لقد وعدتكم أن أعود لكم بعد أن ينتهي أبطال الرواية من حكايتهم
وتركتهم جميعا يحكون ما مر بهم، إنها حياتهم كما عاشوا أحداثها منذ أول يوم حتى
آخر يوم. كيف عرفت أنهم عاشوا تلك الحياة وتلك الأحداث، وكيف أصدق كل حرف قاله
هؤلاء، أقول لك ذلك لأني أنا شمس زوجة عثمان وجدة هؤلاء، ظهرت لعقيلة بضعة مرات
وعدد زهيد من المرات لإسماعيل وتوفيق ولكني لم أترك آمال أبدا.
لقد كانت أرق واحدة في تلك العائلة، وكانت تملك من القدرات ما تحتاج
معه الحماية والإرشاد ولم يكن ذلك ممكنا ما لم نكن معها أنا وليلى منذ البداية، أن
تعتاد على وجودنا في حياتها، أعرف أن عقيلة وتوفيق غير قادرين على حمايتها مما
تراه وتسمعه، غير قادرين على استيعاب قدراتها الخارقة.
أذكر كيف بكى توفيق عندما علم أنها ترى الجان والأشباح والشياطين، كيف
خاف عليها عندما اختطفها ذلك اللعين الملعون، لم يكن ملك الجان، تركتها تعتقد ذلك
حفاظا عليها مما يمكن أن يصيبها لو علمت الحقيقة، لقد كان إبليس هو من طلبها
للزواج انتقاما منا ومنها، ولكنها أحرقته بقراءتها القرآن وعدم خوفها منه، علم
إدريس ذلك وطلبت منه كتمان الأمر ومحاولة حمايتها والتأكد من تحصين البيت.
كان مدخل إبليس لها حبها ليوسف عندما تشكل لها في هيئة يوسف، ذلك
الشاب الجميل الوسيم الغني الذي تحلم به أي فتاة، يسكن في قصر كبير في منطقة راقية
ولكنها نائية بعض الشيء، وكان اسمه يوسف كي يذكرها بجدها يوسف الذي نقض عهده معه وتاب
عن كفره واستغفر وآمن بالله رب العالمين.
طلبت من إدريس أن يرسل لها من ينبهها لضرورة تحصين نفسها، وتشكل لها
في هيئة الأستاذ عبد الرحمن، كان لابد لها أن تفهم أن هيئة الإنسان ليست للإنسان
وحده وكان عليها أن تحذر، وأن تحافظ على نقاء قلبها وطهارته.
يوم قتلها كان موعدها لا يمكن لأحد الوقوف أمام القدر، إنها ساعتها
وموعدها. انتقم منها ابليس ولكن هناك ألف آمال، المؤمنون دائما وأبدا هنا وهناك.
ونصيحتي لك، لا تأمن لأي شخص ولا لأي طيف، واعتمد على ربك ولكن لا تتواكل، السحر
موجود والجان موجود وكذلك أطياف الماضي.
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق