ذاعت في القرية سمعة عادل السيئة وأنه يتردد على نساء سيئات السمعة؛
مما اضطر عبد الخالق لردعه عما يفعل حفاظا على سمعة الأسرة والعمودية، وطلب منه
البحث عن زوجة. لا يمكن أن تكون سمعة عادل سيئة لأن ذلك يؤثر على سمعة العائلة،
كما يخاف عبد الخالق من الثأر إذا طالب به زوج أي سيدة من السيدات.
كان عبد الخالق يتمنى أن يتزوج عادل من علياء ليطمئن عليها؛ فهو يرى
أن نصيب عادل يكفيه لتعيش ابنته في أرغد العيش، وأنه لتعلمه قد يسمح لها بإكمال
تعليمها، ولكنه لا يقوى على أن يقول ذلك لعادل، يراعي عبد الخالق كبرياء ابنته
وكبرياؤه هو أيضا، كيف يطلب من عادل أن يتزوج علياء، ويرى أيضا أن ابنته لا يليق
بها أحد سوى ابن أخيه، إنها في الثانوية العامة وبالتالي لن يليق بها إلا شخص
متعلم ولا يقل في مستواه الاجتماعي عن عبد الخالق.
أطاع عادل عمه وطلب من والدته أن تبحث له عن عروس مناسبة، وحدد لها
بعض العائلات ليرى بناتهن، وكان طلبه أن تكون جميلة ومطيعة له، لم يطلب علياء،
لأنها خرجت خارج نطاق القرية وأصبح يشك في تمسكها بشرف العائلة والمحافظة عليه،
فمن يدري ماذا تفعل وهل تذهب حقا للمدرسة، وماذا تفعل بعدها؛ لذا لم يطلب علياء من
والدته، ولأن فردوس تعلم ابنها وطباعه لم تقترح عليه الزواج من علياء –وذلك لحبها
الشديد لعلياء.
أنهت علياء تعليمها الثانوي وكانت من الطلبة الأوائل، اتصل المأمور
بعبد الخالق ليخبره أن علياء يجب أن تسافر للقاهرة ليكرمها رئيس الجمهورية فهي من
العشر الأوائل على الجمهورية. فرح عبد الخالق بذلك كثيرا، فكما توقع من ابنته أن
ترفع رأسه عاليا، وتجعل الجميع يشير إليه بالبنان وها هي قد حققت له ذلك مرة أخرى.
ولكن كيف يسافر معها لتكرم وهو وراءه العديد من المشاغل، لن يستطيع أن يترك البلد
ليسافر معها، لذا كان الحل أن تسافر خديجة مع علياء وعادل للقاهرة لتكرم علياء
وتأتي في اليوم التالي.
إلا أن علياء طلبت من والدها أن يسمح لها بزيارة بعض المعالم التي
قرأت عنها في الكتب وأن تذهب لزيارة المتحف والأهرامات، فهي كانت تحب مشاهدة آثار
بلدها، ووافق عبد الخالق على الفور، كما وعدها بزيارة يكون معها فيها للأقصر
لتشاهد الآثار هناك. ووجد عبد الخالق أن فرصة تواجد عادل مع علياء قد تكون مناسبة
أن يعرف كل من عادل وعلياء بعضهما وربما يتقدم لها.
كان طلب علياء السفر للقاهرة ومشاهدة المعالم الأثرية بالنسبة لعادل،
أنها بالفعل أصبحت مثل بنات المدينة، لذا لم يتعامل معها على أنها ابنة عمه، وأنها
الأمانة التي وضعها عبد الخالق في رقبته، كما أنه استغرب من موافقة علياء على
السفر معه، ورغم أن خديجة معهما وأن خديجة وعلياء لها غرفة منفصلة عن غرفته، إلا
أنه كان يشعر أن علياء أصبحت مثل أية فتاة من المدينة، وكان لابد له أن يختبر مدى
حفاظها على نفسها.
سافرت علياء مع خديجة وعادل، كانت الفرحة تسيطر عليهم جميعا، حجز لهم
عبد الخالق حجرتين في أحد الفنادق ذات الخمس نجوم في وسط العاصمة ليكونوا قريبين
من مكان التكريم وكذا يستطيع عادل مرافقتهما لزيارة الأماكن التي ترغب بها علياء.
كانت مدة السفر التي سمح بها عبد الخالق هي أربعة أيام، زارت خلالها
علياء كافة الأماكن التي أرادتها، ولأول مرة يتحدث عادل مع علياء ويشرح لها وهي
تكمل له وتصحح له أحيانا بعض المعلومات، أذهلته معرفتها ومعلوماتها، وجمالها. لم
يتخيل يوما أنها على هذا القدر من المعرفة والجمال، وعلى قدر جمالها شعر عادل
برغبة شديدة تجاهها، أراد أن يأخذها، لم يخف من والدها ولا عمته، وخطط أن يختبر
مدى حفاظ علياء على نفسها وعلى شرف العائلة.
بالفعل اشترى حبوب منومة ووضعها في كأس العصير الخاص بخديجة –دون أن
تدري –ونامت خديجة بالفعل وهم يتناولون طعام العشاء، وساعد عادل علياء في اصطحاب
خديجة للغرفة، ثم تظاهر بالإعياء وصدقته علياء وطلب منها أن تساعده ليدخل غرفته،
كانت غرفتهما متلاصقتان، ساعدته علياء على الدخول لغرفته، فطلب منها أن تساعده حتى
يصل للفراش وساعدته علياء بالفعل. ودون أن تعلم ماذا يحدث وجدته يحاول أن ينقض
عليها ويأخذها عنوة، تذكرت في هذه اللحظة الطبيبة والختان، شعرت أن هناك وحش
أمامها في الغرفة تذكرت صراخ فردوس الذي اعتادت أن تسمعه كل يوم تقريبا، قاومته
دون أن تشعر ماذا تفعل، حتى وجدته ملقى على الأرض وقد جرحت رأسه، خافت أن يكون قد
مات ولكنها وجدته يتنفس، خرجت وأغلقت عليه باب الغرفة ودلفت لغرفتها.
لم تستطع علياء أن تنام في تلك الليلة صورة عادل ومحاولته اغتصابها،
وصوت فردوس وصراخها كل ليلة وصور الختان وكافة المشاعر السيئة التي مرت بها في هذه
التجربة كانت تتوالى كلما أغمضت عينيها، صرخت دون وعي منها فاستيقظت خديجة على
صراخها، واحتضنتها، ظنت أنها راودها كابوس سيء.
لقد اعتادت خديجة أن تصرخ علياء في منتصف الليل كلما نامت بعد صراخ
فردوس، منذ أن علمت سبب صراخ فردوس. دائما تراودها الأحلام المزعجة والكوابيس، لم
تستطع أن تشفيها من تلك الكوابيس، وكيف تفعل وهي الأخرى ترى ذات الكابوس. لم تستطع
علياء أن تعلن ما فعله عادل معها، ولم تعرف ماذا سيقول عادل عما حدث له، لابد من
السفر الآن.
سافر الجميع في اليوم التالي، كانت خديجة تشعر بسعادة غامرة، لقد سافرت
للقاهرة وتنزهت بها، لقد أصبحت علياء مشهورة ومن الأوائل في دراستها، والآن سيقتنع
عبد الخالق بتركها تذهب للجامعة.
عندما ذهبت خديجة لغرفة عادل لتوقظه، بعد أن تأخر في الاستيقاظ، فتح
لها الغرفة وفوجئت عندما شاهدته، ورأت جرح يعلو رأسه وآثار لأظافر التي تملأ وجهه
ورقبته، ولكنها لم تقتنع بتبريره للجرح وآثار الأظافر.
خديجة تجري
على عادل وتحتضنه: ما هذا يا ولدي، ما هذه الجروح؟
عادل وهو مرتبك قليلا ولا يستطيع النظر لعلياء ولكنه فهم أن عمته لا
تعرف شيئا: لقد وقعت
يا عمتي من على الفراش دون أن أشعر وضرب رأسي بجانب الفراش
خديجة غير مصدقة ولكنها تتظاهر بعكس ذلك: وما تلك الخدوش؟
عادل: لا شيء
يبدو أنني خدشت نفسي أثناء النوم
لم تصدق خديجة حرفا مما قاله عادل، ولكنها شعرت ببعض التوتر بسبب
نظرات عادل وعلياء لبعضهما، كانت نظرات علياء مملوءة بالغضب والحقد والرغبة في
الانتقام، أما عادل كانت نظراته بها خوف وتردد، نظرات من ارتكب جريمة ولكنه يخاف
من العقاب. كانت نظرات عادل لعلياء تريح خديجة؛ إذ أنها تعلم أن الرجل إذا حصل مبتغاة
من المرأة لن تكون نظراته نظرات خوف وتردد بل ستكون نظرات المنتصر الظافر، إلا أن ما
يقلقها هي نظرات الانتقام التي تراها في عين علياء.
كانت تخشى خديجة أن تكون ظنونها صحيحة، فذلك يعني ولادة الثأر في
العائلة، سيكون الثأر بين عادل وأخوته وأخيها وابن أخيها الصغير. "كم أنت
مجنون يا عادل لتفكر في ذلك، كيف لم تدرك عاقبة فعلتك" هكذا كانت خديجة
تحدث نفسها، لم تجد مفرا من مصارحة علياء بشكوكها، خاصة بعد تجنب كل منهما للآخر
بعد عودتهم من القاهرة، ورفض علياء أن تسافر للأقصر بعد أن علمت من عبد الخالق
انشغاله وأنها ستسافر مع عادل مرة أخرى.
ولكن علياء كانت ذكية لم ترفض السفر ولكنها أجلته لوقت يكون والدها
قادرا على السفر معها، معللة ذلك برغبتها أن يصطحبها والدها وأن تخرج معه. فرحت
خديجة بذكاء علياء، وساعدتها على الالتحاق بالكلية ولكنها طلبت منها أن تكون كلية
داخل نطاق قنا، حيث لن يسمح عبد الخالق بسفرها خارج المحافظة. واختارت علياء كلية
الحقوق، والتحقت بها، وطلبت من مأمون مساعدتها في الدراسة، وبالفعل كان مأمون
يساعدها، ومر عليها الفصل الدراسي الأول ونجحت فيه بتقدير جيد جدا.
ولكن خديجة لم تمل من محاولة معرفة تفاصيل ما حدث في تلك الليلة، وما
سبب الجروح التي حدثت لعادل، وتحت ضغط خديجة المستمر حكت لها علياء ما حدث
خديجة (وقد أخذتها المفاجأة): متأكدة أنه أراد اغتصابك عنوة، وأنك لم
تشجعيه؟
علياء (غير مصدقة اتهام عمتها لها): لم أشجع أحدا، وأنت تعلمين مدى
كرهي للزواج، لكم تحدثنا في ذلك، فكيف أشجعه وأضع رأس والدي في التراب
خديجة (بحزم): هل أنت عذراء؟
علياء: نعم
خديجة: متأكدة؟!
علياء (وبدأت تبكي من التهمة الجديدة): أقسم بالله العظيم ثلاثا لم
يقربني ولم يلمس مني شعرة واحدة
خديجة (بشدة وحزم): إذن لن يعلم أحدا بذلك، فلو علم أحد ستكون سمعتك
في خطر، كما سيولد الثأر في العائلة بين أولاد عمك وأبيك وأخيك
علياء (وهي تبكي لشعورها أنها لا شيء وغير مهمة): أعرف، لذلك لم أتكلم
خاصة وأنا لم أمكنه مني
خديجة وقد اعتلى وجهها الجمود: اخلعي ملابسك ونامي على الفراش وافتحي
قدميك
علياء بذهول: ماذا
خديجة وهي تقذف بها على الفراش: هيا أريد أن أتأكد بنفسي من عذريتك
لمرة أخرى تخوض علياء تجربة مريرة، تأكدت خديجة من عذرية علياء واطمأنت
ولكن جروح علياء زادت، كيف وهي المجني عليها أن تفعل معها عمتها ذلك، لقد توقعت أن
تحتضنها خديجة وتربت على ظهرها، لتعوضها عما حدث لها، فيكون من خديجة ما جرى. ما
هذا المجتمع الذي يعامل الضحية على أنها الجاني، ويترك الجاني ينعم بأفعاله
ويكررها دون رادع.
تقدم عادل لبعض العائلات الكبيرة بقنا ولكن كان الرفض حليفه دائما، خاصة
بعد أن اتهام إحدى الفتيات اللائي كن معه في الجامعة باغتصابه لها، وحملها منه، لم
تكن هذه الفتاة من الصعيد أو ذات شوكة يخاف منها، لذا مع إنكار عادل لم يعبأ بها
أحد وأصبحت هي الجاني وهي المسئولة عمل حدث لها. خاف عبد الخالق بعد ظهور هذه
الفتاة التي كانت زميلة لعادل بالجامعة على العائلة والثأر مما اضطر عبد الخالق
لتهديد عادل إذا لم يرجع عن أفعاله هذه، ولكن خديجة طلبت من عبد الخالق الهدوء،
وأن يتركها تتصرف.
دخلت خديجة غرفة عادل بعد أن تأكدت من وجوده وخلو المنزل ممن فيه
خديجة: ساءت سمعتك وساءت أخلاقك، ألا تستحي؟
عادل: مما يا عمتي؟ لم أفعل شيئا، أنت تعلمين أنها تريد الزواج مني
بأية طريقة
خديجة: لا تكذب، أنا أعرف ماذا تفعل، كما أعرف ماذا فعلت مع علياء.
أما كنت تستحي أو تخاف من ثأر يودي بحياتك وحياة أخوتك وسمعة ابنة عمك؟
عادل: ماذا قالت لك؟ لم أفعل شيئا، هي من أغوتني
خديجة وقد وضح علي وجهها أنها تكظم غيظها: اصمت، لا تتكلم، واسمع جيدا
ما أقول ونفذه وإلا سأخبر أنا عبد الخالق بما فعلت في ابنته، أتفهم؟
عادل وقد خاف تهديد عمته فهي لا تخاف وتفعل ما تقول: سأنفذ ما تريدين
ولكن أرجوك لا تقولي شيئا لعمي
خديجة: الآن أصبح عمك، وعندما كدت تهتك عرضه ألم يكن عمك. ستذهب إلى
عمك وتطلب منه يد علياء للزواج
عادل بمكر: ولكنها في الجامعة وقد تكون سلمت نفسها لآخر، وقبل ذلك
دخلت مدرسة خارج القرية ولا نعلم ماذا كانت تفعل
خديجة وقد فاض بها الكيل: ماذا تريد؟
عادل: أن تترك الجامعة وأن تكون ليلة البناء في حضورك وحضور والدتي
لتشهدا على عفتها
خديجة وقد شعرت برغبة في القيء لما تذكرته في ليلة بناء احسان ولكنها
لم يظهر شيء عليها: لك ما تريد، متى ستكلمه
عادل وقد شعر بانتصاره: اليوم
خديجة: إذن، لو مرت الليلة دون أن تطلب يد علياء سيعرف في الغد ماذا
فعلت
بالفعل طلب عادل في نفس اليوم الزواج من علياء، لم يوافق عبد الخالق
مباشرة، ولكن طلب منه أن يحسن من سيرته في القرية، وذلك حرصا على سمعته وسمعة
أسرته، فطلب منه عادل أن تترك علياء الدراسة، ولا تخرج من الدوّار حتى موعد الزواج.
لم يكن تعليم علياء هو ما يهتم به عبد الخالق، ولكن كان اهتمامه
بزواجها وأن تكون في عصمة رجل يحميها ويراعي مصالحها، لذا وافق على الفور على طلب
عادل بعدم خروج علياء من الدّوار والذهاب للجامعة، خاصة وأن محمد أخذ علياء قدوة
له وأصبح هو الآخر من المتوفقين في الدراسة، فسيحقق له الشهرة التي حققتها له
علياء من قبل، كما أنه ذكر وسيرث العمودية منه، كما ورثها هو من والده.
وافق عبد الخالق على زواج عادل وعلياء، وبالطبع كان طلب عادل الخاص
بليلة بنائه من الطلبات المشروعة التي يطلبها أي زوج يدخل بفتاة بكر، إنه شرفه
الذي يتباهى به أمام الجميع. ولم يرفض عبد الخالق طلب عادل. فعبد الخالق كان يتمنى
منذ فترة طويلة أن تتزوج علياء من عادل، وها قد تحقق حلمه والآن أصبحت أمنيته
حقيقة، على الرغم من علمه بما يفعله عادل في القاهرة أو الاسكندرية عندما يسافر، كان
يعتبر ذلك نزوة شباب –يجب عليه ألا يعلم عادل علمه بها –ويرى أن عادل سينتهي عنها
عندما يتزوج، وكان يرتاح أن ذلك خارج قنا كلها مما يبعد عنه وعن أسرته شبح الثأر
للشرف، فكان ما يؤرقه في تصرفات عادل هو الخوف من الثأر والسمعة السيئة، ليس لأن
ذلك مخالف للدين، فمن تلك الزاوية كان يرى أن عادل رجل ومن حقه أن يفعل ما يشاء
ولكن خارج قنا والصعيد بأكمله.
كان العائق هو رفض علياء لفكرة الزواج وترك الدراسة، ولكن كانت خديجة
قوية الشخصية، تنفذ ما تقول، ما تطلبه أمر على الجميع تنفيذه. على الرغم من ألمها
لما سيحدث لعلياء في ليلة زواجها ومن التجربة السيئة التي ستخوضها، ولكنها ستخوض
تلك التجربة عاجلا أو آجلا، على الأقل هي اختارت لها ولد عمها من دمها وسيحافظ
عليها، وستعيش على نفس المستوى من الرفاهية الذي وفره لها والدها، ولن تترك
الدوّار وبيت والدها.
وبدأ تجهيز غرفة جديدة لعلياء ولكن في نفس الطابق الذي تعيش به، ستكون
لها غرفة أكبر لها ولزوجها، الذي سمح له أن تطأ قدمه الطابق العلوي، طابق الحريم.
كانت هناك مشاجرة كبيرة بين عادل ومأمون بسبب طلب عادل البناء بعلياء
في حضور الأهل، كان مأمون يشعر أن ذلك مهانة للمرأة، وكان يرى أن عادل غير جدير
بعلياء ولكن عادل تقدم وعمه وافق على ذلك وكذا عمته وافقت، أما موافقة علياء لم
تكن ذات قيمة؛ فالعادات والتقاليد تقضي موافقة والد العروس وليس العروس، فحتى لو
رفضت العروس فلا أهمية لرأيها، العادات والتقاليد أقوى من الدين.
اتصل عبد الخالق بخيري ليأتي ويحضر عرس أخيه وابنة عمه –وكان قد مضى
على زواجه ما يقارب العامين –لم يستطع خيري أن يقول لعمه أنه بذلك يعاقب ابنته،
خاصة عندما علم من فردوس وهو يكلمها أن عادل طلب ألا تكمل علياء دراستها وأن تكون
ليلة البناء وفق العادات والتقاليد. اضطر خيري أن يحضر معه عبير زوجته قبل الزفاف
بأسبوع حتى يتمكن من مساعدة عادل في التحضير للزواج، وكذلك لتساعد عبير في تحضير
العروس.
بدأ التحضير للعرس ومازالت علياء رافضة للزواج وترك الدراسة، ورافضة
الزواج من عادل تحديدا. حاولت خديجة اقناعها أن عادل زوج تتمناه أية فتاة، ولتحمد
الله أنه اختارها دون غيرها من الفتيات، وأن زواجها يعني أن الحظ قد ناداها. ولعلم
علياء أن رأيها غير ذات قيمة، تركتهم يفعلون ما يريدون، وتركت خديجة تختار كل شيء
الملابس والستائر والأثاث وألوان الحائط، لم تتدخل علياء في أي شيء أمام الجميع،
خاصة بعد طلب عادل عدم خروجها تماما من الدوار حتى وإن كان ذلك للحديقة الخلفية.
أما علياء من داخلها كانت تشعر بمشاعر مختلفة ومتباينة فهي تحب عادل
وتعرف ذلك ولكن ما فعله معها لا تجد له مبرر وتشعر أنه يكافأ على فعله، ولا يعاقب.
لم تكن تعرف شيئا عن ليلة الزفاف وخطط عادل بخصوص ذلك اليوم، كانت تشعر بالفرح
والحزن في نفس الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق