مرت الشهور
وعلم الجميع بموقف كل واحد منهم تجاه الآخر وعلمت ميساء أن لا أخ حقيقي لها سوى
علاء، وضعت فريدة توأما ولد وفتاة أسماهما علاء مازن وروفيدا وفرحت بهما ميساء
كثيرا لقد أصبحت عمة لأطفال صغار، عمة حقيقية وليس كما هو الحال مع محمود ومحمد
وعمر، إنها كانت عمة لأولادهم، ولكنهم قرروا الابتعاد والاكتفاء بمكالمات هاتفية
في المناسبات وفقط وبالتالي أصبحت عمة حقيقية لمازن ورفيدا.
قابلت ميساء
وحيد، جار لهم انتقل حديثا إلى البناية قابلته صدفة وهو يخرج من الشقة المقابلة
لهم، شخص وحيد اسم على مسمى لا أهل معه هو وحده، متوسط الطول اسمر البشرة شاهدها
كثيرا وهي تخرج مع علاء وسأل عنها البواب وعلم أنها أخت علاء حيث انتقل علاء من
البناية التي كانوا فيها في بداية الزواج إلى بناية جديدة يعلم الجميع بها أن
ميساء اخته وليست زوجته انتقل قبل ولادة فريدة ولم يخبر اخوته بالعنوان الجديد حتى
يقطع أي فرصة قد تجمع بين محمود وفريدة ليطفئ نيران غيرته من أخيه وهناك انتقل
وحيد إلى شقته بعد وصولهم بشهر واحد كانت فريدة قد وضعت فيه توأمها وأعجب بميساء
وأخلاقها بعد راقبها كثيرا وتقدم لها وعلم أنها مطلقة، لم يعلم بما حدث لها سابقا،
لقد أصبحت صفحة من الماضي طواها الزمان ولم يصبح لها أي صفة في الحاضر، فميساء
مطلقة وبالتالي هذا تبرير لعدم عذريتها لا تحتاج معه إلى الكلام عن الماضي السحيق،
وحيد هو الآخر تربى في دار الايتام ويعمل محاسبا ليس له أهل فهو لقيط ولم يبال
علاء بذلك فهو قد ذاق طعم اليتم وعدم وجود الاهل وتزوجت ميساء من علاء وعاشت معه
في الشقة المقابلة لشقتهم.
مرت الأيام
وحملت ميساء هي الأخرى في توأم أيضا وكأن القدر يكافئهم على صبرهم على ما أصابهم
وأنجبت علاء وفريدة كم سعدت بذلك، بأن أصبحت أمًا هي الأخرى كم هو شعور رائع أن
يكون لك أبناء هم جزء منك تهتم بهم وتراعاهم وتهتم بشؤونهم كلها.
أنجبت فريدة
توأما آخر هو ميساء وعمر لم تشأ أن تسمي أي من أبنائها محمودا لكي تأد أي مشاعر قد
تكون منها له، ومرت الأيام والسنون وكبر الأبناء وتخرجوا جميعا من الجامعة وتزوج
مازن من فريدة ابنه عمته وتزوج علاء من ميساء ابنة خاله أما باقي الأبناء فتزوجوا
من زملاء لهم بالجامعة ومرت السنون وأنجب الأولاد وانقطعت أخبار اخوة علاء تماما
خاصة بعد وفاة والدتهم التي ظن علاء أنها سبب انقطاعهم عنهم، ولكن بموتها تبين
أنهم هم من أراد ذلك. لم يلتق أبناء العم سوى مصادفات في الجامعة والعمل، يعلمون
أنهم أقارب ولكنهم يعلمون أنهم أقارب غير مرغوب بهم.
ظلت فريدة
تبحث عن وجه محمود في وجوه المارة خاصة بعد وفاة علاء عقب زواج آخر أبنائهم، ظلت
تبحث عن محمود ولا تعلم ماذا سيفعل إذا رآها وهل هو يحبها أم لا.
أما محمود
فقد توفت دعاء بعد صراع طويل مع مرض السرطان أتى على كل ما ادخره محمود. تمنى
محمود لو يرى فريدة ولو صدفة، ولكن القدر كان جادا معهما فلم تجمعهما أي صدف حتى
توفى كل منهما وهو يحب الآخر ويتمنى لو يراه ويجتمع شمله به.
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق