الزوجة الأخرى لزوجها في نفس يوم زفافها، وبعد زواجها ما لبثت أن حملت في طفلها الوحيد عثمان.
انقطعت أخبار يوسف عن خديجة وانقطعت أخبارها عنه منذ طلاقهما، ولم يكلف يوسف نفسه عناء السؤال عنها أو تقصي أخبارها، كان يخاف من تهديد والدها له، وكان صيته قد ذاع في مجال علاج السحر والمس. تزوج من أخريات ولم ينجب، حتى قال له خدمه لقد ظهر الصبي المنشود، سيأتي لك خاله لتراه وتعرف ما به، لذا توخى الحذر معه في الحديث وفي التعامل، إنه مكشوف عنه الحجاب هو ووالده، كما أن عائلة والده محصنة بقبيلة من الجان المسلم تحميهم منا ومن الشياطين؛ هو لم يتل العهد بعد ليحميه جان والده، كما أن والده توفى.
ظهر أحد خدام يوسف لإبراهيم ليدله على يوسف وعلى صيته في مجال السحر والمس، وظهر له منهم الكثير لكي يذهب إليه ويخاف من قدرات إسماعيل، وتحثه على التأكد من عدم مس ولد أخته من الجان أو الشياطين. وبالفعل توصل إبراهيم ليوسف، عرف يوسف منذ الوهلة الأولى أن إبراهيم ابن أخت خديجة طليقته، فسيطرت عليه الرغبة في الثأر من تلك العائلة. وكان على يوسف تنفيذ طلب سيده في التحضر للقاء إدريس والقضاء عليه، وكان يوسف يريد أن يتأكد أن إسماعيل بالفعل كما قيل له عنه، وتساءل في نفسه هل سيستطيع الاستفادة منه، ودارت العديد من الأسئلة بخلده حتى وجد نفسه أمام الصبي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...