تابع المحققون
أعمالهم في قضية عادل، بعد السؤال عن عادل وسلوكه ونشاطه، تبين أنه محب للنساء
ومتعدد العلاقات النسائية، له علاقات كثيرة مع باغيات وفتيات صغيرة ومتزوجات. وهذا
النوع من الرجال يكثر من يريد قتله والانتقام منه.
بدأ رجال الشرطة
بالبحث في قائمة العلاقات النسائية ومكالمات عادل في يوم قتله واليوم السابق له،
تبين من التحريات أنه في ذلك اليوم أجرى مكالمة مع زوجة أحد العاملين بالشركة، ولم
تكن تعمل بها. بعد التحقيقات التي أجرتها النيابة والضغوط التي تعرضت لها النيابة
من بعض قيادات الحزب الوطني والوزراء وأعضاء مجلس الشعب تم الضغط على الموظف
وزوجته وتضييق الخناق عليهما للاعتراف بما حدث.
اعترفت هبة زوجة
حسين أمين المخازن، هبة، خريجة كلية زراعة القاهرة، تعرفت هناك على عادل وحملت منه
سفاحا، سافرت له قريته لتطلب منه الزواج إلا أنه أنكر أنه يعرفها وأنكر صلته
بحملها، بعد ذلك سافرت مرة أخرى للقاهرة وهي تشعر بخيبة الأمل. لم تعرف أسرتها شيء
عن حملها وعلاقتها مع عادل، تقدم لها حسين في ذلك الوقت كان قد حصل على بكالوريوس
التجارة ومقدم على عقد عمل في الخليج، بالطبع وافقت الأسرة على الزواج فورا، وتمت
إجراءات الزواج، وفي ذلك الوقت قامت هبة بإجراء عملية لتعود بها بكرا ولم تجهض
نفسها لم تحتاج لعناء الإجهاض سينسب ما بطنها لزوجها ولن يعرف شيء.
وبالفعل تم الزواج
ولم يعلم حسين أن ما تحمله رحم زوجته ليس من صلبه، أنجبت له ولدا، أسماه عادل
نزولا على رغبة هبة. بعد فترة من السفر أنهى حسين عقد عمله في الخليج وعاد مرة
أخرى لمصر والعمل بها، في ذلك الوقت كان عادل القناوي يفتتح شركته في القاهرة
لتسويق منتجات مصنعه الجديد، وكان يحتاج موظف للإشراف على المخازن والعهدة وتقدم
حسين للوظيفة بسبب الراتب الخاص بها، وقبل فعلا بها.
استغرب حسين أن
زوجته لم تحمل رغم مرور سنوات طويلة على حملها الأول، وطلب منها أن تحمل مرة أخرى،
ذهبت للكشف وعلمت ألا عيب بها، ولكن ذلك يعني أن حسين لا ينجب وهي كارثة أن عرف
ذلك الأمر، لذا قالت لزوجها أنها تعاني من مشاكل نسائية تمنعها من الحمل مرة أخرى
وأنها تعالج حتى يتم الحمل.
لم تكن هبة تعلم
أن حسين يعمل في شركة عادل، حتى ذهبت له ذات يوم في العمل، بعد أن ذهبت لأحد
الدجالين المشهور عنهم موضوع الحمل، علمت كيف يتم الحمل عندما وجدته يخيرها لحدوث
الحمل ما بين علاقة غير مباشرة أو علاقة مباشره معه واختارت العلاقة المباشرة وحملت
بالفعل.
ذهبت هبة لزوجها
في عمله –بعد تأكدها من الحمل –لتبشره بخبر الحمل، وهناك وجدت عادل، لقد عرفته
ولكنه لم يعرفها، ذكرته بنفسها، حاول التهرب منها، قالت له أنها تزوجت وأنها أتت
الشركة لزيارة زوجها، وسألته عن أحواله وحصلت على رقم هاتفه وعنوان شقته. لم تمانع
هبة أبدا أن تزوره أو حتى تخون زوجها معه، حتى يكون لها أطفالا كثيرة، ولكن الذي
حدث لم تتوقعه هبة، لقد ذهب زوجها للطبيب للشكوى من بعض المشاكل، خاصة وهو يعلم
أنه له فترة لا يرضي رغبة زوجته فيه ولا ترضى معه حتى وإن تظاهرت بعكس ذلك، ذهب
للكشف وإجراء بعض التحاليل اكتشف منها أنه لا يستطيع الانجاب، وكانت طامة على
رأسه.
لم يقل شيئا لهبة
التي قالت له أنها حامل للمرة الثانية، إنها تخونه منذ أول يوم زواج، راقبها كثيرا
وراقب مكالمتها ووجد رقم عادل ووجدها تتردد على شقته في القاهرة كلما نزل إليها، توقع
أن الراتب الكبير ليس مقابل خدماته وأمانته وإنما مقابل زوجته، قرر أن يتخلص من
عادل وهبة وأن يقتلهما دون أن يعرف أحد، ويتخلص من ابن هبة الذي هداه تفكيره أنه
قد يكون ابن عادل، ذهب لمنزل عادل في موعد نزوله للعمل وأطلق عليه الرصاص وتركه
عندما ظن أنه مات، وكان يرتب لقتل هبة وابنها بالبوتاجاز ولكن الحظ لم يحالفه، لقد
خدرهما وفتح الأنبوبة وتركهما وخرج ليقضي الوقت مع أهله ليعود متأخرا ويكون قضاء
الله نفذ فيهما، ولكن من سوء حظه أن الأنبوبة كانت تحتاج لتغيير لانتهاء البوتاجاز
منها، وكتب لهبة وولدها الحياة.
وعندما توصلت
تحريات المباحث لحسين وهبة كان حسين يتشاجر معها وكاد أن يغرس السكين في قلبها
لولا دخول الشرطة والقبض عليهما.
خرجت هبة من
القضية، وحكم على حسين بالسجن لمدة خمسة عشر عاما، ورفع حسين من محبسه دعوى اسقاط
نسب لما تحمله هبة في أحشائها وولدها الذي ولدته، وتم عمل اختبار DNA
وطلب عادل أيضا إجرائه حتى لا تقاضيه هبة لإثبات نسب ولدها له، بعد ما ألمت بها
الفضيحة، وأثبتت التحاليل بالفعل أن الطفل ليس ابن عادل كما زعمت هبة. لم يهتم أحد
بعد ذلك بهبة ومصيرها وما حدث لها، وتأكد عادل أنه بالفعل لم يكن والد الولد، وأن
الاحتياطات التي يقوم بها تمنع حدوث أي حمل.
عندما تأكد عادل
أن علياء استردت وعيها، وأفاقت تماما، قرر أن يختلق أي سبب للخروج ليتركها تكتب ما
شعرت به، ليحلا سويا المشكلة، فقال لها أنه يريد أن يشتري له ولها بعض الأشياء من
المحال الموجودة داخل الفندق وسألها عما تريد، ثم نزل جلس بعض الوقت في حديقة
الفندق، ثم زار المحال الموجودة وقرر أن يشتري هدية لعلياء، كان يعلم أن أحب
الهدايا لها الورد والكتب، لا يوجد هنا مكتبات للكتب لذا اشترى لها الورد الذي
تحبه، انتقى لها الأزهار التي يعرف أنها تحبها وجمعها لها في باقة ورد يصعد بها
إليها.
عندما صعد كانت
علياء بالفعل، انتهت من تدوين ما شعرت به، وشردت في لا شيء ولم تشعر بدخول عادل،
وجد عادل الدفتر مفتوح أمامها وهي شاردة، تظاهر أنه لم يرى الدفتر ولم يرها ونادي
عليها، فوجئت عندما أهدى لها باقة الورد، احتضنها وطلب منها أن تدخل لتغتسل ثم
ينزلا سويا للمطعم لتناول بعض الطعام.
كانت تلك حجة من
عادل ليتكمن من قراءة ما كتبته، قرأه سريعا، وعلم أن رفضها هذه المرة لم يكن عنادا
منها وإنما ذكريات بعيدة ظهرت، لقد ظهر لها الوحش مرة أخرى، كان يرهف السمع كي لا
تلاحظ أنه لاحظ مذكراتها وعندما وجد صوت المياه توقف، وأعاد الدفتر كما كان، وجلس في
الغرفة موليا ظهره للشرفة.
خرجت علياء وتذكرت
أنها تركت مذكراتها في الشرفة، واطمأنت عندما وجدت عادل يجلس في انتظارها موليا
ظهره للشرفة أي أنه لم ير شيئا، لبست ملابسها ووجد عادل أن يفسح لها مجالا لإخفاء
مذكراتها وهو يراقبها، وبالفعل دخل الحمام متظاهرا أنه هناك وراقبها تدخل الشرفة
وتخرج وقد أخفت المذكرات في حقيبة يدها، خرج من الحمام ونزلا سويا، أمسك يدها،
ولأول مرة يقضيان الوقت سويا. سألها عما وصلت إليه في فصول محو الأمية واستخراج
اثبات الشخصية للإناث في القرية، سألها عن كل صغيرة وكبيرة، لأول مرة تركها تتحدث ويسمع
منها، عندما صعدا غرفتهما هذه المرة تغلبت هي على الوحش، كانت المرة الأولى التي
يشعر فيها عادل بالسعادة بعد ما يفعله، شعرت هي بالسعادة ثم ظهر لها الوحش مرة
أخرى، كان عادل في الحمام يغتسل، خرج على صوتها تبكي بشدة وتتوسل لشخص ما أن يبتعد
عنها، ضمها عادل ولطمها بخفة على وجنتيها حتى أفاقت مما ألم بها.
قضى هذه الليلة
مستيقظا بجانبها، لم يستطع النوم، كلما نامت قامت فزعة تصرخ بكلمة الوحش. وجد عادل
أنه من الضروري أن تعرض على الطبيب لكي تستطيع النوم. ضمها في صدره وظل يقرأ عليها
القرآن حتى استيقظت في اليوم التالي لا تدري شيئا عما كان منها بالأمس.
مر شهر كامل
عليهما في القاهرة، في كل مرة يقترب منها عادل تتركه ويحدث ما يحدث ولا تتذكر من
الصراخ والخوف أي شيء، عادا لقنا بعد انتهاء التحقيقات وتحويل الجاني للقضاء، تعلم
عادل الدرس جيدا، علاقاته العابرة كادت تتسبب في مقتله وتشويه سمعته، لقد نسبت له
هبة في التحقيقات ولدها عادل وهو يعلم أنه ليس والده، طلب إجراء تحليل DNA
وكذا فعل زوجها، ينتظر نتيجة التحليل ويخاف أن يكون ولده فعلا.
تحدث عادل مع
مأمون فيما ينتاب علياء، يسأله النصح فيما يفعل، قال له مأمون أن الحل في الطبيب
النفسي، اعترض عادل بشدة على موضوع الطبيب، وطمأنه مأمون أنه يعرف طبيبة شابة
تخصصها الطب النفسي، وأنها تدرس في جامعة قنا، وأنها محترمة وثقة.
وافق عادل على ذلك
الحل، كانت هناك جلسات مطولة بين علياء والطبيبة، لم يكن أحد من الدوّار يعلم أنها
طبيبة سوى عادل ومأمون ومحمد. فرح محمد جدا بالتحول الذي حدث بين علياء وعادل وكذا
مأمون وعبد الخالق، لقد ذابت جبال الثلج بينهما، وتغير عادل، أخيرا نجحت علياء
فيما كانت تسعى إليه، ولكنها تعبت من جراء ذلك ولكن الهدف تم الوصول له أخيرا.
استمر علاج علياء
حوالي الشهرين، كانت تعالج فيه هي وعادل، وخلال فترة العلاج علمت علياء بحملها،
كان خبر حملها فرحة ملأت المكان كله، ولكن عبد الخالق خاف عليها أن تموت في
ولادتها كما ماتت أمها، خاف أن يحرم منها، تذكر احسان وكم كانت ستفرح بابنتها
اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق