عندما علمت ندى خبر زواج زهرة من محمد، شعرت براحة لتأكدها عدم تفكير
زهرة في الرجوع مرة أخرى لعادل، ولكن خامرها شعور بالخوف من رد فعل عادل على خبر
زواج زهرة. كانت تخاف أن يكون عادل لا يزال يحمل داخله مشاعر حب لزهرة.
شعر عادل بالراحة الشديدة بعد خبر زواج زهرة؛ فهو لم يكن يعرف حقيقة
مشاعره تجاه زهرة، ولكنه وبعد زواجها تأكد أن المشاعر التي كان يشعر بها تجاهها كان
سببها شعوره بالذنب والمسئولية تجاهها وما سببه من آلام.
الآن تحرر من شعوره بالذنب تجاهها وأصبح تركيزه على حياته وبيته، وطلب
من ندى أن تفكر في طفل جديد فولدهما الآن يبلغ من العمر عامان، وعادل يريد أن يشعر
بفرحة مكتملة لا ينغصها إحساس بالألم أو الذنب تجاه حمل مطلقته الذي يكتمل بسببه،
يريد أن يفرح بولادة طفل جديد كما لم يفرح قبل ذلك.
رحبت ندى بفكرة ولادة طفل الآن، شعرت أنها تريد أن توطد صلتها بعادل
من جديد. لأول مرة تشعر الآن أن عادل زوجها وحدها، لا تشاركها فيه أخرى. كما رحبت
بعرض عادل بعودتها لشقته مرة أخرى ولكن هذه المرة بعد أن تغير في الشقة والأثاث
كما ترى وتحب.
لأول مرة تشعر ندى –منذ زواجها من عادل –أنه زوجها وحدها؛ حتى بعد
طلاقه لزهرة لم تكن تشعر أنها وحدها في حياته، ربما يكون شعورها ذلك هو ما دفعها
لإطلاق الشائعات حول زهرة ومحمد. ندمت ندى لما فعلته في حق زهرة؛ ولكن ماذا يفيد
الندم الآن، لقد تزوجت زهرة ولم يعلم أحد أنها هي مصدر هذه الشائعات، انتهى الأمر
الآن، وخرجت زهرة من حياتها تماما، حتى سبب كلام عادل معها وهو نفقتها الشهرية
انتهى هو الآخر.
الآن تستطيع ندى أن تطلب من عادل الاكتفاء براتب المدرسة وبعض الدروس،
إنها تريده قربها، تريد أن تشعر بقربه وحبه أكثر من ذي قبل. كانت الأجازة الصيفية
قد بدأت وسافر عادل مع زوجته ووالدته ليقرب بينهما. فوالدة عادل، وبعد زواج زهرة،
أدركت أن زهرة لا يمكن أن تعود مرة أخرى لحياتهم؛ لذا أدركت أنها يجب أن تعامل ندى
باعتبارها زوجة ولدها وأم ابنه وتنسى أن هناك من مرت بحياته من قبل، يجب عليها أن
تنسى زهرة من أجل ولدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق