الخميس، 19 يناير 2017

يوميات مدرس

الحكاية السادسة
أنا بقالي في المدرسة دلوقتي تقريبا سنة كاملة، وبالظبط من ساعة موضوع هند تيرم دراسي، طبعا أنتم لسه فاكرين هند، البنت اليتيمة اللي مش كفاية عليها قسوة الأيام كمان احنا جايين نزود عليها الهموم.
حال هند بقى أفضل خصوصا إني لقيت بنات بقت تقعد معاها وتتكلم، وبعد تيرم كامل أخيرا شفت ضحكة هند، البنات مش ملايكة هنا بس كلهم خافوا أزعل منهم لو حد زعل هند. كلهم مجتهدين في المواد بتاعتي لكن هند مجتهدة في كل المواد، بصراحة أتنبأ لها بمستقبل باهر لو الناس سابيتها في حالها.
المشكلة بقى بعد الموضوع دا وكلامي فترات طويلة مع هند ومع البنات عنها وعن ظروفها وسلوك الرسول عليه الصلاة والسلام مع من في مثل حالتها، البنات اتجننت وافتكروا اني بحب هند، أه والله والعظيم، مش عايز اقولكم انا سمعت الاشاعة دي من كام واحد وواحدة في المدرسة، حتى أولياء الأمور قدموا شكوى رسمية ليا لأني بأحرض البنات على الحب.
اول من كلمني في الموضوع دا كانت أبلة علياء انتم عارفين طبعا إنها من سني بس الحمد لله متجوزة، عشان كده اهتميت بكلامها وخصوصا كمان إنها بتدرس مواد تانية خالص غير المواد بتاعتي
علياء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اياد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
علياء: أستاذ اياد ايه الكلام اللي ملا المدرسة دا
اياد: كلام ايه مش فاهم
علياء: عنك انت وهند
اياد: مالي ومال هند، كانت مشكلة وح تأثر على البنت وعلى مناخ التدريس في الفصل والمديرة اقتنعت بكلامي، بدليل كلنا اتكلمنا على الرأفة بحال اليتيم وسلوك الرسول مع الأيتام وخصوصا اللي في ظروف هند، ايه بقى المشكلة
علياء: مش دي المشكلة، المشكلة حضرتك ان فيه اشاعات انكم بتحبوا بعض
اياد (بكل تعبيرات البلاهة وعدم الفهم): نعم!!!!!!!!!!!!!!!!
علياء: انت ما سمعتش الكلام دا ولا ايه، دا كل المدرسين عندهم خبر بيه
اياد (لسه مش فاهم والتعبيرات إياها على وشه): كل المدرسين عارفين، يا ما شاء الله طب مش حد يعرفني يا جماعة اني بحب البنت عشان أتقدم لها رسمي. مين اللي طلع الاشاعة دي نفسي افهم؟
علياء: الموضوع مهم ومش مجرد إشاعة، احتمال يتفتح فيه تحقيق، وعشان ابلة انتصار مش مصدقة طلبت مني اجي أتكلم معاك.
اياد: طيب مين بلغها من المدرسين بشكل شكوى مني اكيد ليه يد
علياء: ابعد عن المدرسين ركز على البنات لو عرفت مين من فصلك أو مجموعتك هي اللي نشرت الكلام الموضوع ح يتقفل
اياد: شكرا ابلة علياء، مش عارف ارد جميلك دا ازاي
وطبعا كالعادة استنيت أوصل البيت لمستشاري في الأمور المستعجلة يسر حبيبتي الغالية، وبعد الغدا وغسيل المواعين وعمايل الشاي فتحت الموضوع مع يسر وسألتها اعمل ايه واعرف البنت او البنات دول ازي
اياد: شفتي الهنا اللي انا فيه
يسر: انت في مصيبة لو ما اتحلتش
اياد: اعمل ايه طيب
يسر: اخبار أستاذ جوهر ايه
اياد: انا باتكلم في ايه وانتي في ايه
يسر: يا ابني انا بحل معاك الموضوع، انت عملت اسم مع البنات، ولما بدأت تدي مجموعات التير مدا البنات ملت الفصول بتاعتك، وطبعا دا اثر عليه هو والاستاذة التانية دي اسمها ايه
اياد: اسمها فريدة
يسر: راقب الاتنين دول الأيام الجاية وشوف مين اكتر حد بيقف معاهم من البنات وحاول توريهم انك شفتهم، لو اتلخبط ودي حركة لا ارادية لو عامل حاجة غلط وحس انه اتكشف ح تبقى عرفت البنت واللي حرضها، اما ابلة فريدة فهي العقل المدبر واللي اتفقت مع البنت وفي الغالب هددتها بأعمال السنة وفي نفس الوقت عشمتها لو تم الموضوع والاشاعة اتنشرت ح تاخد درجات اعمال السنة كاملة
اياد: يا بنت الذين، دماغ سم
يسر: لا دماغ ستات
فعلا سمعت كلام يسر وراقبت جوهر وفريدة والبنات اللي بتقف معاهم من بعيد لبعيد لغاية لما لقيت رغدة هي العامل المشترك، فقررت انفذ الجزء التاني بأني اخليهم يشوفوني وانا شايفهم مع بعض ايه اللي ح يحصل. وفلا طلع كلام يسر حقيقي والكل ارتبك البنت وفريد وجوهر، بعد كده عملت نفسي مش فاهم حاجة عشان يطمنوا وروحت لابلة انتصار
اياد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتصار: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ازيك النهاردة يا اياد خير
اياد: انا عرفت مين اللي ورا الاشاعة اللي طلعت
انتصار: انت متأكد
اياد: آه أنا راقبت البنات كلها والمدرسين كمان لغاية لما وصلت لمصدر الاشاعة
انتصار: راقبت البنات والمدرسين كمان
اياد: دي مصيبة لو الكلام ثبت انه صح كان لازم اتصرف
انتصار: ووصلت لايه
اياد: مصدر الاشاعة بنت عندي اسمها رغدة في نفس فصل هند، وهي على فكرة سبب مشكلة هند الأولى ومعايرتها بإنها لقيطة، معاها بقى أستاذ جوهر وابلة فريدة وانا مش عارفة اعمل ايه
انتصار: الكلام دا أكيد بنسبة اد ايه
اياد: 100% مش ح اتهم حد ظلم
انتصار: طيب ما تعملش أي حاجة وسيبني انا اتصرف واجيب لك حقك ولا كأنك قلت لي حاجة
اياد: حاضر
وسمعت الكلام واتعاملت ولا كأن حاجة حصلت، بس الغريب ان الاشاعة كل يوم بتزيد ولقيت أستاذ جوهر وابلة فريدة بيقولوا لي اني كده جايز اترفد من المدرسة لسوء سلوكي مع الطالبات وانهم مش ح يسكتوا على الموضوع، عملت من بنها بس وأنا أعصابي بتغلي وجريت على ابلة انتصار
انتصار: اهدا كده كلامهم دا في مصلحتك على فكرة وبيأكد كلامك سيبهم ولا كأن في حاجة أنا برتب لهم مصيدة عشان الجزا يبقى رادع ليهم ولأمثالهم، احنا في مدرسة مش كباريه
اياد: مش فارقة معايا جزا وعقاب فارق معايا سمعتي

انتصار: ما هو عشان سمعتك يا اياد انا بعمل كده، اصبر يا ابني ان الله مع الصابرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...