جاءت الفترة
التدريبية في الكلية لكل من علاء وفريدة، ومن حظ فريدة أنها التحقت بمدرسة بالقرب
من العمل الخاص بها، أما علاء فكانت المدرسة التي التحق بها للتدرب بها بعيدة عن
المنزل والعمل وبالتالي كانت فريدة تذهب بعد المدرسة إلى العمل وحدها واضطر علاء
إلى العمل في وردية عمل أخرى بسبب تأخر وقت وصوله واضطرت فريدة إلى الذهاب وحدها
بعد العمل إلى المنزل لمساعدة ميساء.
-
هاه يا فريدة، عملتي ايه مع علاء؟
-
في ايه يا ميساء؟
-
كلمك؟
-
ابدا
-
ليه كده بس؟ طب حاولي تمهدي ليه الطريق
-
اعمل ايه يعني يا ميساء أوقله والنبي خليني
مراتك بجد
-
لا يا فالحة قولي له بحبك
-
لا مش ح اقولها، أنا كرامتي غالية عندي
-
كرامتك ولا لسه بتحبي محمود
-
محمود انتهى يا ميساء، عمرنا ما ح نبقى لبعض
وأنا كنت ليه مجرد طالبة مجتهدة بيساعدها وصعبان عليه ظروفها، لو كان بيحبني كان
أتكلم، وحتى لو أتكلم نسيتي محمد ولا ايه، احنا اتكتب علينا نعيش كده مجروحين من
الدنيا وعمرنا ما ناخد اللي عايزينه
-
مش بقولك لسه بتحبيه
-
مش بحبه أنا تعبانة من الدنيا قوي يا ميساء
ومخنوقة منها نفسي أحس اني انسانة وليها حقوق نفسي أعيش بجد
-
طيب ما تكلمي علاء وتقولي له الكلام دا
-
علاء بيشفق عليا مش بيحبني
هنا دخل علاء
وكانت فريدة ظهرها إلى الباب فلم تشعر بدخوله وهي تتكلم فأشار إلى ميساء ألا تقول
شيئا عن دخوله وأكملت فريدة
-
علاء حاسس بالمسؤولية تجاهي أنا وانتي لكن مش
بيحبني وأخاف لو عرف إني فعلا بحبه يشفق عليا ويسيبني مع اول واحدة قلبه ينبض ليها
-
ومين قالك إني ح اعمل كده يا فريدة؟
-
علاء! انت هنا من امتى؟
-
هنا من أول بيشفق عليا، صدقيني يا فريدة أنا
والله بحبك وكنت خايف أقولك تفتكري أني بجبرك على الجواز مني، والله العظيم بحبك
من احنا صغيرين، شفت فيكي كل حاجة امي واختي وصحبتي وحبيبتي، أنتي كل حاجة ليا
فريدة، تقبلي تتجوزيني
هنا اندهشت
فريدة من كم المشاعر التي شعرت بها في كلام علاء، لقد استشعرت صدقه واستشعرت الحب
في كلامه، الحب الذي طالما حلمت به مع محمود، الحب الذي تمنت أن تجده في يوم من
الأيام لتعوضها به الدنيا عما أخذته منها، لتعوضها عن أحلامها التي تلاشت لمجرد
كونها لقيطة، لم تشعر بنفسها إلا وهي ترمي بنفسها في حضنه وتقول له والدموع تملأ
عينيها
-
احلف انك مش ح تبعد عني ابدا وانك عوض الدنيا
ليا، احلف عمرك ما ح تكسرني ولا تعايرني في يوم باللي كان
-
اعايرك بايه يا فريدة، حد يعاير نفسه، انتي
نفسي، انتي أنا، واللي كان طالنا احنا التلاتة محدش فينا غلطان، الغلط غلط الدنيا
فينا ومعانا، احنا اتظلمنا واللي اتظلم استحالة يظلم فهماني، احنا اتظلمنا وانا
اوعدك اني عمري ما ح اظلمك يا قلبي ويا عمري
-
احم احم أنا هنا
-
اسف يا ميساء بس عمري وفي احلى احلامي ما كنت
أتوقع ان فريدة فعلا تحبني
-
واديها حبتك يا سيدي، انتم ح تخلصوا امتى
التدريب بتاعكم دا
-
الأسبوع الجاي
-
تمام، يبقى الأسبوع الجاي بعد ما تخلصوا
تدريب تاخد فريدة يومين في أي فندق وتقضوا يومين عسل بس عارف لو نسيتني ونسيت عادل
زميلي انت حر
-
لا يا ستي والله ما نسيت تحبي اقولك رأيي ولا
ح تزعلي
-
قول
-
ما ينفعش يا ميساء
-
ليه بس
-
عشان بتاع ستات وراح سأل عنك في دار الايتام
اللي كنتي فيها واتأكد إنك يتيمة ومالكيش حد عايز يلعب بيكي شوية ويسيبك
-
اه الغبي، لو كان سألني كنت رديت عليه على
طول، لكن طالما بيلعب من ورايا خلينا نلعب شوية. كويس انك عرفتني
-
ناوية على ايه يا مصيبة
-
ابدا ناوية بس الاعبه زي ما بيلعب معايا
-
على فكرة هو متجوز
-
يا نهار ابوه اسود
-
وعنده ولد وبنت
-
يا نهار ابوه اسود ومنيل بستين نيلة وعرف
يخدعك يا ميساء
-
تخيلي يا فريدة لكن على مين والله لاوريه
النجوم في عز الضهر
-
طب ياله يا اختي منك ليها نحضر الاكل ح اموت
من الجوع
ودخل ثلاثتهم المطبخ لتحضير العشاء ولأول مرة ترى فريدة نظرات الحب في عين علاء وهو بجانبها على المنضدة يتناولون العشاء وفكرت لو أن الذي بجانبها كان محمود ولكن لا يهم بالنسبة لها الآن، ما كان يهمها هو أن تجد من يحبها لتخلص له قلبها وتحبه، تريد أن تحصل على الحب والحنان الذي حرمت منه، تريد أن تحيا، أن تجد طعم الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق