الأحد، 15 يناير 2017

يوميات مدرس


الحكاية الخامسة
انا يسر طبعا عارفيني، انا اللي ح أتكلم معاكم النهاردة، فاكرين طبعا نورا زميلتي في الكلية، أنا رايحة لها النهاردة وح احكي لكم اللي حصل
مستشفى الطلبة
-         ازيك يا نورا عاملة ايه النهاردة
-         الحمد لله يا يسر وانتي اخبارك ايه
-         تمام، عايزة اطمن عليكي وفين ماما
-         انا كويسة، ح اتحول لمستشفى تاني عشان علاج الإدمان وعلاج الاكتئاب، أما ماما فراحت الشغل، هي شايفة اني أهيف من إنها تقضي معايا شوية وقت، وافقت على المستشفى اللي ح أدخلها عشان ما يتعملش محضر إهمال ليها، خايفة إن بابا يعرف ويطالب إني أقعد معاه
-         وانتي احسن لك تقعدي مع مين فيهم
-         الاتنين مش فاضيين لي يا يسر، ماما الشغل هو كل حياتها خصوصا بعد طلاقها أما بابا فمهتم بمراته الجديدة والبيبي الصغير أخويا اللي لغاية دلوقتي ما أعرفش اسمه ايه
-         انتي بتتكلمي جد؟
-         اه والله، عرفت من بابا ان مراته ح تولد من شهر، وما اتصلش من بعدها وماما قالت لي انه خلف ولد
-         طب وانتي ليه ما حاولتيش تكلميه؟
-         اكلمه ليه، اذا كنت غلطة هما الاتنين مش عايزينها ورافضينها
-         طيب ما لكيش قرايب تقعدي معاهم تكلميهم
-         قرايب! دا أنا عرفت عمي صدفة، أهلي عمرهم ما اهتموا بقرايبهم والنتيجة أعمامي وخالاتي ما أعرفش حد منهم، ولا هما يعرفوني، وطلاق والدي ووالدتي كمل على رحلة عدم المعرفة
-         وانتي يا نورا ليه أدمنتي؟
-         عشان أهرب من واقع أنا رافضاه، ومش عايزاه، وعلى فكرة أنا اتجهت للادمان لما عرفت اني ممكن اموت أوفر دوز بس للأسف دا ما حصلش
-         طيب وناوية على ايه؟
-         مش عارفة، حتى وائل ما سألش عليا لغاية دلوقتي
-         مين وائل دا؟
-         دا الوحيد اللي اهتم بيا، زميلنا في آداب انجليزي في آخر سنة، هو كمان مدمن زيي
-         هو اللي عرفك على الإدمان؟
-         ايوة
-         خسارة يا نورا، دا كده مش مهتم بيكي، دا كده بيموتك
-         صدقيني يا يسر مش فارقة، مين قالك إني عايزة أعيش أصلا، أعيش ليه ولمين؟ محدش عايزني الكل بيعتبرني غلطة، حتى الشخص الوحيد اللي حبيته واهتم بيا، أول ما بدأ يتعالج بعد عني وسابني في وسط الطريق
-         هو وائل بيتعالج من الإدمان؟
-         ايوة يا ستي وشايف إني مريضة وهو ما ينفعش يرتبط بانسانة مريضة زيي
-         وانتي ناوية تعملي ايه يا نورا
-         صدقيني مش عارفة، بس قررت أموت، أو بمعنى أدق، ح استسلم للواقع خفيت ماشي فضلت في المستشفى عادي
-         للدرجة دي يائسة من كل حاجة؟
-         اديني سبب واحد أعيش ليه وأحب الحياة
-         انتي يا نورا، عيشي عشانك، انتي لسه صغيرة
-         أعيش ليه، وأنا أصلا كارهه نفسني
-         انتي بتصلي يا نورا؟
-         لا
-         ليه؟
-         اقابل ربنا ازاي وأنا ليا صاحب ومش محجبة وبشرب بيرة وساعات حاجات تانية
-         ليه كده يا نورا، انتي لسه صغيرة على كل دا
-         تعبانة وقرفانة وبكره كل حاجة حتى أنا
-         طب ممكن تجربي تصلي وتقري قران وانتي في المستشفى ممكن تقدري تعيشي حياتك
-         حاضر
-         استأذنك بقى يا نورا عشان ألحق إياد
-         اتفضلي
كان كلامي مع نورا صدمة، عمري ما تخليت حد يكون عايش كده وبعيد عن ربنا، أنا كمان تعبت لما بابا اتوفى وعيشت من غير أم، لولا طنط علية ما كنتش عرفت يعني ايه حنية أم. إياد حبيبي كل دنيتي، عمري ما تخيلت إن حد فينا ممكن يضعف ولا هو البعد عن ربنا مش عارفة.
منزل اياد
اياد: حمد لله على السلامة
يسر: حبيبي، اسفة بس الطريق كان وحش
اياد: طب ياله ناكل بقى أنا واقع من الجوع
يسر: عيوني، تصدق مش عارفة اصدق الكلام اللي سمعته من نورا النهاردة
اياد: احكي
حكيت له كل اللي حصل بينا وقلت له على استغرابي

اياد: واضح انهم كلهم بعيد عن ربنا، البنت نتيجة تربية واسرة وواضح ان كلهم عندهم اهتمامات تانية وكل واحد فيهم بيفكر في نفسه، حتى الاب لما طلق كأنه طلق بنته هي كمان والأم اتجوزت الشغل وطلقت بنتها، مسكينة نورا بس هي كمان أنانية بتعاقبهم وهي بتعاقب نفسها ادعيلها ربنا يشفيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...