الخميس، 10 سبتمبر 2015

الفصل الثامن عشر والأخير (لست عاهرة)


عندما وصلت سما لسن البلوغ، جلست معها علياء، وتكلمت معها عما تمر به من تغيرات جسمية ونفسية، وكيف تتعامل معها، علمت أنها سيأتي عليها أوقات لا تستطيع الصلاة أو الصوم أو قراءة القرآن. أفهمتها أنها الآن فرض عليها الحجاب، وأفهمتها ما الحجاب ولما فرض.
لم تترك علياء بناتها، لقد حفظن القرآن الكريم كاملا، وكرّمن في مسابقات الحفظ وهن في سن الرابعة، حفظن القرآن كاملا. وقد أثر ذلك عليهن بالإيجاب في الفهم والإدراك، لقد قرأت قبل زواجها دراسة أجنبية عن الأطفال، وخاصة أطفال المسلمين، ورد فيها أن حفظ الطفل المسلم للقرآن قبل سن المدرسة يساعد المخ على النبوغ والإبداع، لأنه يحفظ عدد هائل من المفردات الخاصة باللغة ما يزيد عن 55 ألف كلمة، وبالتالي أصبح نشاطه الدماغي مستعدا لتلقي أية علوم والإبداع فيها، سبحت ربها على هذه النعم، ولم تنسى أبدا ذلك البحث، وعندما حملت لأول مرة قررت أن يحفظ أبنائها المصحف كاملا. وبالفعل حفظ ثلاثتهن المصحف كاملا، أصبحن مبدعات.
وعندما بلغت سما كانت تحفظ من الأحاديث أيضا، أحبت القراءة كما والدتها، أحبت الحجاب، وقالت لوالدتها ذات يوم أن البنات في المدرسة يرتدين الحجاب حتى باب المدرسة ثم يخلعنه، وكانت تحكي لها كلام البنات، لقد كانت صديقة لبناتها، رغم انشغالها مع عادل في عمله وفصول محو الأمية وغيرها من مشاكل في القرية.
لم تتذمر علياء من كلام بناتها، كانت تتقرب منهن وتسمع وتعامل عقلهن بالحجة وبالبرهان، ساعدتهن على حب القراءة والمعرفة، وعرفن أن القراءة هي مفتاح الكنوز، كل يوم يمر على عادل يرى فيه البنات يشعر أنهن هدية من الله له، جمال وعقل ودين.
أخيرا اقتنع عادل أن الدين والأخلاق هما ما يجب أن يمنع الفتاة عن الحرام وليس الرقابة، وافق عادل على التحاق بناته بالمراحل المختلفة حتى وصلن للجامعة، كان يسمح لهن في فترة الصيف بالنزول معه للشركة ومتابعتها. اهتمت سما في دراستها بدراسة الأدب والشعر العربي، والتحقت بكلية الآداب وأصبحت معيدة في الكلية. اهتمت علا بدراسة الحقوق والقانون واهتمت بنشاط مأمون في مجال التوعية بالحقوق والقانون، وحصلت على الليسانس في مجال الحقوق وعملت في مكتب محاماة كبير في القاهرة وذاع صيتها هناك، وتابعت الشئون القانونية لأعمال والدها وأعمامها، غيداء كانت تحب الرسم، ولكن عادل لم يوافق على ذلك وحاول اقناعها بدراسة الدعاية والإعلان، واقتنعت بذلك وسمح لها عادل أن يظل الرسم هواية لها؛ فالتحقت بكلية الإعلام قسم علاقات عامة، وبعد التخرج تسلمت إدارة شركة التسويق واعتمد عليها كليا في إدارة الشركة.



جلست علياء أمام مذكراتها تتأمل ما وصلت له حياتها الآن، كيف تحولت حياتها منذ كانت طفلة حتى أصبحت أما لثلاث فتيات، في جمالهن كما البدر، وفي أخلاقهن لا تشوبهن شائبة، وفي تدينهن حمدت الله على حفظهم للقرآن الكريم كاملا ولمعظم الأحاديث النبوية.
كانت مثلها مثل أي أم تتمنى أن ترى بناتها في بيوت أزواجهن، رغم نجاحهن الباهر في المجال العلمي والعملي كانت تريد أن تراهن زوجات وأمهات، وتساءلت ترى يا عادل كيف تراهن الآن، وعندما ذكرته في عقلها وجدته يدخل الغرفة، تركت مذكراتها مفتوحة أمامه لأول مرة، وأعطتها له ليقرأها، وأخرجت له دفاترها جميعا.
فرح عادل من تصرف علياء ذلك، ولم يقل لها يوما أنه عرف كم كان أنانيا معها بسبب ما قرأه من مذكراتها، ولكنه فوجئ أثناء مطالعته معها لمذكراتها أنها علمت أنه قرأ ما كتبته ولكنها تظاهرت بعدم المعرفة، لتعرف إن كان ذلك ليستغله ضدها أم أنه فعلا أراد أن يعرفها، وأنها تعرف أنه لم يحاول بعد ذلك قراءة ما تكتبه، بل حاول أن يقرأها هو وأن يفهمها. أدخل كلامها عنه وعن تغيره وشعورها تجاهه على قلبه السعادة، احتضنها كما اعتاد أن يفعل، وعندما أنهيا مذكراتها سويا قال لها كأنه يقرأ ما يجول بخاطرها، أحببت البنات أكثر مما كنت أتوقع أن أحب أولادي، بذكائك في تربيتهن والتعامل معهن وذكائهن أحببتهن، كم أمتنى أن أراهن زوجات سعيدات وأمهات.
لقد أثبتن لي خطأ ما كنت اعتقد فيه، وأنت تحديدا أثبتي لي أن العادات والتقاليد ليست دائما على حق، ساعدتني أن أتقرب لربي واستغفر عما فعلت، لقد تحملتي ثورتي عندما رفضت أن ترثي أنت وأمي –رحمها الله –كم تحملت مني من حماقات، ولكن صبرتِ وجاهدتِ حتى اقتنعت أنا أن رضا الله أهم من أية عادات وتقاليد، والله لو كان أحدا قال لي أنني سأتغير وأسمح بإرث الإناث وأسعد لكوني أب لثلاث منهن لإتهمته بالجنون.
عادل: علياء بما أنك تحلمين بزواج بناتنا كما أفعل لك عندي بشرى
علياء: خيرا زفها إلي، عريس لأي بنت من بناتنا؟
عادل: إنه لسما أستاذ في كلية الآداب، زميل لها
علياء: وهل وافقت عليه؟
عادل: لا طلبت منه وقت لأسأل عنه وعن عائلته ثم أسأل البنت عن رأيها.
علياء: وهل سألت عنه؟
عادل: نعم، سألت عنه، الجميع يشكر في أخلاقه وتدينه، ولكن عائلته مستواها المالي أقل من عائلتنا.
علياء: لا يهم المستوى المادي كثيرا، يمكن أن نبني ملحق لهذا الدوّار يعيش فيها البنات مع أزواجهن ويكون هذا المنزل لنا كبار السن.
عادل: هل تعتقدي أن العريس سيوافق، لو وافق سأخاف أن يكون طامعا في أموالنا
علياء: إذن ماذا ترى؟
عادل: اسألي سما عن رأيها فيه، أما اختباره لمعرفة إن كان طامعا أم لا وهل يستحق ابنتنا لن يكون سهلا أبدا، لن أفرط في ابنتي لمن لا يقدرها ويعرف قيمتها.
ابتسمت علياء في موافقة منها لما قاله عادل، وابتسامة حب أيضا، لم تصدق أن هذا عادل الذي تسمعه، كل يوم يمر عليها يثبت لها أنه نعم الزوج ونعم الأب، كانت تظن ألا يوجد أب يحب ابنته كما فعل معها عبد الخالق، ولكن عادل أثبت لها أن الأبوة حب وحنان وسند.
وتم زفاف سما على علي الدين زميلها بالجامعة، رفض علي الدين السكن في دوّار العمدة، أراد أن تكون زوجته في بيته هو، أراد أن يكون هو رجلها الأوحد. قبل زفاف سما لم تتركها علياء، علمتها كل شيء عن الزواج والزوج. علمتها أن الحياة مشاركة ومشاطرة لأيامهما سويا، لحلوها ومرها، علمتها كيف تحب زوجها وتحافظ على بيتها، ولا تهمل ما تحبه، تعرف أنها ابنتها تحب الأدب وتدريسه ومشاركة والدها في أعماله.
كان علياء أم وصديقة لبناتها، لم تترك شيئا إلا وعلمتهن إياه، وزوجت علا من زميل لها في مكتب المحاماة، محام شاب وعلى خلق، من أسرة يشهد لها الجميع الأخلاق والحسب والنسب، عاشت في قنا كما هو الحال مع سما، لم يمنعها زوجها من استمرار عملها بالمكتب ومتابعة أعمال والدها وأعمامها، أما غيداء فتزوجت من عبد الخالق ابن محمد وعاشت في الدوّار معهم، لقد كانت تحبه وأمها تعلم بحبهما وكانت تنتظر أن يتقدم لها عبد الخالق، وبالفعل تقدم لها عندما أنهى كليته والجيش واستلم عمله في إدارة أملاك أبيه العمدة، وترشح لأن يكون هو العمدة التالي محل أبيه، تقدم لغيداء وتزوجها وأيضا لم يمنعها من إدارة شركة والدها الخاصة بالتسويق، بل على العكس ساعدها في توسيع نطاق عمل الشركة وأصبحت مجموعة شركات القناوي.
لقد وحد الأبناء الميراث وأصبح المصنع والشركات والأراضي كلها تحمل لقب العائلة القناوي، لم يختف اسم العائلة كما كان يتوقع عادل، لقد قام الصغار بتجميعهم، خاصة عندما تزوج ولدي خيري ببنات محمد ومأمون.
تغيرت الحياة في القرية وفي الأسرة، أصبح حكم العادات والتقاليد مباحا فيما لا يخالف شرع الله، بدأت النساء تحصلن على حقوقهن وإن تنازل بعضهن عنها، لم تكن الحقوق كاملة، ولكن من يناضل للحصول على حقه يصل له في النهاية. وصلت علياء لحقها لما حاربت من أجله، تغيرت القرية حيث ذهبت البنات للمدارس والجامعة، جرّم الختان قانونا إلا أنه مازال يجرى في السر، ولا أحد يجرؤ على الإعلان عنه كما كان الحال سابقا، لم يتحول الصعيد لجنة، مازالت هناك العديد من الحقوق الضائعة ونساء يرفضن الحصول عليها ليس فقط المطالبة بها.



--------------------------------تمت----------------------------------------

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

الفصل السابع عشر (لست عاهرة)


مازالت القضية تنظر، ولم يتم الحكم فيها حتى الآن، ولكن ظهرت براءة عادل من بنوة ابن هبة، وتزوج مأمون من هدية الطبيبة النفسية، لقد كان يحبها، وتقرب إليها أكثر عندما كانت تعالج عادل وعلياء، اقترب منها وأحبها وأحبته، تزوجها بعد أن أتمت علاج علياء، وكان يوم الزفاف كما أراده مأمون لا عادات ولا تقاليد، ووقد حملت هدية في أحشائها ابن مأمون منذ أول ليلة لهما معا، تمشي كلتيهما وهي تحمل في أحشائها ولدها، فرح عبد الخالق بهما كثيرا، وحانت لحظة ولادة علياء، أصر عادل على نقلها للمستشفى لتلد هناك، لم يعد هناك الآن أحد يلد في المنزل، وانتهى زمن القابلة.
كان عبد الخالق يشعر بالخوف والضيق، الخوف على ابنته أن يحدث لها مكروه، والضيق من كشف ابنته على طبيب في مستشفى، مازال لا يستسيغ تلك الفكرة، خرجت الممرضة مبشرة بولادة فتاة، تغير وجه عبد الخالق وسأل عن ابنته، لا يعلم لما تذكر احسان في تلك اللحظة، وطمأنته الممرضة عليها، أخيرا شعر بالراحة كان يخاف أن يفقدها.
لم يعلم عبد الخالق لما سيطر عليه هذا الهاجس طوال فترة حمل علياء، حتى عندما ولدت ابنتها. فرح عبد الخالق بنجاة ابنته وبولادتها، فرح عادل كثيرا عندما حمل ابنته بين ذراعيه، شعر بشعور غريب وحب لتلك الفتاة التي يحملها بين يديه، إنها فلذة كبده وقطعة منه، كان يريد أن تلد له علياء ذكرا، ولكن مازال امامها العمر طويل، طلبت علياء أن تختار لها اسمها ووافق عادل وهو يتوقع الاسم، توقع أن تسميها خديجة، ولكن علياء فاجأت الجميع أطلقت عليها "سما".
أرادتها علياء أن تعرف منذ صغرها أنها ليست فقط علياء ولكنها مرتفعة، لا يصل إليها أحد مهما حاول، فلتجتهد أن تكون كاسمها "سما".
انشغلت علياء في تربية ابنتها ودروس محو الأمية التي أصبح يشارك فيها الجميع، حتى هدية اشتركت فيها، وتطوع فيها العديد من شباب القرية. شعرت علياء أن مجهودها وتعبها بدأ أخيرا يؤتي ثماره، أما عادل كان لا يخطو خطوة دون وجودها جانبه، حتى ذهابه لشركته في القاهرة أصبحت تذهب معه لها ولها مكتب خاص بها تدرس الأوراق وتشاركه الرأي. أبدت تفوقا في الإدارة أذهل عادل، لم يكن أبدا يتوقع أن تكون علياء بذلك الذكاء وتلك الموهبة.
طلب عبد الخالق من محمد أن يتزوج، كان محمد بالفعل اختار الفتاة التي يريد أن تشاركه حياته، وجد عايدة بنت أحد كبراء القرية انتهت من دراستها في كلية الحقوق، سأل عنها مأمون وكذا محمد والكل أبدى اعجابه بالبنت وأخلاقها وأسرتها، وكان زفاف محمد كما هو الحال مع مأمون، زفاف ينهي العادات والتقاليد، ومنذ زفاف مأمون ومحمد وأصبحت الأعراس التي تجرى وفق التقاليد قليلة جدا، ولكن بقيت مشكلة خطيرة وهي الختان.
كبر عبد الخالق ودون سابق إنذار توفى، استيقظت فردوس وجدته لم يستيقظ لصلاة الفجر، حاولت أن توقظه لم يستيقظ، نادت على عادل وعلياء، وجداه قد توفى، حاولت فردوس أن تصرخ منعتها علياء "حرام يا أمي، لما تعذبيه بعد موته، ادعي له بالرحمة والمغفرة".
وكما حدث في وفاة خديجة وعزائها منعت علياء أي صراخ أو نواح على الفقيد، حزنت عليه كثيرا، كم أحبته، وكم أحبها، لم يكن أبدا قاسيا عليها، كان يحبها ويظهر حبه لها، وتعلم أن ذلك وقتها كان تدليل زائد منه يلومه عليه الجميع. توفى عبد الخالق بعد أن تزوج أبنائه واطمان عليهم جميعا.
لم يمض على وفاة عبد الخالق الأربعين يوما حتى توفت فردوس هي الأخرى، كأنهما قد أنهيا رسالتهما ودورهما في الحياة وتركا أبنائهما لإكمال ما بدأوه.
أعطى محمد لعلياء نصيبها من ميراث أبيها، وأغضب ذلك عادل كثيرا، كما أغضبه حصول فردوس على نصيبها من ميراث زوجها، إلا أن محمد بصفته أخ لعلياء وابن لفردوس وبصفته عمدة القرية كان عليه تطبيق شرع الله في الميراث، وكان كلا من مأمون وخيري في صفه. أخيرا اقتنع عادل بميراث الإناث، لم يصدق أنه حقهم شرعا حتى ذهب بنفسه لدار الفتاوى وعلم عقوبة مانع الإرث كما شرعه الله، هنا فقط خاف على نفسه من عقاب الله عز وجل. لقد استغفر كثيرا مما فعله يغضب الله، ولا يريد أن يغضبه بشيء آخر، وطالما أن الجميع لهم نفس الرأي فلن يخالفهم.
ولدت زوجة مأمون له ولدا وأسماه حامد على اسم والده، أما محمد فولدت له زوجته توأم ولدا وبنتا أطلق عليهما عبد الخالق وفردوس، أراد أن يظل اسم أباه وأمه يتردد في المنزل، لقد أحبهما كثيرا ولن يرضى أن يختفي اسمهما هكذا من الدوّار.
حملت علياء مرة أخرى، بعد أن مر على حملها الأول ثلاثة أعوام، فرح عادل بحملها كثيرا، وكان يقول لابنته أمك ستأتي لك بأخ يلعب معك أنت وأولاد أعمامك، وولدت علياء البنت الثانية، كان ذلك يضايق عادل كثيرا لقد أنجب اخوته جميعا الذكور فلما كان حظه هو بالذات أن تلد له زوجته الإناث، شعرت علياء بما يعتمل في صدره، فقالت له صراحة أن نوع الجنين هو هبة من الله، وذكرته بالآية الكريمة ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ استغفر عادل ربه ولكنه كان يريد الولد، هو مطمئن لأن بناته سيرثن منه، مع عدم رغبته في ذلك، ولكن يوجد لديهن ما يؤمن مستقبلهن، ولكنه يخاف عليهن، يعرف ما فعله ويخاف أن يتكرر معه.
أصر عادل أن تحمل علياء مرة أخرى قبل أن يمر على ولادتها الثانية عام واحد، وبالفعل حملت مرة أخرى، أنجبت فيها بنتا أخرى، ليصير عادل أبو البنات، سما وعلا وغيداء، كان لقب أبي البنات يضايقه كثيرا، ولكنه رضي بقضاء الله، لم يكون له ولد يحمل اسمه.
دخلت سما المدرسة الابتدائية، ما لبثت أن لحقت بها علا ثم غيداء. أثبتت البنات تفوق ونبوغ أذهل عادل، لقد ورثن أمهن في الذكاء والتفوق، وأصبح تكريم بناته لتفوهن الدراسي شيء معتاد، أن يذهب مع كل واحدة منهن للمحافظة للتكريم. شعر بالفخر الذي كان يشعر به عبد الخالق، أن تكرم ابنته الأولى على المحافظة في المرحلة الابتدائية. وأن تكرم البنات كل عام لأنهن الأوائل على المدرسة. بعد أن أنهت سما المرحلة الابتدائية طلب من علياء أن تقوم بختانها، بالطبع رفضت علياء ما قاله جملة وتفصيلا، وتذكر هو مأساة علياء، فطلب منها أن تعرضها على طبيبة أمراض نسا لترى إن كان هناك ضرورة لختانها أم لا. وردت عليه علياء أن وأفهمته، أن ذلك لا يظهر والبنت مازالت صغيرة وإنما يجب أن تكبر وتصل للمرحلة الثانوية، عندها ستذهب بها للطبيبة لتعرف مدى احتياجها للختان، إما الطفلة صغيرة ولا تريد لها أن تمر بما مرت هي به.
لقد كانت علياء تحارب في قضية الختان، لا ترضى عن رأي الفئتين المؤيدة دون سبب والمعارضة دون سبب. ترى أن كلتاهما على خطأ، كلتاهما تحاول أن تفرض رأيها. اجتهدت كثيرا حتى علمت معلومات كثيرة عن الختان، وأنواعه وحكمه الشرعي. لقد علمت أن هناك أكثر من نوع وأن النوع الذي ورد في السنة هو إزالة الحشفة مثل ما هو في الذكر وأن توقع الكشف على الفتاة طبيبة مسلمة، لتنظر إن كانت الفتاة في حاجة له أم لا، ولا تضر بمستقبلها الزوجي، أما الأنواع الأخرى كلها تقضي على مستقبل الفتاة الزوجي وقد نهى عنه رسولنا الكريم. ولكنها وجدت المؤديون يطالبون بالسنة مع أنهم يفعلون ما نهت عنه السنة، وعلى الجانب الآخر يرفض الختان جملة وموضوعا ويرفضون أنه ورد بالسنة. لذا كانت تحارب الفريقين الرافض والمؤيد، لم تهتم بمن يؤيدها كانت تهتم ألا تضيع فروض أو سنن، وألا تنتهك فتاة نتيجة معتقدات خاطئة.
لقد تعبت من شرح أن الختان لا علاقة له بعفة الفتاة أو شرفها، إنه سنة الهدف منها النظافة والتجميل كما أمر بها الدين، مثل ما نفعله مع الذكر، والاختلاف أن ختان الذكر فرض والأنثى سنة. تعبت من شرح أن الفتاة في سنها الصغير وهي في مرحلة الطفولة لا يظهر مدى حاجتها للختان من عدمه، ولن تفهم ما يحدث لها، سيتم القضاء على براءة طفولتها وترسيخ عقدة نفسية تلازمها طوال عمرها.



------------------------------انتظروا الفصل الأخير--------------------------

السبت، 5 سبتمبر 2015

الفصل السادس عشر (لست عاهرة)


تابع المحققون أعمالهم في قضية عادل، بعد السؤال عن عادل وسلوكه ونشاطه، تبين أنه محب للنساء ومتعدد العلاقات النسائية، له علاقات كثيرة مع باغيات وفتيات صغيرة ومتزوجات. وهذا النوع من الرجال يكثر من يريد قتله والانتقام منه.
بدأ رجال الشرطة بالبحث في قائمة العلاقات النسائية ومكالمات عادل في يوم قتله واليوم السابق له، تبين من التحريات أنه في ذلك اليوم أجرى مكالمة مع زوجة أحد العاملين بالشركة، ولم تكن تعمل بها. بعد التحقيقات التي أجرتها النيابة والضغوط التي تعرضت لها النيابة من بعض قيادات الحزب الوطني والوزراء وأعضاء مجلس الشعب تم الضغط على الموظف وزوجته وتضييق الخناق عليهما للاعتراف بما حدث.
اعترفت هبة زوجة حسين أمين المخازن، هبة، خريجة كلية زراعة القاهرة، تعرفت هناك على عادل وحملت منه سفاحا، سافرت له قريته لتطلب منه الزواج إلا أنه أنكر أنه يعرفها وأنكر صلته بحملها، بعد ذلك سافرت مرة أخرى للقاهرة وهي تشعر بخيبة الأمل. لم تعرف أسرتها شيء عن حملها وعلاقتها مع عادل، تقدم لها حسين في ذلك الوقت كان قد حصل على بكالوريوس التجارة ومقدم على عقد عمل في الخليج، بالطبع وافقت الأسرة على الزواج فورا، وتمت إجراءات الزواج، وفي ذلك الوقت قامت هبة بإجراء عملية لتعود بها بكرا ولم تجهض نفسها لم تحتاج لعناء الإجهاض سينسب ما بطنها لزوجها ولن يعرف شيء.
وبالفعل تم الزواج ولم يعلم حسين أن ما تحمله رحم زوجته ليس من صلبه، أنجبت له ولدا، أسماه عادل نزولا على رغبة هبة. بعد فترة من السفر أنهى حسين عقد عمله في الخليج وعاد مرة أخرى لمصر والعمل بها، في ذلك الوقت كان عادل القناوي يفتتح شركته في القاهرة لتسويق منتجات مصنعه الجديد، وكان يحتاج موظف للإشراف على المخازن والعهدة وتقدم حسين للوظيفة بسبب الراتب الخاص بها، وقبل فعلا بها.
استغرب حسين أن زوجته لم تحمل رغم مرور سنوات طويلة على حملها الأول، وطلب منها أن تحمل مرة أخرى، ذهبت للكشف وعلمت ألا عيب بها، ولكن ذلك يعني أن حسين لا ينجب وهي كارثة أن عرف ذلك الأمر، لذا قالت لزوجها أنها تعاني من مشاكل نسائية تمنعها من الحمل مرة أخرى وأنها تعالج حتى يتم الحمل.
لم تكن هبة تعلم أن حسين يعمل في شركة عادل، حتى ذهبت له ذات يوم في العمل، بعد أن ذهبت لأحد الدجالين المشهور عنهم موضوع الحمل، علمت كيف يتم الحمل عندما وجدته يخيرها لحدوث الحمل ما بين علاقة غير مباشرة أو علاقة مباشره معه واختارت العلاقة المباشرة وحملت بالفعل.
ذهبت هبة لزوجها في عمله –بعد تأكدها من الحمل –لتبشره بخبر الحمل، وهناك وجدت عادل، لقد عرفته ولكنه لم يعرفها، ذكرته بنفسها، حاول التهرب منها، قالت له أنها تزوجت وأنها أتت الشركة لزيارة زوجها، وسألته عن أحواله وحصلت على رقم هاتفه وعنوان شقته. لم تمانع هبة أبدا أن تزوره أو حتى تخون زوجها معه، حتى يكون لها أطفالا كثيرة، ولكن الذي حدث لم تتوقعه هبة، لقد ذهب زوجها للطبيب للشكوى من بعض المشاكل، خاصة وهو يعلم أنه له فترة لا يرضي رغبة زوجته فيه ولا ترضى معه حتى وإن تظاهرت بعكس ذلك، ذهب للكشف وإجراء بعض التحاليل اكتشف منها أنه لا يستطيع الانجاب، وكانت طامة على رأسه.
لم يقل شيئا لهبة التي قالت له أنها حامل للمرة الثانية، إنها تخونه منذ أول يوم زواج، راقبها كثيرا وراقب مكالمتها ووجد رقم عادل ووجدها تتردد على شقته في القاهرة كلما نزل إليها، توقع أن الراتب الكبير ليس مقابل خدماته وأمانته وإنما مقابل زوجته، قرر أن يتخلص من عادل وهبة وأن يقتلهما دون أن يعرف أحد، ويتخلص من ابن هبة الذي هداه تفكيره أنه قد يكون ابن عادل، ذهب لمنزل عادل في موعد نزوله للعمل وأطلق عليه الرصاص وتركه عندما ظن أنه مات، وكان يرتب لقتل هبة وابنها بالبوتاجاز ولكن الحظ لم يحالفه، لقد خدرهما وفتح الأنبوبة وتركهما وخرج ليقضي الوقت مع أهله ليعود متأخرا ويكون قضاء الله نفذ فيهما، ولكن من سوء حظه أن الأنبوبة كانت تحتاج لتغيير لانتهاء البوتاجاز منها، وكتب لهبة وولدها الحياة.
وعندما توصلت تحريات المباحث لحسين وهبة كان حسين يتشاجر معها وكاد أن يغرس السكين في قلبها لولا دخول الشرطة والقبض عليهما.
خرجت هبة من القضية، وحكم على حسين بالسجن لمدة خمسة عشر عاما، ورفع حسين من محبسه دعوى اسقاط نسب لما تحمله هبة في أحشائها وولدها الذي ولدته، وتم عمل اختبار DNA وطلب عادل أيضا إجرائه حتى لا تقاضيه هبة لإثبات نسب ولدها له، بعد ما ألمت بها الفضيحة، وأثبتت التحاليل بالفعل أن الطفل ليس ابن عادل كما زعمت هبة. لم يهتم أحد بعد ذلك بهبة ومصيرها وما حدث لها، وتأكد عادل أنه بالفعل لم يكن والد الولد، وأن الاحتياطات التي يقوم بها تمنع حدوث أي حمل.



عندما تأكد عادل أن علياء استردت وعيها، وأفاقت تماما، قرر أن يختلق أي سبب للخروج ليتركها تكتب ما شعرت به، ليحلا سويا المشكلة، فقال لها أنه يريد أن يشتري له ولها بعض الأشياء من المحال الموجودة داخل الفندق وسألها عما تريد، ثم نزل جلس بعض الوقت في حديقة الفندق، ثم زار المحال الموجودة وقرر أن يشتري هدية لعلياء، كان يعلم أن أحب الهدايا لها الورد والكتب، لا يوجد هنا مكتبات للكتب لذا اشترى لها الورد الذي تحبه، انتقى لها الأزهار التي يعرف أنها تحبها وجمعها لها في باقة ورد يصعد بها إليها.
عندما صعد كانت علياء بالفعل، انتهت من تدوين ما شعرت به، وشردت في لا شيء ولم تشعر بدخول عادل، وجد عادل الدفتر مفتوح أمامها وهي شاردة، تظاهر أنه لم يرى الدفتر ولم يرها ونادي عليها، فوجئت عندما أهدى لها باقة الورد، احتضنها وطلب منها أن تدخل لتغتسل ثم ينزلا سويا للمطعم لتناول بعض الطعام.
كانت تلك حجة من عادل ليتكمن من قراءة ما كتبته، قرأه سريعا، وعلم أن رفضها هذه المرة لم يكن عنادا منها وإنما ذكريات بعيدة ظهرت، لقد ظهر لها الوحش مرة أخرى، كان يرهف السمع كي لا تلاحظ أنه لاحظ مذكراتها وعندما وجد صوت المياه توقف، وأعاد الدفتر كما كان، وجلس في الغرفة موليا ظهره للشرفة.
خرجت علياء وتذكرت أنها تركت مذكراتها في الشرفة، واطمأنت عندما وجدت عادل يجلس في انتظارها موليا ظهره للشرفة أي أنه لم ير شيئا، لبست ملابسها ووجد عادل أن يفسح لها مجالا لإخفاء مذكراتها وهو يراقبها، وبالفعل دخل الحمام متظاهرا أنه هناك وراقبها تدخل الشرفة وتخرج وقد أخفت المذكرات في حقيبة يدها، خرج من الحمام ونزلا سويا، أمسك يدها، ولأول مرة يقضيان الوقت سويا. سألها عما وصلت إليه في فصول محو الأمية واستخراج اثبات الشخصية للإناث في القرية، سألها عن كل صغيرة وكبيرة، لأول مرة تركها تتحدث ويسمع منها، عندما صعدا غرفتهما هذه المرة تغلبت هي على الوحش، كانت المرة الأولى التي يشعر فيها عادل بالسعادة بعد ما يفعله، شعرت هي بالسعادة ثم ظهر لها الوحش مرة أخرى، كان عادل في الحمام يغتسل، خرج على صوتها تبكي بشدة وتتوسل لشخص ما أن يبتعد عنها، ضمها عادل ولطمها بخفة على وجنتيها حتى أفاقت مما ألم بها.
قضى هذه الليلة مستيقظا بجانبها، لم يستطع النوم، كلما نامت قامت فزعة تصرخ بكلمة الوحش. وجد عادل أنه من الضروري أن تعرض على الطبيب لكي تستطيع النوم. ضمها في صدره وظل يقرأ عليها القرآن حتى استيقظت في اليوم التالي لا تدري شيئا عما كان منها بالأمس.
مر شهر كامل عليهما في القاهرة، في كل مرة يقترب منها عادل تتركه ويحدث ما يحدث ولا تتذكر من الصراخ والخوف أي شيء، عادا لقنا بعد انتهاء التحقيقات وتحويل الجاني للقضاء، تعلم عادل الدرس جيدا، علاقاته العابرة كادت تتسبب في مقتله وتشويه سمعته، لقد نسبت له هبة في التحقيقات ولدها عادل وهو يعلم أنه ليس والده، طلب إجراء تحليل DNA وكذا فعل زوجها، ينتظر نتيجة التحليل ويخاف أن يكون ولده فعلا.
تحدث عادل مع مأمون فيما ينتاب علياء، يسأله النصح فيما يفعل، قال له مأمون أن الحل في الطبيب النفسي، اعترض عادل بشدة على موضوع الطبيب، وطمأنه مأمون أنه يعرف طبيبة شابة تخصصها الطب النفسي، وأنها تدرس في جامعة قنا، وأنها محترمة وثقة.
وافق عادل على ذلك الحل، كانت هناك جلسات مطولة بين علياء والطبيبة، لم يكن أحد من الدوّار يعلم أنها طبيبة سوى عادل ومأمون ومحمد. فرح محمد جدا بالتحول الذي حدث بين علياء وعادل وكذا مأمون وعبد الخالق، لقد ذابت جبال الثلج بينهما، وتغير عادل، أخيرا نجحت علياء فيما كانت تسعى إليه، ولكنها تعبت من جراء ذلك ولكن الهدف تم الوصول له أخيرا.
استمر علاج علياء حوالي الشهرين، كانت تعالج فيه هي وعادل، وخلال فترة العلاج علمت علياء بحملها، كان خبر حملها فرحة ملأت المكان كله، ولكن عبد الخالق خاف عليها أن تموت في ولادتها كما ماتت أمها، خاف أن يحرم منها، تذكر احسان وكم كانت ستفرح بابنتها اليوم.



الجمعة، 4 سبتمبر 2015

الفصل الخامس عشر (لست عاهرة)


استقرت حالة عادل الصحية، ولكنه سيظل فترة طويلة في المستشفى بسبب الرعاية الطبية التي يحتاج إليها؛ لذا طلب من عبد الخالق ومحمد ومأمون السفر لرعاية مصالحهم في القرية، والاعتناء بفردوس فلا يجب أن تظل فترة طويلة وحيدة هكذا، ولكنه طلب أن تظل علياء معه ولا تسافر. لم يعترض أحد؛ فهي زوجته والواجب يحتم عليها البقاء معه، ومراعاته حتى يشفى تماما.
جلس عادل مع نفسه يعاتبها ويحاول أن يعرف سبب تعذيبه للإنسانة الوحيدة التي أحبها، لقد أراد أن يعاقبها ولكنه تمادى في العقاب، حتى نسي أنه يعاقبها وظن أن ذلك هو ما يجب أن يكون.
فكر كثيرا في سبب ما يعانيه من كره شديد للنساء، ولكنه فهم بعد أن استعرض حياته كلها أمام عينيه أنه كره منهن ضعفهن وسلبيتهن التي وجد أمه عليها، ثم ما مر به من تجارب نسائية في سن مبكرة جعلته ينتقم في كل فتاة من ضعفها وسلبيتها، وأن سبب حبه وكرهه لعلياء هو تحديها له، أنها كانت النموذج الذي يرغب أن يجد أمه عليه، اختلافها جعله في تمزق وخلاف بين نصف الذي يكره الضعف والسلبية والنصف الآخر الذي يقدسها ما دامت تخدم العادات والتقاليد، وكانت علياء هي الضحية.
أخيرا، وبعد الحادث الذي مر به، اكتشف مشكلته وحاول معالجتها، ولكنه لم يعرف كيف يبدأ ذلك، خرج عادل من المستشفى بعد قضائه ما يقارب الشهر، ولكنه لم يستطع السفر لقنا لاستمرار تعبه وكذا استمرار التحقيق في الحادثة حيث لم يتم العثور على الجاني بعد. وجد عادل بقائه هو علياء في القاهرة بعيدا عن كل الناس فرصة جيدة كي يكتشفا نفسيهما، أن يتقاربان وأن يعتذر لها عما سببه من ألم وإحباط وخيبة أمل.
حجز عادل في فندق سياحي قرب الأهرامات، يعلم عادل مدى حب علياء للآثار، لم ينس أبدا حتى الآن حبها لآثار البلد. كانت الفندق كبير اختار عادل غرفة تطل على الأهرام وحديقة الفندق. يعرف أن ذلك المشهد هو ما يسعد علياء.
لم تنس علياء أن تضع مذكراتها معها وهي مسافرة لعادل، كانت معها لم تفارقها، كتبت فيها وهي في المستشفى عندما كان ينام عادل، تجلس في الشرفة وتدون الأحداث التي مرت بها في ذلك. فرحت علياء بالمنظر التي تطل عليه غرفتهما، وعندما نام عادل، دخلت الشرفة وجلست تحتسي الشاي الذي تحبه وتكتب أحداث اليوم الذي مر بها، نامت علياء في الشرفة وهي تكتب لم تشعر بالوقت حتى نامت على الكرسي، استيقظ عادل وجدها نائمة على الكرسي في الشرفة، ظن أنها لا تريد أن تشاركه فراشه، ولم يعرف هل يوقظها أم يتركها نائمة، لفت نظره المذكرات التي وجدها أمامه مفتوحة حيث كانت تكتب في تلك الصفحة: "لقد تغير عادل في معاملته لي خلال فترة وجوده في المستشفى، حتى نظراته تغيرت، وجدت نظرات أعرفها كنت أجدها منه عندما كنت طفلة صغيرة وحتى وصلت للمرحلة الإعدادية. ترى هل عاد حبي لقلبه مرة أخرى، أم أنه يدبر لي ما يهينني به مرة أخرى؟ هل كان اختيار هذه الغرفة وهذا المنظر وهذا المكان لعلمه أني أحبها أم أنه أراد أن يبتعد قدر إمكانه عن المدينة وصخبها؟ لم أعد أعرف، لقد تغير عادل وحسب، أردت أن أعانقه عندما اختار هذا المنظر، ولكنني خفت منه ومن رد فعله، انتظرت منه أن يعانقني، أو حتى يطلب مني الجلوس جانبه على فراشه، لكنه لم يفعل، سأتركه ولأكمل كتابة أحداث يومي".
كانت الكلمات التي قرأها لتوه من مذكرات علياء بمثابة تنبيه له لما تنتظره منه علياء، لذا انسحب بهدوء من الشرفة وذهب للفراش وتظاهر أنه استيقظ لتوه ونادى على علياء
عادل: علياااااااااااااااء، علياء أين أنتي؟
استيقظت علياء على صوته، وظنت أنه يعاني من خطب ما، جرت عليه والفزع يملأ قسمات وجهها وعينيها ما إن رآها عادل على هذا الحال قام من مكانه واحتضنها وطمأنها، ولأول مرة تبكي علياء على كتفه وتطلق لعيونها الحق في البكاء أمامه، فأمسك بوجهها ونظر في عينيها وقال لها "سامحيني، لقد أحبتك ولكن عنادك هو سبب ما وصلنا إليه، لأول مرة أراكي لا تهربين مني وتشعري بالاطمئنان وأنت في أحضاني." انتبهت علياء آنذاك أنها بالفعل شعرت لأول مرة بالأمان لكي تبكي على صدره ولكنها خافت من ذلك الشعور لما خبرته من عادل وتصرفاته، فجفلت وحاولت الخروج من حضنه
عادل: لا تهربي، لا يجب أن نهرب من بعضنا بعد الآن يا علياء، أنا أحبك وأنت أيضا تفعلين، لماذا العناد والهروب؟
علياء (باكية تشعر بالحب والخوف والأمان من عادل): أخاف منك يا عادل، أخاف أن يكون ذلك سبب جديد لتهينني
ضمها عادل في رقة لحضنه وأمسك وجهها بكلتا يديه ونظر في عينيها: أعدك أن أتغير، ولكن عليك أن تساعديني.
لأول مرة تشعر في كلام عادل الحب، ولا تعلم ما سبب شعورها بذلك، بل إنها تخاف من ذلك الشعور، لأول مرة منذ تزوجا منذ اثني عشرة سنة، وهما أزواج ولكنهما أعداء، تشعر أنه يخبئ لها خنجرا ليطعنها به كلما سنحت له الفرصة لذلك. لأول مرة تشعر أنها تريد أن تترك لقلبها العنان لتعيش قصة الحب التي طالما حلمت أن تعيشها، كثيرا ما كانت تحلم به يقول لها كلمة أحبك، وها هو يقولها لها مرتين خلال شهر واحد، منذ الحادثة مضى عليهما أطول وقت قضياه سويا.
تركت نفسها لعادل، أزاح عنها غطاء شعرها، واحتضنها بقوة أحبتها، وبدأت مراسم حب كتب لها أن تولد بعد زواج دام اثني عشرة سنة، كانت علياء تستجيب لكل فعل قام به عادل، إشارة منها أن أكمل، حتى وصلت لآخر مرحلة أن يهم بها عادل، وجدها أغمضت عينيها وتغيرت ملامحها وظلت تقاومه وتبعده عنها. ابتعد عادل، لقد شعر أن هناك شيء على غير ما يرام، لقد تغيرت علياء، لم تعد هي التي يعرفها، بعد أن تركها ولم يكمل، وجدها تنظر بعينين زائغتين للحجرة وله، تحاول أن تغطي نفسها ولأول مرة بكت بطريقة تذكرها جيدا، كما بكت يوم زواجها.
لم يعرف عادل ماذا يفعل، دخل الشرفة وترك علياء في السرير لتهدأ. وجد مذكراتها مازالت مفتوحة أمامه، انتابه الفضول أن يعرف ماذا تكتب علياء؟ وكيف تراه وترى الجميع "اليوم هو الذكرى الثانية عشر لوالدتي وهو أيضا الذكرى الثالثة لوفاتي" استغرب عادل الجملة، كيف ماتت، ماذا حدث منذ ثلاث سنوات، لم يعرف وهي لم تكتب أكثر من ذلك في ذلك اليوم، حاول أن يذهب قبل ذلك لم يجد، إما أنها لم تكتب قبل ذلك أو أنها تكتب في دفتر آخر انتهى فأكملت في هذا الدفتر، قلب بعد ذلك وجد في نفس اليوم من كل عام ذكرى وفاة والدتها، هو يعلم أن ميلادها ذكرى وفاة أمها، ولكنه استغرب لماذا لم تشر لميلادها وتعبره تاريخ وفاتها، وجد في يوم آخر "لا أعلم لما يعارض عادل دخولي المدرسة الثانوية، لما أصبح بهذه العصبية والحدة في التعامل، لقد تغير كثيرا، أعلم أني أحبه، أحب فيه خوفه عليّ، كنت أشعر به وهو يراقبني ويراقب الخفراء ليطمئن على وصولي المدرسة وسلامتي، أحبه منذ كنت طفلة أراه يضرب من يأخذ لعبتي أو الحلوى مني حتى لو كان خيري أخوه. ما الذي تغير؟ لماذا تغير هكذا." أكمل في الأوراق فوجد اليوم الذي يعرفه جيدا: "اليوم كان أسوأ يوم في حياتي، كرهت فيه نفسي وعادل. ماذا كان يظن نفسه فاعلا بي؟ أهنت عليه، ما هذه النظرة التي كانت تملأ عينيه في ذلك اليوم؟ لقد أعاد إلي عادل صرخات فردوس وصرخاتي يوم قتلتني خديجة، بحجة الختان، يوم تركتني أنتهك وكانت تزغرد مع باقي النساء. لقد قتلني عادل." لقد فهم عادل لما تكتب وفاتها إنه الختان وصرخات فردوس، كأن كلامها ذكره بضعف والدته ووهنها وسلبيتها، أراد أن يخرج نفسه من هذه الدوامة فأكمل يقرأ حتى توقف عند صفحة أخرى: "لم أتوقع من خديجة أن تفعل معي ما فعلت، لقد كشفت عليّ لتتأكد من بكارتي، لتتأكد أن عادل لم يلمسني ولا أحد غيره بعد مرور ما يقارب العام على ما فعله عادل، لماذا الآن، لماذا تتهمني بإغواء عادل؟ هل اتهمني هو بشيء؟ لقد عارض دخولي الجامعة وكان يراقبني رغم أني أذهب مع مأمون كل يوم وأعود، أعلم أنه كان يراقبني، ولكني كنت أكرهه لما فعله بي، ترى هل كان هو من قال لعمتي أني أغويته؟ لا أعرف ولكن خديجة قتلتني مرة أخرى بما فعلته، لم أتحدث عما فعله عادل كي لا أفسد ما بين العائلة من ود، ولكني أخاف أن يكررها، أن يفعلها مرة أخرى، أنه خبيث أخاف منه." كانت كلمات علياء في ذلك اليوم مثل الكابوس، لقد اتهمتها خديجة بما قاله عليها وأرادت أن تتأكد، لقد كان هو السبب فيما فعلته خديجة وفي نقمة علياء عليه رغم حبها له. لقد كان سببا في جرحها دون أن يدري، لم تقل له خديجة أنها فعلت ذلك وأنها كشفت عليها. شعر بالخزي من نفسه ومن تصرفاته وأفعاله. ولكنه أراد أن يكمل ويرى ويعرف علياء لأول مرة، وجد يوميات عادية، حتى وصل لما كتبته عن يوم زفافها وما تلاه: "أنا أكره عادل والعادات والتقاليد وأكره خديجة، أكره الجميع، لقد وافقت على زواجي بعادل لحبي له، أردت أن أغيره، أجعله عادل الذي طالما عرفته، لم أخبر أحدا بالسرقة وافتعلت المشاجرة مع المحاسب، وأخبرت بعدها مأمون ليتصرف، مأمون عاقل وسيخاف على عادل ويحاول إصلاح ما أفسده دون فضيحة، خفت من رد فعل والدي على ما فعله عادل، ولكني ندمت بعد زفافي بعادل أني لم أفعل وألغي هذا الزفاف الذي كان فضيحة على رؤوس الأشهاد، أكان يجب أن أفضح هكذا، لقد أمرنا الله بستر هذه الأمور ولكن العادات والتقاليد –تبا لها من عادات وتقاليد –تقضي بفضح ما أمرنا الله بستره. لم أطق لمسة عادل، بعد ما فعله بي أمام أمه وعمتي، عندما هم بي مرة أخرى كنت أرى أمامي وحش بمعنى الكلمة اختفت من أمامي ملامح عادل وجدت أمامي وحش كاسر وجهه يضم ملامح عادل والطبيبة وخديجة ووالدي والوحوش التي كنت أتخيلها عندما أقرا كتب حكايات ألف ليلة وليلة، فعلا لم أرى عادل وقتها، ولم أرى عادل يوم حاول الاعتداء عليّ في الفندق. لقد استطاع أن يأخذ ما أراد بعد أن أنهكت في فض بكارتي ولكنه لن ينالني ثانية إلا إذا عاد كما كان، عادل الذي أحببته. أعلم أني جرحته بكلامي اليوم، ولكن كان الجرح لرد كرامتي التي أهدرها، لم يعلم حتى الآن أني أعلم بأمر اختلاسه، لن أقول له، لن يراني دون حجابي، لا أعرف كيف سأهرب منه، ولكن لن أكون فردوس أخرى." مرة أخرى وجد عادل أنه السبب فيما وصلت له علياء، ومرة أخرى وضعت يدها على جرحه بكلامها في المذكرات، إنها أمه واستسلامها لعمه وما يقول ولكلامه هو وأخوته من بعد عمه. ترك عادل المذكرات عندما وجد علياء تبكي وصوتها يناديه ويكاد يغشى عليها، أٌقفل دفتر مذكراتها وجرى عليها وضمها إليه.
حاول أن يعيد إليها وعيها كثيرا، حتى نجح أخيرا وأفاقت علياء، وجدت نفسها بدون حجابها ولكن ترتدي ثياب عادية، استغربت وتذكرت أنها لم تكن تلبس تلك الثياب من قبل، آخر ما تذكره هو أن عادل كاد أن يهم بها.
علياء (بعدم فهم): ماذا حدث؟
عادل (بلهفة وخوف حقيقي): لقد كنا على وشك بدء العلاقة وجدتك تبكين وتصرخين ثم أغشى عليك، ألبستك ملابسك وحاولت أن أعيد إليك وعيك، هل أنت بخير؟ ماذا حدث لكي يغشى عليك؟
خافت علياء من عادل، هل يسألها أم أنه يتهمها، فصمتت. أما عادل ففهم أنها لا تعرف حقا ماذا يريد، أراد عادل أن يقترب من قلبها، أراد أن يذيب جبال الثلج في علاقتهما، لقد فهم أنه هو من تسبب لها في كل ما تعاني منه؛ لذا يجب على كل منهما مساعدة الآخر ليجنيا الحب. ضمها عادل له وقال لها همسا في أذنها وهي قرب شفتيه: "أنا أحبك وأخاف عليك، عليك مساعدتي يا علياء، لماذا خفت مني وكنا في حال لا خوف فيها؟"، لم ترد سوى بكلمة خرجت وسط البكاء "رأيت الوحش".

أدرك عادل أن مهمته في القرب من علياء صعبه وتحتاج للوقت، قرر أن يقرأ مذكراتها كلها دون أن تعلم؛ لتكتب ما تشعر به، سيترك لها فرصة لكتابة ما شعرت ليستطيع أن يحل هذه المشكلة، لقد تعلم أن أي محاولة للعنف مع علياء ستقضي عليها تماما وهو يكره ذلك.

الخميس، 3 سبتمبر 2015

الفصل الرابع عشر (لست عاهرة)

سافر الجميع للقاهرة، عندما وصلوا كان عادل في المستشفى، لم يتوف ولكنه أصيب بطلق ناري في الصدر، كاد أن يدخل قلبه مباشرة ولكنه استقر قرب الرئة، ذهبت علياء له مع والدها وأخيها وابن عمها وطلبت أن تظل معه ترعاه. نقلته سيارة الإسعاف التي طلبها أمين الفراش لمستشفى حكومي، لم يعرف أمين كيف يتصرف أين يذهب به ولأي مستشفى.
طلب عبد الخالق نقل عادل من المستشفى الحكومي لمستشفى خاص كبيرة، وبالفعل نقلته عربة الإسعاف، واهتمت الشرطة بالبحث عن الجاني، استخدم عبد الخالق نفوذه، فمنذ أصبح عضوا بمجلس الشعب وعضوا في الحزب الوطني، يفتح أمامه كافة الأبواب المؤصدة وتصبح رغباته أوامر لغيره.
ظلت علياء في غرفة عادل ولم تتركه، ورغم قول الأطباء أنه أجرى العملية وأمامه وقت طويل ليفيق من آثار البنج، وأنه لن يكون قادراً على الكلام، وأن وجودها لا فائدة منه، لم تهتم بما قالوا وأصرت على المكوث بجانبه.
ذهب محمد ومأمون مع عبد الخالق لقسم الشرطة لكي يعرفوا ما حدث تحديدا، وظلت علياء مع عادل، رغم تعبها ورغبتها في النوم بسبب السفر الطويل والخوف والقلق عما أصابه، لم تستطع أن تغلق جفنها وعندما حاولت سمعت صوت عادل يتحدث، لم تتبين ما يقوله، ولكنها حاولت جاهدة الاقتراب منه وسماع ما يقول، وجدت كلمات قصيرة "علياء، أحبك، أنت من أجبرني على أن أفعل ما أفعله، لا تتركيني، علياء" أدركت علياء من هيئة عادل أنه مازال في مرحلة البنج وأنه مازال لا يدري ما يقوله، ولكنها كانت مخطئة في ذلك.
فعندما بدأ عادل يسترد وعيه لم يتوقع أن يجد علياء جانبه، وجدها متعبة باكية، تستجديه أن يعيش ظنا منها أنه لا يشعر بها، وقالت له:
"مازالت أحبك يا عادل، لم يتوقف قلبي عن حبك حتى بعد ما قلته لي، كيف أجعلك تصدق أني لست عاهرة أو ساقطة، لست كالنساء الذين تلقي بهن وتفعل معهن ما تفعل، أخاف الله وأراعي حدوده لأنه موجود ويراني أينما كنت، لا أهل ولا رقابة تجعلني أبتعد عن الحرام، فقط خوفي من الله. كنت أظن أنني كرهتك ولم يعد هناك مكان في قلبي لك، لقد أكثرت من إهانتي رغم عدم إهانتي لك، أهنتني في كل مرة تسافر فيها وتعود وأنت تعرف أنك تحمل بقايا خطاياك على ملابسك جراء مغامراتك العاطفية، لم تكلف نفسك حتى عناء إخفاء ما قمت به، أعلم نظرة استمتاعك بإهانتي، لذلك تظاهرت بعد الاهتمام، تركت لك الغرفة ونمت في غرفة عمتي بعد وفاتها، ولكنك لم تكترث حتى أن تسألني لما تركت غرفتنا. كنت أخدمك بحب بعد الوعكة الصحية التي ألمت بك في أول زواجنا، وكنت تقابل ذلك بالإهانة، وتحملت بسبب حالتك الصحية، أصبحت تعيب عدم حملي رغم مرور فترة طويلة على زواجنا، ولكن هل كنت ستشعر بالسعادة إذا أنا حملت؟؟!! لقد اعتقدت أن حبك ذبل في قلبي ومات، ولكن كل الحب ظهر مرة أخرى حين سمعت صوتك يستنجد بي ويستغيث، لقد اتصلت بي أنا ولم تتصل بغيري، كم شعرت بأهميتي عندك في تلك اللحظة، لم أكن أدري ماذا أفعل، أعانني محمد ووالدي على التفكير والتصرف، لذا لن أتركك حتى تعود لك صحتك، وبعد ذلك لأتحمل منك ما تفعله، أحبك يا عادل ولكنك لا تفهم، أرجوك أن تعيش، أن تتمسك بحياتك، فأنا لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونك حتى وإن كنت تعاملني بهذه القسوة، آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا عادل يا من أحببتك قدر ما كرهتك، ولكن للأسف اكتشفت الآن أني لم أكرهك أبدا". كان عادل يشعر بما حوله؛ شعر بها بجانبه، وسمعها وسمع كل ما قالته هذه المرة. رغم توقعه أنها أول من سيفرح بخبر وفاته، ولكنه فوجئ بوجودها وكلامها له. استمع لكل ما قالته علياء، ولكنه غير قادر على الكلام أو حتى الحركة، كان يرد في كلمات متفرقة لتظنه نائما، كم سعد بكلامها معه وهي تعلم أنه فاقد الوعي، كان يتوقع أن تسبه، تحاول النيل منه، تعترف له بخطيئة ارتكبتها، ولكنها لم تفعل، أعلنت عن حبها له رغم قسوته معها، وكانت تطلب منه أن يعيش حتى وإن لم يتغير معها، فرد عليها بكلماته المقتضبة.
عندما سمعت علياء صوته، لم تستطع أن تحبس دموعها فأطلقت لها العنان، لا أحد في الغرفة ولا أحد يسمعها أو يراها، فرحت لأنه بدأ يتكلم، بدأت تدب فيه الروح ثانية، فرحت لأنه حتى وهو في غائب عن الوعي بسبب المخدر والعملية يذكرها، ويعتذر.
نامت علياء وهي جالسة على الكرسي بجانب فراشه، واستيقظت فزعة عندما وجدته يحاول إيقاظها، "عادل، ءأنت بخير، أتشعر بخطب ما" عندما وجدها جزعت كذلك أمسك على يديها أن اطمئني، وحاول أن يبتسم، حتى هدأت لتعرف ما يريد، ضغطت على زر استدعاء الممرضات وجاءت الممرضة لتطمئن عليه وعندما أفاق ذهبت الممرضة لتستدعي الطبيب للكشف عليه والاطمئنان على صحته. اتصلت علياء بوالدها لتطمئنه وتقول له أن عادل أفاق وتسأله عما توصل إليه، وقال لها أنه هو محمد ومأمون في الطريق للمستشفى.
عندما وجدت علياء أن عادل استرد وعيه ولكنه مازال غير قادر على الحركة أو الكلام، لم تعد تتحدث إليه، في حبها له، عادت لما كانت عليه قبل الحادثة، وجه بلا تعبير، فهم عادل أنه هو من تسبب في ذلك الأمر، لو كان عاملها بالحسنى، وحاول أن يتقرب إليها لكانوا في أفضل حال، ولكنه متعب ولا يستطيع أي شيء الآن.
جاء عبد الخالق ومحمد ومأمون واطمئنوا على عادل، وطلبت الشرطة التحدث مع عادل للوصول للجاني.
لم ير عادل وجه الجاني، لقد كان يخفي وجهه بقناع ويرتدي القفازات، عندما ذهب ليفتح الباب ليذهب إلى عمله وجد أمامه شخص لم يتحدث فقط وجه له المسدس وأطلقه، عندما وجد عادل المسدس مشهر في وجهه حاول الجري والهرب والابتعاد عن المسدس خاصة أن الرصاصة قد أطلقت بالفعل، جرى الجاني بمجرد أن رأى إصابة عادل وظن أنه قتله، أخرج عادل أثناء محاولته الابتعاد عن المسدس هاتفه ليستغيث، ولا يدري لما اتصل من هاتفه على رقم علياء ليستنجد بها بعد أن استقرت الرصاصة في صدره، لم يعد يستطيع الكلام فأغلق الهاتف ولم يشعر بشيء آخر.

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...