بعد وفاة والدي ومعرفتنا مكانه، دفناه وأخذنا العزاء –الذي لم يحضره
غير والدتي وجدتي وجدي –لم يحضر أي من الجيران العزاء، خاف الجميع ووجدنا أنفسنا
وحيدين. كنت أسمع ما يقوله الجيران عنا، البعض يشفق علينا والبعض يحقد على أبي، وأكثر
ما كان يزيد حنقي من كان يطمع في والدتي ويرى أنها أصبحت صيد سهل.
ومر عام وفاة والدي بصعوبة، خففها ظهور والدي المستمر لنا، لم يكن
والدي يعلم العذاب الذي أعانيه جراء رؤيتي وسماعي لما يحدث خلف الأبواب المغلقة،
وما يحدث مع أي شخص أرغب أن أعرف ماذا يفعل الآن. في البداية كنت أتابع أصدقائي
وأعرف ماذا يقولون عني، ومنها سمعت ما قالته المعلمة عني وعن والدي، ومنذ ذلك
الحين أصبحت أسمع الكبار وأتابع ما يقولوه عني وعن أبي وعن أمي. كنت أنتظر يوم
بلوغي لكي أتلو العهد، كنت أريد أن أسأل إدريس عما أمر به، ولكني قررت أن أبوح
بذلك لليلى. في تلك الفترة كانت والدتي تبحث عن عمل، وذهبت لأكون مع جدتي وأظل
معها حتى عودة والدتي من المستشفى.
كانت والدتي قد قدمت لوظيفة ممرضة في أحد المستشفيات، وظلت فترة تحت
الاختبار والتمرين للتأكد من صلاحيتها للعمل، وبعد مكوثها هناك لمدة أسبوع قبلت
للعمل بالمستشفى، وكان من المقرر أن تتسلم عملها في أول الشهر الجديد. ولكن حدث ما
لم يكن على بالها، عندما كانت هناك أول يوم بالمستشفى لتدريبها على العمل
بالمستشفى دخل شاب ظن الجميع أنه يعاني الصرع ولكن الحقيقة اكتشفتها والدتي إنه
يعاني من المس وكان لابد من الاختلاء به لكي في غرفة الكشف لكي تخرج ما به لبس،
ولكن أمي المسكينة لم تكن تعرف ما يقوم به لوالدي لفك ذلك، لم تتلو العهد على الجن
ولكنها حرقته، وكان لابد لقبيلته من الانتقام.
رأيتهم وهم يتكلمون ويقررون بعد أن أخذوا جثة ولدهم من المستشفى قرروا
الانتقام من والدتي وأن يبدأ الانتقام بقتل كل أقاربها وكانت البداية جدي وجدتي،
ثم أنا، ثم تعذيبها حتى تموت. قرأت القرآن وكانت معي ليلى وشمس، كنت في الغرفة
وكان لابد لي من سرعة التصرف كي أنقذ جدي وجدتي ولكني لم أكن بالسرعة الكافية، لقد
كانوا أسرع مني، قتلوا جدي وجدتي قبل مرور أربعين والدي.
كنت أشعر أني السبب فيما حدث لهما، ولكن والدتي قالت لي أن هذا قدرهما
وقدرها أن تعيش وحدها ترعاني، وظهر لها والدي كي تخرج لي صحيح الكتب ونادر
المخطوطات الدينية لكي أقرأ بها. ساعدتني أمي كي أقرأ كثيرا وأصادق الكتب، ولكن
كانت عندي مشكلة، قاربت على البلوغ ولا أريد أن يراني في غرفتي أية كائنات أو
أشباح أو حتى أطياف لا تحل لي، ولكن ما العمل؟ تحدثت مع ليلى وشمس وكان الحل هو
تحصين غرفتي كما حصن والدي غرفته، وبالفعل ساعدتني ليلى على قراءة القرآن وتحصين
غرفتي بالأدعية، ولم يدخلها منذ ذلك الحين شبح أو طيف أو أية كائنات أخرى.
مرت بي السنون وانتصر الجيش في حرب 1973، وتغيرت الأحوال ودخلنا في
عهد الانفتاح، وأصبح الجشع ميزة تلك المرحلة. اكتشفت وقتها أن المشكلة ليست في
الحاكم ولكنها في المحكومين، إنهم هم من رضى بالظلم وهم من أرتضى جشع غيرهم وتحكمهم
في مصائرهم، ومنذ ذلك التحول على المستوى السياسي والمجتمعي، حاول بعض الجيران
التقرب من والدتي، كنت أسمع من بعضهم الخوض في شرفها والبعض الآخر يكذب ويقول على
والدتي ما لم يحدث.
كنت في ذلك الوقت قد بلغت وتلوت العهد، بعدها قال لي إدريس أن لدي من
القدرات ما يصعب على بشر تحمله، وعليّ أن أحذر في استخدامها. لم أفهم كلام إدريس
في ذلك الوقت، ولكني فهمته عندما سمعت ذلك الوغد يذكر أمي بالسوء، ويتهمها أنها
عاشرته شعرت بغليان في دمي وازداد حنقي عليه، وتمنيت لو مات مختنقا باللحم الميت
الذي يخوض فيه، ورأيته بالفعل وهو مع أصدقائه يشعر بأعراض الاختناق الشديد وبدأ
يستغيث بهم لإنقاذه، ولكن لم يستطع أحد إنقاذه واستغرب الجميع عندما ذهبوا به
للمستشفى وأخرجت كمية كبيرة من اللحم النيء المتعفن من حلقه. لقد مات الوغد كما
تمنيت بالفعل أن يموت، شعرت بالفرحة الغامرة لانتقامي لأمي، هنا ظهر والدي وعليه
علامات الأسى، شعرت بحزنه، ولكني لم أعرف سبب ذلك.
تكلمت مع والدي كي أفهم سبب الأسى الذي يشعر به، وهنا علمت لأول مرة
قدرتي على الانتقام عن بعد من أي شخص، أنني أستطيع أن أحقق ما أتمناه لأي شخص خيرا
كان أم شرا. فرحت بعض الشيء بتلك الموهبة –لقد اعتبرتها كذلك –التي اكتشفتها للتو،
أن أنتقم ممن أكره، يا لها من هبة لمراهقة مثلي، ولكن ليلى وشمس ووالدي لم يتركوني
أبدا وحدي. لقد ساعدوني على اجتياز تلك المحنة وتدربت على كظم غيظي، كي لا أتسبب
في إصابة أحد بالضرر حتى إذا استحق العقاب، طلب مني والدي أن أعده ألا أفعل ذلك
مجددا والتزمت بوعدي قدر استطاعتي؛ فإذا وجدت عدم قدرتي على التحكم في نفسي طلبت
المساعدة من ليلى ووالدي، وكان القرآن في تلك الحالة أنيسي وجليسي، كنت أجلس في خلوة
والدي –التي أصبحت خلوتي فيما بعد –أقرأ القرآن كي أهدأ.
مرت المرحلة الإعدادية ودخلت المرحلة الثانوية في عام 1974 وكانت
التغيرات قد بدأت في المجتمع، لقد أطلق السادات العنان للجماعات الدينية في ممارسة
حياتها الطبيعية في المجتمع، ولكن الجميع نسى أن الكبت الذي حدث أيام عبد الناصر
خلق موجة من التطرف الحاد في كلا الجبهتين التدين والإلحاد، تطرف الجميع وعانى
المجتمع من التطرف.
كنت أراقب ما يحدث مع أمي من غرفة خلوتي، أصعب ما كنت أراه محاولة
البعض التحرش بها ومحاولة البعض الآخر التقرب منها للزواج بها، ولكني كنت أسعد
بردها على كلا منهما، ترد على من يتحرش بضربة قلم يفيق بها من شروده، وترد على
خاطب الود بحبها لوالدي رحمه الله. إن والدتي رمز للحب والعطاء، لا أعرف كيف صمدت
أمام ما واجهته وكيف لم تضعف، كان حبها لوالدي صادقا لم يفتر يوما. كنت أسمع
بكائها مما تعانيه وأسمع شكواها ليلى، ولكني أكظم غيظي ممن يضايقها حتى أفي بوعدي
لوالدي.
مرت الثانوية ودخلت الجامعة، التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة، كنت
متفوقة في دراستي ومرت السنوات وانتهت الجامعة، كنت منطوية أبتعد عن الجميع، أسمع
ما يقال عني وأتغاضى عنه، أكبر عن الصغائر، أعلم أن الفتيات تقول أني مغرورة
ومتطرفة لارتدائي الحجاب والبعض الآخر ينعتني بالكفر لسماعي الموسيقى، انسحبت من
الحياة الجامعية واكتفيت بالكتب والمكتبة، كم وجدت صحبتها رائعة وتنأى بي عن
الهموم، وتخرجت من الجامعة وكنت من العشر الأوائل؛ لذا التزمت الحكومة بتعيني فور
التخرج في أحد الوزارات في الشئون القانونية، وكأن القدر كان ينتظر تخرجي وعملي
حتى تفارق أمي الحبيبة جسدها وتصبح هي الأخرى طيف من الماضي أعيش معه.
عند استلامي العمل كنت ارتدي الملابس السوداء، حزنا على والدتي التي
فارقت هذه الحياة وعلمتني أن أكون قوية كالجبال، ولا أقبل التنازل عن كرامتي في
وجه العواصف.
كنت فتاة في مقتبل العمر عندما دخلت ذلك المكتب، كنا خمسة في المكتب
أنا وعصمت وعفاف وعبد الرحمن ويوسف. عصمت وعفاف متزوجتان حديثا ولدى كل منها ابنا
وابنة وهما في بداية العقد الثالث من العمر، أما عبد الرحمن فهو جد لسبعة من
الأحفاد وينتظر بلوغه سن المعاش ليهنأ له الحال معهم ويستطيع أن يهنأ بالقرب منهم،
أما يوسف فكان يكبرني بثلاث سنوات، لم استرح له منذ الوهلة الأولى، رغم نظرات الحب
التي يرمقني بها من آن لآخر، وأزعم أني لا أرى حبه ولا نظراته، التي داعبت قلبي
رغم شعوري بأن شيء ما ليس على ما يرام.
لقد توسطت عفاف لدي لكي أقبل طلب يوسف في الخروج سويا وتناول الغداء
في أحد المطاعم لأنه يريد التعرف عليّ للزواج بي وأبلغتها رفضي لطلبه. وعندما عدت
لمنزلي لا أعلم كيف وجدتني أرى منزل يوسف، لقد كان يعيش في فيلا كبيرة وحده، ولكن
هناك جو لا يريح داخل هذه الفيلا ولا أستطيع أن أرى ما يحدث داخلها أرى الفيلا
فارغة بلا أشخاص ولا أثاث، حاولت مرارا ولكن كافة محاولاتي باءت بالفشل، حتى سمعته
يقول لي "لا تحاولي العبث معي، لن تستطيعي دخول عالمي متلصصة، أعلم من
أنتِ وما هي إمكاناتك، لست غبيا". أعلم ذلك الصوت إنه صوت يوسف، إذن هو
يعلم حقيقتي ويعلم ما أمتلكه من مواهب لذا قررت أن أتحدث معه صراحة
آمال: يا يوسف مادامت تعرفني وتعرف امكاناتي فهل كشفت لي عما تملك
وماذا تريد؟
يوسف: أريد أن أتزوج بك، لكي تتحد قوانا سويا، أنا وأنت ولنحكم العالم
آمال: وإن رفضت عرضك؟
يوسف بثقة: لن تستطيعي، لن تستطيعي
واختفى صوت يوسف تماما، وانشغل بالي بكلمته "لن تستطيعي"
وتأكده من ذلك، ولكني طلبت من إدريس تحري أمر يوسف والتأكد من تحصين المنزل، وكان
كل شيء على ما يرام. الغريب أني اكتشفت أني أقرأ الأفكار أيضا، إذن أنا يمكنني أن
أرى كافة الكائنات والأطياف والأشباح وأن أسمع وأرى خلف الأبواب المغلقة وأن أعرف
كل ما أريده دون الاستعانة بإدريس أو غيره، أستطيع أن أتسبب في موت أو ضرر لمن
يغضبني، أستطيع أن أكافئ من أحب، أضف لذلك إدريس والعهد.
في فترة مراهقتي كنت أحب ذلك، أحب أن أعرف ماذا يقال وماذا يحدث، كنت
أحب متابعة أمي لكي أنقذها إذا ما استدعى الأمر، وفرحت بمعاقبة ذلك الوغد، ولكن
لضيق والدي مما حدث كنت أكظم غيظي من البشر وأحاول قدر استطاعتي الوفاء بعهدي.
ولكن الآن إذا تزوجت كيف سأعيش مع زوجي وأنا أعرف كل أسراره دون ان
يبوح بها وهو لا يعرف عني شيئا؟ كيف أستطيع أن أكون في خلوتي وأتحدث مع من أحب دون
أن يثير ذلك شكوكه؟ كيف يتقبل فكرة أن أقرأ أفكاره وأجعله يقرأ أفكاري لنتحدث بلا
كلمات؟ دارت في خلدي كل تلك الأسئلة التي عرفت إجابتها لقد كان يوسف محقا، لن
أستطيع أن أتزوج بغيره، ولكن السؤال الأهم من هو يوسف؟ وكيف عرف عني ذلك؟ لقد سألت
على يوسف عفاف وعصمت وكلتاهما لا تعرف عنه شيئا غير أنه نقل لإدارتنا قبل تعيني
بعشرة أيام فقط وأرجعوا ذلك للصدفة!
أما أنا بحثت بطريقتي في أروقة الوزارة عندنا وفي الوزارات الأخرى، لا
ورق ليوسف في أي مكان، لا وجود له قبل عشرة أيام، وكانت الإجابة واضحة لقد ظهر
يوسف لي لكي نتزوج، من هو لا أحد يعرفه، حتى منزله في مكان خالي من الناس، ولا
يذكر أحد أي من الموجودين بالقصر. تعبت من التفكير في يوسف وحكايته وإصراره على
الزواج مني، خفت منه كثيرا ولكني استعنت بالله وتوضأت ودخلت خلوتي لأصلي من النفل
ما استطعت حتى وجدتني عقب تسليمي من الركعة الأخيرة أدخل في سبات عميق ورأيت ذلك الحلم
"دخلت في قصر عظيم ولكنه تحت الأرض، في أسفل سافلين، سمعت صوت
يوسف يناديني ويقول لي أنتِ الآن ملكي وفي مملكتي، وفجأة رأيت أني في قصر جدرانه
من نار مستعرة، تخرج النار من كل جزء فيه، وهناك عرش كبير من جماجم البشر جوانبه
على شكل جدي يجلس عليه من أعرف أنه يوسف ولكنه على هيئة أخرى، إنه كما قال لي ملك
الجان. لقد أحبني ملك الجان، وتحدثنا سويا، لم أركع له كما طلب، وهو لم يغضب
ملك الجان: الآن وقد عرفتي من أنا، يجب أن تعرفي يا آمال أني أحببتك
منذ كنت طفلة صغيرة، وأنا من حجبت عنك عذاب ذلك تلك القبيلة التي قتلت جدك وجدتك،
كل ما أصابك منه كشف الحجاب وكشف المستور وقدرتك على الثواب والعقاب بمجرد
التفكير، وأنا أريد الزواج بك
آمال: لا يمكنني الآن وخاصة بعد أن عرفت من أنت أن أقبل بالزواج منك،
لقد نهى الله عز وجل عن الزواج بين الإنس والجن، وأنت غير مسلم
ملك الجان وقد تحول صوته من صوت يوسف الرقيق لصوت غاضب هادر: لن تجرئي
على رفضي، سأسحقك وأقتلك في مكانك هذا، أنتِ لست سوى بشرية ضعيفة
لم أخف من تهديده، لم أشعر بأي خوف منذ بدء رحلتي، كان يقيني بالله
أنه منقذي وسندي، لذا تركته يهذي ويهدر كما شاء وقرأت ما تيسر لي من القرآن".
أفقت ووجدتني في غرفة نومي على سريري وبجواري ليلى وشمس وتوفيق وعقيلة
وإسماعيل وعثمان. التفوا جميعا حولي وشعرت بالقلق في عيونهم، لذا سألتهم عما بهم
وكان ردهم جميعا أن الجن غير المسلم استطاع النفاد من حمام المنزل واختفى في
ملابسي وأنا أتوضأ حتى استطاع دخول الخلوة وأنا أصلي ونزل بي تحت الأرض.
قصصت عليهم ما حدث وما رأيت، ولكن أبي لم يطمئن خاف من الثغرة التي
حدثت، ولكني لم أخف لقد حماني الله من كل شر ومن كل مكروه، دلفت ليلى للخلوة ووجدت
موقع الثغرة وطلبت من إدريس سد تلك الثغرة وسد الثغرة التي حدثت في الحمام، فلا يمكننا
تلاوة القرآن به.
وبالفعل سدت الثغرات وعاد المنزل آمنا كما كان، وذهبت للعمل واختفى
يوسف تماما. الأغرب من اختفائه عدم السؤال عنه، كأنه لم يكن موجودا منذ البداية،
وكأن أحدا لم يوجد بهذا الاسم من قبل. وجدت الأستاذ عبد الرحمن يحدثني عقب اختفاء
يوسف ويقول لي "احمدي الله أن نجاك من شر عظيم، حصني نفسك يا بنيتي ولا
تكوني مجالا متاحا للاختراق من أي شخص". لقد قال كلماته وخرج من الغرفة،
وعاد وكأنه لم يقل أي شيء، بل قال أنه يشعر بالتعب لأنه قضى أكثر من ساعة في غرفة
المدير العام يطلب أشياء كثيرة ومذكرات!
شعرت في تلك اللحظة كأني في عالم آخر وبعقلي طلبت إدريس وليلى
لمساعدتي في حالة الوهن التي أمر بها، لقد كان من حذرني أحد الجان المسلم الذي كان
يحرسني بتكليف من إدريس ولم أفهم كيف أحصن نفسي، انتظرت صراعي المعتاد مع
المواصلات وركوب حافلات النقل العام لكي أعود من عملي في السيدة زينب لمنزلي في
الأباجية.
كانت الإجابة من إدريس أني لم أتعلم بعد كيف أغلق عقلي على من يحاول
العبث به، لقد عبث ملك الجان –الذي عرفت فيما بعد أنه إبليس لعنه الله –بعقلي،
وأصبحت كالكتاب المفتوح بالنسبة له. كان يمكنه التنكر في هيئة ليلى أو شمس أو أي
طيف أثق به، ولكن ما حدث هو حفظ من الله لي، علمني إدريس وعثمان وإسماعيل كيف أغلق
عقلي وأحكمه على الجميع كي لا أكون كتابا مفتوحا وتعلمت ذلك والحمد لله لم يتكرر
ما حدث مع يوسف.