الأحد، 14 نوفمبر 2021

الفصل العاشر

 

عندما علمت فريدة بحملها فرحت كثيرا كونها ستصبح أمًا، وكذلك علاء الذي فرح أنه سيكون أبًا لأول مرة في حياته، مولود جديد سيوطد علاقته مع زوجته التي شعر بتغير بسيط فيها بعد زيارة محمود ومحمد وعلاء، ولكنه أعزى هذا التغير لعلمها بالحمل الذي سوف يغير حياتهما إنه حلم جميل يتمنى كل منهما أن يكتمل. ولكن ميساء عندما رأت محمود وشاهدت ما حدث لفريدة علمت على الفور أنه محمود الذي أحبته فريدة، علمت أن زوجة أخيها تحب أخيها الآخر ولم تعرف ماذا تفعل غير أن تواجه فريدة لتعلم ماذا تنوي أن تفعل:

-         هو دا محمود اللي حبتيه يا فريدة

-         للأسف هو دا يا ميساء

-         وناوية على ايه؟

-         ولا حاجة، أنا حامل من علاء وهو بيحبني وأنا حسيت بقربي منه الفترة اللي فاتت، محمود أصبح مجرد ذكرى لمشاعر جميلة في وقتها لكن دلوقتي اللي حاسة بيه ناحية ابني وناحية علاء أقوى بكتير

-         طب ولو فيه تعامل؟

-         أنا ماليش لازمة أكون موجودة باستمرار أنا مجرد زوجة أخوكم لكن الزيارات ليكم وقليل ح أكون موجودة وح أكون مع مراة محمود يعني هو كمان ما ينفعش يفكر فيا دا لو كنت أساسا في دماغه

-         طمنتيني يا فريدة كنت يا فريدة تكوني لسه بتحبيه

-         حب ايه، اللي زيينا مالوش انه يحب اللي زيي تحمد ربنا إنه زوجة وأم دلوقتي مع واحد بيراعي ربنا فيها والحمد لله إن ظروفه غير ظروفي ابني أو بنتي ح يكون ليهم أهل مش زيي

-         يعني مش بتحبي علاء؟

-         علاء هو كل حياتي، قبلني زي ما أنا وهو عارف كل حاجة عني وبيحبني ودا يخليني اشيله فوق راسي

-         بتحبيه؟

-         بطلت اعرف احب، بس بشيل اللي قبلني بحالتي فوق راسي، هو حياتي حاليا بينافسه ابني اللي جاي في الطريق يا عمتو

-         الله، حلوة عمتو، ياه ليا حد صغير ح ينور حياتي

احتضنت كل منهما الأخرى، اطمأنت ميساء من مشاعر فريدة تجاه محمود، حيث كانت تخاف من مواجهة محتملة بين الأخوة ولكن الله سلم منها، ولم تعلم ميساء حتى ذلك الوقت رفض اخوتها وجود صلة بينهم، ولكن شعرت أنهم غير مرتاحين لوجود اخوة جدد عدا محمود الذي بدا مرحبا، ولكنها كانت تخشى من نظرات محمود العاشقة التي كانت موجهة صوب فريدة، تعلم أن فريدة لم تشعر بها، فقد كانت في مكان آخر تذكرت معه ذكرياتها معه ولكنها لم تركز معه خاصة عندما أتى مع زوجته كما فعل اخوته، كل منهم أحضر زوجته وأبنائه كي يتعرفوا على عمهم وعمتهم وزوجة عمهم، وفوجئ الجميع عندما أغشي على فريدة ولم يعلم أيهم وقتها أنها لم تصدق عينيها عندما وجدت حب حياتها أمامها وكونه أخي زوجها. رأت ميساء نظرات العشق والخوف في عين محمود وقت أغشي على فريدة ووجدت نظرات الغيرة في عيون زوجته وخاصة أن ابنته اسمها فريدة وقد ربطت ميساء كل ذلك لتعرف أن محمود هو الآخر يحب فريدة درجة الجنون ولكنها لا تعرف لماذا لم يصارح فريدة بذلك ويتزوجها، ففريدة لا تخفي شيئا عن ميساء ولو كان قد فعل لعلمت هي بذلك حتى لو رفضت فريدة الزواج بسبب ما حدث لها سابقا لكانت قد أخبرت ميساء عن اعتراف محمود، ولكن فريدة قد أغلقت الباب أمام هذا الموضوع بعقلها الذي أثنت عليه ميساء، تعلم عقل فريدة ورجاحته وتعلم أنها لن تخرب علاقة بين أخين وكذا لن تتسبب في الفصل بين أب وابنه أو ابنته.

تتذكر ميساء عندما أتت الطبيبة للمنزل للكشف على فريدة عند الاغماء عليها وطلب تحليل البول الذي طلبته وأجرته فريدة في المنزل الذي أثبت حمل فريدة وفرحة فريدة وعلاء بهذا الطفل الجديد الذي وثق العلاقة بينهما وجعل فريدة تشعر بشعور جديد عليها وهو أن تكون أمًا لطفل من دمها، أن تكون امًا في أسرة سوية طبيعية.

أما فريدة فرغم أنها فرحت كثيرا بحملها وكونها أمًا إلا أنها كانت تفكر في علاقتها حاليا بمحمود حب حياتها، حبها الذي وأد في بدايته، لم تعلم أنه يحبها فقد كانت في حيرة من أمرها أهو يحبها أم مجرد اشفاق عليها وعلى حالها، ولم تعلم كيف تتعامل معه في ظل الظروف الراهنة لقد رأت الغيرة في عين زوجته ولم تعلم سببها وتقر في نفسها أنها فوجئت أن ابنته اسمها فريدة وقد أعزت ذلك إلى الصدفة البحتة، ولكنها قررت البعد تماما عن اخوة زوجها حتى لا تجد نفسها في وضع لا تحسد عليه، قررت سوف تجد آلاف الحجج لعدم الذهاب لهم وعدم مقابلتهم حتى لو مصادفة ولم تعلم أنهم قد قرروا اغلاق هذه القرابة إلى أجل غير مسمى.

أما علاء، فقد احتار في نظرات محمود لفريدة عندما أغشي عليها لقد رأى لهفة عاشق في عينيه، لا يعلم علاء عن حب فريدة لمحمود أي شيء ولا يعلم أن محمود هو أستاذ اللغة العربية الذي درس لفريدة في الثانوية وأنها أرادت أن تكون مثله حتى تلقاه وتكون في مستوى مناسب له، احتار في تلك النظرات ولم يستطع أن يتحدث خاصة عندما وجد نظرات الغيرة الواضحة في عيني دعاء من فريدة ولم يفهم السبب ولكنه قرر لن يضع النار بجانب البنزين ولن يترك الغيرة تأكل قلبه لذا لن يأخذها في زيارة اخوته ولن يتسبب في لقاءات تسبب له شخصيا الغيرة من أخ له تمنى في السابق وجوده.

أما محمود فقد قرر قطع علاقته بعلاء وميساء الا من مكالمات هاتفية كل مناسبة حتى لا ينقطع الود كليا، وحتى يقطع كل سبيل له بلقاء فريدة التي عاد اشتعال حبها في قلبه كما كان في السابق عندما رآها ولكنه فوجئ عندما اتصل يطمئن عليها من علاء أنها حامل، لقد فوجئ أنه تعيش حياة طبيعية وأنها زوجة وزوجة لمن؟ّ! إنها زوجة أخيه، قرر الاكتفاء بالمكالمات الهاتفية على جوال علاء حتى لا ترد هي عليه، أراد قطع كل سبيل للتواصل حتى لا يخون أخيه ولا يخون زوجته، نعم يحبها وحبها يقض عليه مضجعه، ولكنه حب محكوم عليه بالإعدام، حب كتب عليه أن يموت قبل أن يبدأ، لم يعلم محمود أن فريدة كانت تحبه هي الأخرى وأنه أول حب في حياتها لم يعلم ذلك ولم تقل هي أي شيء لأنه لم يخبرها عن مشاعره.

لقد كتم كل منهما مشاعره عن الآخر، هو بسبب والدته ورفضها زواجه من لقيطة وهي لأنها لم تعرف أنه يحبها وظنت تصرفاته معها مجرد اشفاق على حالها كما أنها خافت لو علم بما حدث لها سابقا كيف سوف يتصرف ففضلت الصمت وكتم مشاعر كانت لها منفذ نور في طريق ساده الظلام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...