مر على تخرج
فريدة من المدرسة أربعة أعوام اضطر خلالها محمود لترك المدرسة والذهاب لمدرسة أخرى
بسبب شكوى أولياء الأمور من صغر سنه وحب الطالبات له، وبالفعل ترك محمود المدرسة وذهب
إلى مدرسة أخرى للذكور بالقرب من سكنه ونسى فريدة إلى حين أن يكون نفسه ولم يعرف
عنها شيء، حتى تفاجأ بعد أربعة أعوام أنها تخرجت من الجامعة ولم يعد يعرف عنها
شيئا خاصة بعد أن تركت عملها في الكافيه الذي كانت تعمل فيه.
لم يعرف أن
الصدفة وحدها جعلتها مدرسة في ذات المدرسة التي كان يعمل بها، بعد أن فرحت فريدة
أنها ستكون معه في ذات المدرسة فوجئت أنه تركها ولا أحد يعلم إلى أي مدرسة ذهب،
شعرت أن هذه هي الدنيا تلقيها في جانب واحد مع علاء زوجها، لقد تخرج كلاهما وعملا
في ذات المدرسة هو مدرس للتاريخ وهي مدرسة للغة العربية، لم يعرف ابدا علاء عن
حبها المكتوم لمحمود، حتى ميساء لم تخبر علاء ابدا عن ذلك، لأنها تعلم استحالة
زواج كليهما وكانت تعتقد أن محمود فقط معجب بذكائها ونباهتها في المدرسة، لم تعرف
ميساء ابدا أن محمود هو اخيها كما هو علاء، لأن أحدا لم يفكر أن يعرف اسم محمود
الكامل.
بعد مرور
ثلاث سنوات من انتقال محمود إلى مدرسة جديدة تعرفت والدته على جارة جديدة لهم ولها
ابنة تصغر محمود بأربع سنوات، كانوا في ظروف متواضعة ولكن الابنة كانت طيبة
واحبتها كاميليا لذا ضغطت على ولدها للزواج منها، وبالفعل تزوج محمود من دعاء
جارتهم بعد مرور سنة واحدة من الخطبة، وانجب منها توأم فريدة وعلا، لم يستطع نسيان
فريدة لذا اصر على تسمية الابنة الأولى فريدة والثانية علا كما كانت تحب دعاء،
بالطبع لم تعرف دعاء أن فريدة هو اسم غريمتها في قلب زوجها، فقط أمه كانت تعلم، قد
حاولت كثيرا اثنائه عن هذا الاسم دون ذكر السبب أمام دعاء ولكن كانت بينها وبين
ولدها تذكره دائما أن عليه نسيان تلك اللقيطة التي لا تليق به وبعائلته الكبيرة
ذات الحسب والنسب.
مرت السنوات
على محمود وفي كل يوم يتمنى أن يجد أي أثر لمعشوقته، حتى لو تزوجها سرا دون علم
والدته، ولكن والدته كانت دائما تحاصره حتى لا يفعل ذلك، كانت دائما تحاول أن
تجعله لا يرى سوى زوجته، لا تريده أن يكون مثل والده، نعم كانت تعلم أن والده
مزواج، وأنه تزوج الكثيرات عليها، كان يتزوج لفترة ثم يترك زوجته، كثيرات منهن من
كن يكلمنها ويصفن لها كم هو رومانسي وعظيم، وكن يردن منها صنع المشكلات معه حتى
يظهرن إلى النور ويظهر زواجه بهن ولكنها كانت أعقل من ذلك، في كل مرة كانت تعرف
أنه تزوج تتفنن في ارضائه دون أن تقول حرفا واحدا وتحاول أن تنجب له طفلا جديدا،
وقد كرمها الله بثلاث ذكور منه، لذا قررت الاحتفاظ به لها وحدها مهما كلفها هذا
الأمر من عناء ومشقة كتم غيرتها وغضبها من زواجه المتكرر ولكنها كانت تقول لنفسها
أنه يخرج ويعود لها في نهاية اليوم ولا يبيت ليله بالخارج ولا يعلم عنه احد شيئا
لذا، لن تكون هي السبب في أن يعرف أحدا بنزواته، كانت تعلم أنها مجرد نزوات له،
وسوف تموت بمجرد أن يقضي وطره منهن، لذا تركته يفعل ما يحلو له بعيدا عنها وعن
بيتها الذي حافظت عليه لمدة عشرة أعوام هي حياته التي قضاها معها.
أما عن دعاء
فكنت تشتكي لوالدتها دوما من أن محمود يناديها بفريدة خاصة في الأوقات الحميمة
التي يكون فيها جيدا معها، فنصحتها والدتها بعدم التكلم في هذا الأمر مرة أخرى وأن
تحاول جذب محمود لها بمعاملتها الجيدة له وعدم مناقشته في الاسم الذي يناديها به،
وزاد ألمها عندما أصر أن يسمي ابنته فريدة، كانت تعلم أنها محبوبته التي لم
يتزوجها وخبت ألمها من ذلك وقبلت أن تكون ابنتها فريدة حتى يكون له سبب في
مناداتها باسم ابنتها هكذا سيكون السبب أنه يحب ابنته كثيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق