-
اخبار الكوابيس ايه دلوقتي يا فريدة
-
الحمد لله يا علاء قلت شوية
-
عارفة تنامي؟
-
الحمد لله
-
طب ايه رأيك لو أخلي ميساء تنام معاكي وأنام
أنا في أوضة ميساء
-
ليه بتقول كده
-
من رعشتك يا فريدة لو لمستك غصب عني، من نظرة
عينك لو ايدي لمست ايدك بالغلط بحس بالعجز وأنا سبب ألمك وحزنك مش قادر استحمل دا
كان قد مر
على زواجهما شهر ونصف الشهر وهي مازالت تتلقى علاجها، تركت الكافيه الذي تعمل فيه
واكتفت بعملها في المدرسة وأصر علاء على ترك ميساء العمل وأن تظل في المنزل حتى لا
يضايقها أحد في عملها خاصة بعد نشر عادل خبر كونها لقيطة في مكان عملها وبدأت
بالفعل المضايقات لها في محل عملها. وافقت ميساء على ترك العمل فعلا، واضطرت إلى
الاكتفاء بعملها في المنزل وتحضير الطعام لعلاء وفريدة عندما يأتون من العمل وبدأ
علاء في إعطاء مجموعات ودروس التقوية للطالبات حتى يحسن من دخلهم ورفض أن تقوم
فريدة بذلك واكتفى أنها تعمل معه في المدرسة وبعد إصرار من فريدة وافق أن تعطي
مجموعات التقوية في المدرسة فقط، خاصة أن فريدة أشاد بها الجميع في مادتها وأنها
بالفعل أستاذة في تلك المادة، ولم يعرف أحد السبب في ذلك، إنها تحاول أن تكون
امتداد لحبها الأول، امتداد لمحمود.
في عيادة
الطبيبة النفسية
-
أستاذ علاء ايه الاخبار؟
-
من ناحية ايه؟
-
كل حاجة، نبدأ مثلا بشغلك
-
الشغل الحمد لله تمام كله تمام
-
عملت ايه في الجيش
-
عملت قيد عائلي، واكتشفت اني ليا ثلاث اخوات
ذكور بس للأسف ما عرفتش هما مين أو فين وأخدت اعفاء من الجيش عشان متجوز وأنا عائل
الزوجتين
-
طب كويس انك عملت كده عشان ما تبقاش متهرب من
الخدمة العسكرية، ما حاولتش تعرف مكان اخواتك؟
-
لا
-
ليه؟
-
ح أقول لهم ايه، أنا اخوكم بس ابوكم خبا
عليكم انه متجوز، محدش ح يصدق كلامي وبعدين لو كانوا عايزين يعرفوني كانوا هما
كمان دوروا عليا، ما هما اكيد دخلوا الجيش وعملوا نفس القيد العائلي
-
انت بتقول انهم تلاتة، يعني طبيعي عارفين ان
ليهم جيش، اكيد مش ح يعرفوا ان ليهم اخ رابع؟
-
ازاي؟ ما انا عرفت اني ليا تلت اخوات من
القيد العائلي يعني اكيد هما كمان عارفين ان ليهم اخ رابع
-
طيب مش مشكلة موضوع اخواتك دلوقتي، انت
احساسك ايه لما عرفت ان ليك اهل ومش مقطوع من شجرة
-
ما تغيرش كتير انا مش ناسي عمي واللي عمله
معايا ورفضه اني اورث من ابويا واكله ميراثي من امي
-
بتكرهه؟
-
جدا
-
ليه؟
-
لولا اللي عمله كان ممكن أكون مع اخواتي أو
أعيش كويس ومستريح بفلوس والدتي، كان ممكن اتربى في بيت وسط عيلة ومكنتش اتبهدلت
في حياتي زي ما حصل لي
-
بس ساعتها ما كنتش ح تعرف ميساء ولا فريدة
-
دول أفضل حاجة حصلت لي في حياتي
-
بتحبهم ؟
-
جدا
-
وفريدة عاملة معاك ايه؟
-
لسه بتخاف مني، مكنتش متوقع ان رعشتها في
قربها مني خوف كنت فاكرها من الحب لغاية ما حضرتك لفتي نظري لدا، نفسي اقابل محمد
واقتله على اللي عمله فينا
-
للدرجة دي بتكرهه
-
لأنه خلاني مش قادر أقرب من حب حياتي، دايما
في حاجز بينا رغم حبي ليها بخاف عليها مني، بخاف إني ما اقدرش اسيطر على نفسي
ورغبتي أنها تكون في حضني، بخاف إني اتسبب في أذيتها من غير ما اعرف بحبها جدا
وخايف عليها
-
وميساء؟
-
ميساء زي اختي عمري ما قدرت أفكر فيها غير
كده
-
بس هي مش اختك هي مراتك برضه
-
بس عمري ما حسيت أنها حاجة غير اختي طول فترة
معرفتنا وأنا حاسس إنها زي اختي حتى خوفي عليها خوف الأخ ولما جابت فكرة الجواز
وافقتها عليها عشان خايف عليها ولما جت قالت لي زميلي عايز يتقدملي فرحت ليها ما
زعلتش أو حسيت حتى بغيرة بالعكس زعلت لما عرفت إنه طمعان فيها وإنه سأل عليها وعرف
إنها يتيمة كان فاكر إنها سهلة من غير ارتباط ولولا خوفي عليها كنت روحت له الشغل
ضربته كمان
-
فهمت، طيب ليه احساسك مختلف مع فريدة؟
-
مش عارف، من ساعة ما شفت فريدة أول مرة في
المدرسة حسيت إنها مسؤولة مني، في عنيها طيبة وبراءة عمري ما شفتها في عيون حد،
حسيت أد ايه الدنيا جاية عليها وظلمتها وتعبت جدا لما الحيوان دا اعتدى عليها كنت
عايز اروح اقتله بس للأسف كنت بلا قوة ساعتها حتى أنا اغتصبني، تجربة مريعة جدا
إنها تعدي على حد وحسيت وقتها ميساء وفريدة حسوا بايه وكانت فريدة صعبانة عليا جدا
وكنت عايز اعوضها عن اللي بيحصل ومش عارف ازاي
-
لو قلت لك عرف فريدة في كلمتين، تقول ايه
-
حب عمري
-
لو حب عمرك قالت لك مش بحبك أو مش قادرة أكون
زوجة ليك ح تعمل ايه
-
عمري ما ح اغصبها على حاجة حتى جوازنا ما
اصبحش واقع غير لما قالت إنها موافقة وكانت فرحانة كمان، واستغربت اللي حصلها من
بعد ما بقى الجواز فعلي
-
اللي حصلها طبيعي لأنها رجعت بيه للحظة
الصدمة ساعة الاغتصاب وكانت في دوامة بين إنك دا حقك وطبيعي يحصل لأنكم متجوزين
ونفورها وصدمتها من الاغتصاب اللي حصل زمان، دخلت في صراع نفسي ودا سبب شرودها
والكوابيس اللي مش بتسيبها دايما
-
طب أنا اعمل ايه، أنا بموت وأنا حاسس أنها
خايفة مني، بموت وهي تعبانة وأنا مش عارف اعملها حاجة
-
الطبيعي إنها ح تفضل فترة على كده لغاية لما
تتحل الصدمة مع العلاج طبعا المهم التزامك حسسها بحبك بافعالك دايما خليها دايما
حاسة انك السند والأمان ليها، فريدة مفتقدة الأمان في حياتها خليك انت الأمان،
وحسسها إنك واثق فيها ومستنيها مهما طال الوقت، هي بتتحسن بس محتاجين وقت شوية
-
تمام يا دكتورة
-
اشوفكم الأسبوع الجاي، وعايزة فريدة
وبالفعل دخلت
فريدة إلى حجرة الطبيبة
-
ازيك يا فريدة عاملة ايه النهاردة واخبار
الكوابيس ايه
-
لسه زي ما هي
-
لسه خايفة من علاء؟
-
لا، بالعكس علاء محتويني جدا، وحتى بيخاف
يلمس ايدي رغم اني عارفة انه بيعبر عن حبه ليا بانه يمسك ايدي ويبوسها
-
وانتي حاسة بايه ناحية دا
-
حاسة بالذنب
-
ليه؟
-
مراته ومش قادر يلمسها، مراته اللي لوثها
واحد تاني وسوق فرحتها ببيتها وزوجها، يمكن لو مكانش حصل كده ما مكنتش اتجوزت علاء
-
ندمانة على جوازك منه؟
-
لا خالص
-
وضحي
-
حاسة ان سبب جواز علاء مني انا وميساء مجرد
شفقة وإن حالنا واحد، لو مكانش دا حصل كان ممكن يحب ويتجوز براحته واحدة لسه زي ما
هي عذراء محدش لمسها، ماكانش شال مسؤولية بنتين في رقبته وهو في وقت المفروض فيه
يشق طريقه وحياته
-
حبيتي؟
-
مش من حقي
-
مش بسألك حقك ولا لأ، سؤالي حبيتي قبل كده؟
-
أه، بس طبعا كان من طرف واحد
-
ممكن تحكي لي وطبعا محدش ح يعرف حاجة عن
الكلام اللي بيدور بينا، اللي بيعرفه علاء هو ازاي يتعامل معاكي بس مش أكتر من كده
-
كنت في ثانوي، كان المدرس بتاعي شاب صغير لسه
متعين جديد وعايز يثبت نفسه، ما فرقش معاه كوني لقيطة بل على العكس كان بيتعامل
معايا على اني انسانة، وقف جنبي وساعدني في المذاكرة وكان بيشرح لي في الفسحة،
عارفة كنت بالنسبة ليه نموذج البنت الشاطرة اللي واقف جنبها عشان تثبت نفسها وتنجح
ويبقى ليه الفضل في دا، رغم ساعات عينه ونظرته كانت بتقول بحبك بس دا عشان أنا كنت
بقولها ليه مع كل نظرة، بس طبعا حتى لو كان بيحبني عمره ما كان ح يعدي اني مغتصبة،
احنا في مجتمع بيحاسب البنت دايما على أي غلط حتى لو مش غلطها أنا بتحاسب على كوني
لقيطة وبتحاسب على كوني مغتصبة وبتحاسب على كوني بنت
-
حاسة بايه
-
حاسة بظلم وقهر كبير، نفسي اموت عشان ارتاح
-
حاولتي تنتحري قبل كده
-
اه
-
وايه حصل؟
-
اول مرة كنت في دار الايتام بعد اللي حصل
ومعرفة الدار بيه من المدرسة ومعايرة ابلة ولاء ليا اني لقيطة وبنت ليل قررت اخد
السكينة واقطع شرياني وفعلا عملت كده بس للأسف اتلحقت، مشرفة الدار عدت بالليل
وأخدت بالها من الدم الموجود جنبي على السرير وفوقت لقيت ايدي متخيطة وبتشتم
وبيتقال عليا كافرة وأنا مش فاهمة فيه ايه، كل اللي كنت عايزاه اني اموت وارتاح
والناس كمان ترتاح مني، بعدها بفترة حاولت تاني بس المرة دي اشتريت ادوية منومة من
الصيدلية واخدت العلبة كلها، وبعدها ما حستش بحاجة غير وأنا في المستشفى متعلق لي
محاليل وعرفت ان ابلة ولاء مشيت بسببي
-
كنتي فرحانة أنها مشيت؟
-
اكيد
-
ليه؟
-
عشان أنا ما ليش ذنب اني وحيدة في غابة
عايشين فيها وفيها حيوانات شايفة اننا فريسة سهلة ليها، وحيوانات تانية بتتفرج
علينا واحنا بنتاكل وبتسقف للصياد كمان وناسيين ان الدور جاي عليهم هما كمان،
وولاء كانت من الناس اللي بتسقف مكانتش حاسة ولا عارفة اني مجني عليه مش جاني اني
فريسة مش صياد واني محتاجة حد جنبي عشان كده أما مشيت أنا فرحت رغم ان كل اللي جم
بعدها كانوا مش رحماء بس على الأقل محدش فيهم كا بيهيني ومن بعد ما مشيت ميس ولاء
وأنا محاولتش انتحر تاني غير......
-
غير ايه يا فريدة؟
-
غير بعد ما اتجوزت علاء بس للأسف ما عرفتش ما
قدرتش اعملها، كنت خايفة ان يبقى عذاب في الدنيا وعذاب في الاخرة وأنا مستنية
الاخرة عشان أقدر افرح واعيش كويسة اروح للعدل يجيب لي حقي من اللي ظلمني واولهم
ابويا وامي
-
بتكرهيهم؟
-
جدا
-
ليه؟
-
لأنهم جابوني غلطة ورموها في الشارع لكلاب
السكك وفعلا كلاب السكك نهشتني وما شوفتش رحمة غير من علاء، الوحيد اللي كان رحيم
معايا انا وميساء رغم ان معاملته لميساء مختلفة عن معاملته معايا، هو بيعامل ميساء
على انها اخته بجد مش مراته، أنا بحس انه بيعاملني على اني حبيبته وحاسة انه ما
يستاهلش مني اللي بعمله فيه واني اعذبه كده، كان يستاهل واحدة بنت ناس تحبه ويحبها
ويكون اول بختها
-
وليه ما تقوليش انه بيحبك انتي وعايزك انتي
-
إذا كنت انا مش عايزاني، هو ح يعوزني ازاي
-
بس هو عايزك وبيحبك فعلا يا فريدة، ركزي في
كل التصرفات اللي بيعملها عشانك وخوفه عليكي ولهفته لما بتتعبي واصراره اني تيجي
تتعالجي لما لقى الكوابيس تعباكي وبمناسبة الكوابيس بقى احكي لي اخر كابوس
-
حلمت اني في بيت في ابويا وامي وكانوا مش
مهتمين بيا وكمان كان ليا اخت ح تتجوز وكنت نايمة وقتها وصحيت لقيت ناس كتير في
اوضتي وانا بشعري وبهدوم البيت وكنت محرجة ومش عايزة حد يشوفني بشعري خصوصا ان كان
فيه رجالة في الاوضة وبعد ما خرجوا قمت من تحت الغطا ادور على هدوم الخروج بتاعتي
وطرحتي عشان اداري بيهم نفسي مالقيتش هدوم كل ما ادور على هدومي اللي كتير مش
بلاقي منها حاجة واسال امي ما تردش عليا كأني هوا ادور على ابويا مش لاقياه والناس
كتير ومنهم فاكريني بنت ليل وحاولوا يناموا معايا وانا رفضت وعمالة ادور على هدومي
وادور على اكل عشان جعانة ومش لاقية اكل ولا هدوم ولا حد مهتم بيا غير اللي عايزين
يناموا معايا لغاية لما الناس مشيت وجه تاني يوم ورحت الشغل شفت واحد من اللي
كانوا عايزين يناموا معايا وقلت له لو عايز انا في وقت الشغل لكن امبارح مكنش وقت
شغلي عشان كده ما نمتش معاك وصحيت مفزوعة وهو نايم معايا
-
انتي حاسة بالذنب على اللي حصل معاكي من
المدرس يا فريدة
-
حاسة اني كنت السبب واني كان المفروض اقاوم
بس انا استسلمت
-
حاسة انك كنتي مستمتعة باللي حصل؟
-
بالعكس انا كنت خايفة ومقهورة وحاسة بعجزي
على اني ارد اللي حصل
-
يبقى ليه بتلومي نفسك يا حبيبتي، اني اتظلمتي
وربنا قادر يرد لك حقك، ومكنش في ايديك حاجة تعمليها انتي مش مومس ودي مش شغلتك
بالعكس انتي انسانة فاضلة ومربية أجيال، لازم تثقي في نفسك يا فريدة، محتاجة تثقى
في نفسك ومحتاجة تعرفيها انك كنتي عاجزة ومقهورة ومظلومة ودا مش ذنبك دا ذنب
الحيوان اللي عمل كده واغتال طفولتك عشان هو حيوان مش عشان انتي وحشة. هاه اخبار
الدوا ايه
-
ماشية عليه
-
واضح انك بتلغبطي في الدوا
-
ليه بس
-
عشان الكوابيس المفروض الدوا مش ح يخليكي
تحلمي أو تفتكري احلامك واظبي على الدوا وانا ح اعدل لك الجرعات عشان تكون مناسبة
ليكي ويا ريت تحاولي تخرجي تتفسحي مع علاء لوحدكم، اخرجي معاه واديه فرصة يعبر عن
حبه مش مشكلة لو لمس ايديك وباسها لو هو بيحب كده عودي نفسك انه عادي دا جوزك يعني
مش حرام انه يعمل كده اخرجي بره الشرنقة يا فريدة اخرجي واتنفسي وانسي الماضي بكل
قسوته عارفة انه صعب بس احنا هنا عشان نخلي الماضي مجرد ذكرى وحشة بس مش مؤلمة،
لازم تتخطي الماضي عشان حياتك الجاية، حياتك تستاهل يا فريدة صدقيني انتي محتاجة
تعيشي، اشوفك الأسبوع الجاي. ومن فضلك عايزة ميساء
وبالفعل دخلت
ميساء إلى الطبيبة وبدأ الحوار بينهما
-
ازيك يا ميساء
-
الحمد لله
-
ايه اخبارك؟
-
مفيش جديد زي ما أنا
-
لسه ما قولتيش ليهم انك مش لقيطة؟
-
مش قادرة
-
ليه؟
-
حاسة كأني كنت بخونهم أو يحسوا إني أحسن منهم
-
مش ممكن يكون دا أفضل ليكم عشان تعرفي توصلي
لأهلك وكمان تقدري تحبي وتتجوزي بعد كده
-
ح أحاول
-
دلوقتي بقى يا ميساء عايزة تغمضي عينك وتاخدي
نفس عميق وترجعي لمرحلة الطفولة شايفة نفسك فين؟
-
في المدرسة
-
بتعملي ايه
-
محمد بيغتصبني
-
اوصفي لي المكان
-
الفصل كان صغير الدكك على صفين صف للبنات وصف
للولاد، والسبورة في نص الحيطة اللي جنب الباب وقصادها الناحية فيه البلكونة
-
الوقت كان امتى؟
-
كنا في الفسحة
-
وانتي كنتي لابسة ايه؟
-
مريلة المدرسة لونها أخضر
-
وهو كان لابس ايه؟
-
لابس تيشيرت أصفر وبنطلون جينز
-
اوصفي لي ملامحه في الوقت دا
-
بكاء
-
عارفة انه صعب بس لازم نتخطى الصدمة دي يا
ميساء كملي وأنا معاكي وجنبك ما تخافيش قولي لطفلتك الداخلية ما تخافش انتي وأنا
جنبها واللي حصل مش ممكن يتكرر تاني لأنها كبرت وبقت قوية وتقدر تدافع عن نفسها
وكمان جنبها اللي يقدر يساعدها على دا
انهارت ميساء
وانخرطت في بكاء عنيف تكاد تقسم من فرطه أن عيناها لونها بلون الدم، طمأنتها
الطبيبة وأعطتها حقنة مهدئة مع الوعد باستكمال المشهد مرة أخرى في المرة التالية
وطلبت منها اخبار كلا من علاء وفريدة أنها ليست لقيطة وأنا لها أهل.
ذهبت ميساء
مع علاء وفريدة إلى المنزل واستلقت في سريرها لا تعرف كيف تخبرهم بحقيقة كونها
يتيمة وليست لقيطة، ولكنها ذهبت في سبات عميق ورأت نفسها تحلم بوالدتها تحتضنها
وتقول لها ألا تحزن:
-
حبيبتي وحشتيني يا ماما
-
وانتي كمان يا قلب ماما تعالي في حضني
-
محتاجة لحضنك يا أمي جدا أنا تعبانة
-
أنا جنبك ديما يا بنتي ومش بعيدة عنك وكمان
اخوكي جنبك
-
أخويا؟!
-
أه أخوكي
-
أنا ماليش اخوات يا أمي
-
لا ليكي أخ، دوري توصلي
-
خايفة ما يرضاش يعترف بيا
-
ما تخافيش وارمي حمولك على الله
استيقظت مساء
وهي تهتف أمي، لا تتركيني يا أمي. هرع إليها علاء وفريدة واحتضنتها وميساء تبكي
وتنادي على والدتها
-
بتنادي على مين بس يا ميساء
-
بنادي على أمي وحشتني قوي
-
سلامة عقلك يا ميساء، ما احنا عارفين مالناش
اهل
-
بس أنا ليا
-
انتي بتقولي ايه
-
بقول يا علاء أنا ليا أم وأب بس ماتوا
والجيران جابوني هنا
-
انتي بتهرجي صح؟
-
لا يا فريدة بتكلم صح وح احكي لكم حكايتي
وقصت عليهما
ميساء قصتها وتدخل علاء
-
اسمك ايه بالكامل يا ميساء
-
اسمي ميساء علي محمود الخازندار
-
يا دي المصيبة انتي عارفة دا معناه ايه
-
مصيبة ليه يا علاء وايه المشكلة
-
المشكلة انك اختي يا هانم، أنا اتجوزت اختي
-
اختك ازاي مش انت لقيط يا ابني
-
لا يا فريدة أنا ابن علي محمود الخازندار
المدرس المزواج ودلوقتي المفروض نعمل ايه مش عارف وازاي عدى الاسم عليا من غير ما
أخد بالي
-
دي غلطتنا أنا وأنت يا علاء عشان محدش فينا فكر
إنه يقول حقيقته فكرنا إننا مش فارق إننا لينا أهل أو لا المهم إنهم رمونا هنا
زينا زي أي حد
-
يعني دلوقتي أنا الوحيدة اللقيطة فيكم، أنا ......
-
ما تكمليش يا فريدة، إنتي مش قليلة ومش أقل
مننا ولا إحنا أحسن منك كلنا زي بعض وبعدين انتي مراتي يعني عيلتي كلها وقطع لسان
اللي يقول عليكي كلمة وحشة
-
فعلا يا فريدة إنتي اختي ومرات أخويا وعمر
حالك ما كان نقص فيكي يا بنتي انتي فيكي طيبة تكفي الكرة الأرضية كلها وبعدين أهم
حاجة إني مش ضرتك
-
طب والحل يا بهوات دلوقتي
-
مفيش حاجة يا علاء انت تطلق ميساء رسمي يبقى
معاها قسيمة طلاق وتروح انت وهي تعملوا قيد عائلي وتطلع شهادة ميلاد ليك أنت وهي
وتدورا على اخواتكم طالما الاب مزواج يبقى الاخوات كتير
-
أنا فعلا عملت قيد عائلي عشان الجيش بعد الكلية
وعرفت إن ليا تلت اخوات رجالة كبار بس ما فكرتش اروح لهم، على فكرة يا ميساء احنا
لينا ميراث من أبونا
-
مش مهم الميراث الأهم هل اخواتنا فعلا ح
يقبلوا وجودنا معاهم وفي حياتهم ولا ح يبعدونا عنهم وعن حياتهم
-
أكيد ح يخافوا لنعيد تقسيم الميراث علينا تاني
ما تنسيش لينا ميراث أمهاتنا كمان لأن بابا مات قبل ما أمهاتنا تموت يعني الميراث
كله ح يتعاد تقسيمه تعتقدي كمان إن مرات بابا ح ترضى نصيبها يتقسم على تلاتة،
ونصيب ولادها يتقسم علينا كلنا، الحرب مش سهلة وصعبة
-
بس دا حقكم ولازم يعترفوا بيكم مش ذنبكم إن
أبوكم كان مزواج حاولوا يمكن تقدروا تقنوعهم يعترفوا بيكم