استيقظت زهرة بعد وهلة قصيرة من الإغماء الذي أصابها، واستغربت أن
محمد تركها ولم يحاول الحصول على حقه منها وهي في هذه الحال –كما اعتاد عادل أن
يفعل معها. لقد اعتاد عادل عندما يطلبها أن يغشى عليها ولا تشعر بشيء، ولكنه بعد
المرة الأولى لم يعد يهتم بذلك ويحصل على ما يريد ويتركها تفيق متى شاءت. أما محمد
لم يقربها، لقد تركها حتى تفيق، نادت عليه وعندما لم يسمعها خرجت ترى ماذا يفعل.
وجدته في غرفة المكتب يقرأ أحد كتبه هناك، وكان مستغرقا في الكتابة
فلم يشعر بدخولها. غرفة المكتب عندما تدخلها تجد مكتبة كبيرة هائلة تضم العديد من
الأقسام بها كتب عربية وأجنبية بلغات كثيرة، وفي الجانب الأيسر تجد مكتب له إنارة
منفصلة، منفصل عن باقي الحجرة حيث يستطيع الجالس على المكتب الانفصال التام عن
باقي الغرفة.
وقفت زهرة خلف محمد وطوقته بذراعها، لأول مرة تشعر زهرة بهذه الرغبة
في أن تحتضن حبيبها، لم تشعر بهذه الحالة من قبل. شعور مختلط بين الحب والشوق
والرغبة والخوف والأمان معا، مشاعر مختلطة لم تجرب قبل ذلك منها سوى الخوف وانعدام
الأمان.
شعر بها محمد وهي تحتضنه، وشعر بأنفاسها المتلاحقة
محمد: حبيبتي، عاملة
ايه دلوقتي
زهرة: الحمد لله
محمد: انتي حاسة
بايه، وايه اللي حصل عشان الاغماءة اللي حصلت دي
زهرة (نظرت في عين محمد، ثم بكت): مفيش افتكرت طليقي وأول يوم جوازي حسيت بنفس الخوف
محمد (وقد ضايقه تذكرها لزواجها الأول ولكنه لم يفصح عن ذلك وحاول أن
يتركها تخرج كل ما تشعر به): طب هو ايه اللي
حصل عشان يحصل كده
زهرة: بصراحة كل مرة
كان عادل بيطلب فيها حقه الشرعي مني كنت مش بحس بالدنيا وأفوق يكون عادل خد حقه
وسابني.
استغرب محمد كثيرا مما حكته زهرة؛ كيف يمكن أن تصل الحيوانية بشخص
لهذه الدرجة. كيف يمكن أن تكون شهوته أكبر من طمأنة زوجته وشريكة حياته!
محمد: زهرة أنا
بحبك، الحكاية مش مجرد رغبة، العلاقة معناها أنها بين اتني حاسين بالحب فيها وكل
واحد فيهم بيدي التاني زي ما بياخد منه. انتي خايفة مني؟
زهرة: أنا لأول مرة
معاك أحس بالحب وأعرفه، لأول مرة أحس بالأمان اللي كنت نسيت احساسي بيه بعد وفاة
والدي، أنا بحبك يا محمد، أول مرة أحب وحاسة كأني أول مرة أتجوز، بس خايفة
محمد (احتضنها وقبلها على جبهتها ثم أجلسها على قدمه وهو جالس على
المكتب): انسي اللي فات كله يا زهرة، افتكري
منه بس إنك لازم تكوني نفسك، وخلي بالك مش معنى اننا اتجوزنا إنك ح توقفي علاجك
زهرة: انت بقى كمل
علاجي، مش لازم اروح للدكتورة
محمد: ما ينفعش يا
زهرة، لازم تكملي معاها للآخر، أنا لو كنت عايز أعالجك كنت قلت لك وأنا ساقي الورد
على عنوان العيادة، بس أنا بحبك وما ينفعش يكون فيه علاقة بين الدكتور والمريض،
وبعدين هي ست ح تقدر تفهم كلامك ومشاعرك وفي نفس الوقت تفهمك بالطريقة المناسبة
ليكي
احتضنها واحتضنته ولم يشعر كل منهما وقد أخذهما الحب في وصاله، لأول
مرة شعرت زهرة بالحب والأمان وذاقت حلاوته، لأول مرة ترتوي من الحب. لقد علمت زهرة
أنها أبدا لم تكن باردة المشاعر ولكنه عادل من لم يعرف كيف يعطيها الأمان والحب
لتعطيه الحب ألوانا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق