الأحد، 8 يناير 2017

يوميات مدرس



الحكاية الثالثة
النهاردة كان يوم مش طبيعي ليا أنا ويسر، أنا وهي متعودين نصحى الفجر نصلي الفجر أنا في المسجد وهي في البيت ونقرأ وردنا مما تيسر من القرآن لحد الشروق وبعدها يسر تحضر الفطار نفطر سوا وأنا أنزل أروح المدرسة ولو عندها محاضرات بدري ننزل سوا.
وصلت المدرسة ودخلت فصلي 3/3 كنت عندهم حصتين متتاليتين فلسفة وتاريخ، طبعا انتم عارفين اني بدرس تاريخ عشان قلة عدد المدرسين عندنا في المدرسة، استغربت النهاردة جدا لما لقيت هند بتبكي طول الحصة.
على فكرة 3/3 دا فصل من فصول المتفوقات عندنا، وهند من البنات الممتازة سواء أخلاقيا أو دراسيا، أول مرة أشوفها بتبكي من أول السنة وبصراحة استغربت جدا من الموضوع دا، أنا بقالي معاهم فصل دراسي كامل من ساعة تعييني في المدرسة
أنا: هند مالك في حاجة؟
هند: لا أبدا يا أستاذ اياد
أنا: مالك ليه مش مركزة وتقريبا بتبكي
هند: لا أبدا عيني دخل فيها تراب
طبعا أنا سكت وما علقتش وقلت ح أكلمها بعد ما نخلص الحصة، بس لاحظت البنات بتضحك من تحت لتحت، وأنا مش فاهم ليه، المهم كملت الحصة وهند تقريبا مش معانا، حاولت أكملها بين الحصص، ما اتكلمتش قلت استنى بعد الحصة التانية بتاعتي فيه فسحة، مش ح اسيبها كده. وفعلا اصريت انها تتكلم في الفسحة واستنيت معاها في الفصل عشان تحكي براحتها
انا: مالك بقى فيه ايه، وما تقوليش مفيش، مش دي هند اللي انا متعود عليها من اول الدراسة
هند: مفيش حاجة
أنا: اعتبريني اخوكي الكبير وقولي فيه ايه، انتي النهاردة في دنيا تانية خالص
هند: ابدا يا أستاذ اياد بس البنات في الفصل بيتعاملوا معايا وحش جدا، في بداية الدراسة كانوا كويسين وبعد كده اتغيروا
أنا: ازاي يعني؟
هند: حضرتك عارف اني منقولة السنة دي من مدرسة الحرية، ولسه دي اول سنة ليا هنا
أنا: ايوة عارف، ايه المشكلة؟
هند: انا يتيمة، ما اعرفش ليش أهل، في الأول البنات ما كانوش عارفين بس شافوا إني كويسة وشاطرة وما اعرفش مين بنت الحلال اللي قالت لهم يبعدوا عني عشان لقيطة.
وانهارت هند في البكاء، وبصراحة مش عارف هي ذنبها ايه يتقال عليها انها مش محترمة لمجرد حالة اتفرضت عليها
أنا: معلش يا هند أنا ح اتصرف في الموضوع دا، كونك يتيمة او لقيطة دا مش ذنب تتحاسبي عليه، كل واحد بيتحاسب عن افعاله هو مش أفعال غيره
هند: ارجوك يا أستاذ اياد مش عايزة حد يتكلم عليا تاني
أنا: ما تقلقيش، ياله انزلي فٌسْحِتِك وأنا ح اتصرف
كنت سعيد لما هند حست انها مش غلطانة، بس بافكر ازاي أحل المشكلة دي ولقيت أفضل حل إني اروح لاستاذة عفاف الاخصائية الاجتماعية وبالفعل روحت لها المكتب
أنا: أستاذة عفاف محتاج أتكلم مع حضرتك شوية
عفاف: اتفضل يا استا ذ اياد، خير؟
أنا: في عندي في الفصل بنت اسمها هند
وقبل ما أكمل كلامي قالت: اللقيطة اللي جاية من دار الايتام
استغربت جملتها صراحة بس كملت: ايوة اليتيمة اللي جاية من دار الايتام
عفاف: مالها؟
أنا: البنات عرفوا انها من دار الايتام ومعاملتهم ليها وحشة وبيعايروها انها لقيطة
عفاف: طيب ما هي فعلا لقيطة
أنا: استاذتي الفاضلة كونها لقيطة او يتيمة دا شيء خارج عن ارادتها، وكمان احنا هنا مدرسة للتربية قبل التعليم، يعني لازم نفهم الطالبات ان الانسان بيتحاسب عن اخطاؤه هو مش أخطاء غيره، وفي المدرسة كلهم سواسية
عفاف: وانا في ايدي ايه اعمله؟
أنا: مش عارف، بس حضرتك الاخصائية الاجتماعية، ودي مشكلة في نطاق اختصاصك
عفاف: خلاص يا أستاذ اياد انا ح اتصرف

سيبتها ومشيت وأنا عارف انها مش ح تعمل حاجة بس كنت بفكر انا ح اعمل ايه، وقلت مفيش حد ح يحل الموضوع دا غير يسر، واستنيت لغاية لما اليوم خلص عشان اروح واتكلم مع يسر ونشوف حل للموضوع دا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...