الأربعاء، 26 أغسطس 2015

الفصل السابع (لست عاهرة)




انساقت علياء لرغبة أهلها في زواجها من عادل، ولكن كان ما يؤرقها هو كيف سيقربها عادل بعد محاولته اغتصابها قبل ذلك، ماذا تفعل معه، تتركه يأخذها كيف شاء، لم تقل لها خديجة شيئا، ووجدت أن تسأل فردوس ولكن دون أن تخبرها ما فعله عادل معها قبل ذلك.
لأول مرة تشعر علياء بأنها تحتاج لأمها بجانبها الآن، كانت تفتقد أمها كثيرا في ذلك الوقت، كيف تسأل فردوس، ولكن وجدت أن تعرف من فردوس شيء واحد فقط: هل من الضروري الصراخ والبكاء كلما قربها زوجها؟ كانت تعتقد قبل أن تتحدث مع فردوس –وكما أفهمتها خديجة –أن السيدة العفيفة تفعل ذلك، بل وتكره قرب زوجها لها.
دخلت علياء غرفة فردوس وخديجة مشغولة في شراء مستلزمات العرس من المركز،
علياء: أمي أردت أن أتحدث معك قليلا
فردوس: تفضلي يا بنيتي
علياء: أنا خائفة
ضمتها فردوس لحضنها، وربتت على ظهرها وقالت لها: كلنا عندما كنا عذروات وكنا نخاف من الزواج ولكنه شيء سهل يا ابنتي وخوفك كلنا مررنا به
علياء: ولكن أنا لا أريد أن أبكي وأصرخ كلما قربني زوجي
شعرت فردوس بغصة من كلام علياء ونظرت لها نظرة تعني أن أكملي
وشعرت علياء أنها جرحت فردوس دون أن تدري فقالت لها: عندما كنت أقوم فزعة على صوت صراخك كلما كان أبي معك أخبرتني أمي خديجة أن كل النساء العفيفات يفعلن ذلك عندما يريدهن أزواجهن، وأنا لا أريد ذلك، أنا خائفة
ضمتها فردوس لحضنها مرة أخرى وقالت لها: بنيتي الأمر ليس كذلك، عمتك لا تدري لأنها لم تتزوج، عندما تزوجت من عمك حامد رحمه الله لم تكن الدموع تعرف طريقي، لم أكن أبكي ولا أصرخ وكان الضحك هو ما يخرج من غرفتي ولا شيء آخر
نظرت لها عليا نظرة متحيرة وسائلة ولكنها لم تتكلم
فردوس: لا تتعجبي يا بنيتي، فحامد رحمه الله كان حبيب قلبي وكان رجل بمعنى الكلمة، كان يحبني وأحبه، لم يجبرني يوم أن أفعل ما لا أرضى على العكس من والدك، تزوجته مرغمة وفقا للعادات بعد وفاة زوجي وذلك بعد أن هددتني خديجة بترك البيت وأولادي وألا أراهم ثانية، ولم يكن أمامي لأظل جانب أبنائي سوى الامتثال والزواج من والدك سامحه الله. لم يعطني فرصة لأحبه، كانت رغبته أقوى منه، وبمرور الوقت أصبح تمنعي عليه يزيده رغبة وخروجه منتصرا في كل مرة يجعله يشعر بالمتعة، لست نموذجا وما يحدث معي لا يحدث مع كل النساء.
علياء: ولكن كيف يتزوجك وهو يعلم رفضك له، الدين يشترط موافقة العروس ويعتبر عقد الزواج باطلا إذا لم توافق
فردوس: الدين شيء والعادات المعمول بها شيئا آخر يا علياء، في الصعيد العادات والتقاليد أقوى من أي شيء آخر
علياء: ولكن من حقك فسخ عقد الزواج مع والدي، ما لم ترض بالزواج، لقد كبر أولادك وحصل كل منهم على نصيبه من ميراث أبيه
فردوس: تكلم معي مأمون في ذلك، ولكن عادل هددني إذا فعلت ذلك أن يقطع علاقته بي، سامحه الله وأعانك على إصلاحه يا ابنتي
كان كلام علياء مع فردوس بمثابة كابوس آخر علمته عن عادل، لا تعلم حتى الآن كيف تتعامل معه، كيف تتقبله كزوج لها، كيف وهو الجاني أن تكون مكافأته الزواج من الضحية، وكيف يكون رأيها غير ذي معنى، ولكنها سلمت لقضاء ربها وانتظرت الفرج من عند الله.

كان كلامها مع فردوس عن عادل وتحكمه وتعصبه للعادات والتقاليد ما يؤرق علياء، ولكن أكثر ما كان يؤرقها هو حبها لعادل وخوفها منه بعد ما فعله معها في القاهرة، ولكنها قررت أن تنتقم من عادل وتعلمه أن الدين هو الأقوى من العادات والتقاليد، وظلت تفكر فيما ستفعله مع عادل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...