السبت، 2 أبريل 2022

الفصل السادس

 

مر على زواج مصطفى وريهام أربعة أشهر ولم تحمل فيهن ريهام، وطبعا الأسئلة لم تقف عن حمل زوجة مصطفى وسبب التأخير. وطبعا كل من يسأل لا ينسى إضافة السؤال الرسمي هل خطبت شذى أم لا، ولماذا لم ترتبط وكم اصبح عمرها، بالطبع هذه هي الأسئلة اليومية التي نتعرض لها أنا ووالداي يوميا منذ زواج مصطفى. شيء سخيف جدا عندما تشعر ان حياتك الشخصية مشاع وكل الناس تعطي نفسها الحرية انها تتدخل فيها. أي كوني ارتبطت أم لا شيء لا يخص شخص سواي، وكون زوجة مصطفى حامل أم لا لا يخص أي أحد سوى مصطفى وزوجته، حقيقة كمية التدخلات هذه تثير استيائي.

السويس بيت مصطفى

ريهام: على فكرة يا مصطفى أنا عايزة انزل القاهرة

مصطفى: خير يا ريهام في ايه

ريهام: محتاجة انزل اتابع الرسالة بتاعتي وعايزة اروح المكتبة كمان

مصطفى: بس يا ريهام السفر الكتير خطر على حملك دلوقتي، ما تستني شوية حتى الحمل يثبت

ريهام: انت مش ناوي تقول لأهلك على الحمل، مامتك كل يوم تتصل وتسأل على الحمل لما أنا أعصابي تعبت، حتى ماما ببقى دا السؤال الرسمي لدرجة طلبت انزل القاهرة عشان تحدد لي ميعاد مع دكتور تعرف سبب تأخير الحمل

مصطفى: بصي أصلا موضوع حملك أو عدمه دي حاجة تخصنا، وبعدين لو عرفوا ح يعملوا ايه، مامتك ح تفضل قلقانة عليكي لغاية الولادة وكل شوية ح تقولك انزلي اقعدي معايا، وماما ح تنشر الخبر، وانتي لسه يا دوب في اخر التاني. استني خلصي التالت وبعد كده نقول. محدش له عندنا حاجة، واللي يضايقك أنا ح أرد عليه

ريهام: يعني انت شايف كده يا مصطفى

مصطفى: كده أحسن وبعدين هو أنا مش كفاية عليكي ولا ايه

ريهام (وهي بتحضنه): انت حبيب قلبي، بس الرسالة، ح اعمل فيها ايه

مصطفى: الدكتور قال السفر مش كويس عشانك، اصبري شهر كمان، واللي تعوزيه خلي شذى تعمله لك، مش ح تقولك لا، ما انتي عارفاها، عمرها ما رفضت تعمل خدمة لحد، ما بالك انتي صحبتها ومرات اخوها كمان

ريهام: خلاص اللي تشوفه يا حبيبي، ياله بقى عشان تاكل وتعملنا الشاي

---------------------------------------------------------------------------------------

البنك في مكتب فريد

فريد (بيتكلم في الموبايل):

-ايه يا فريال مالك؟

-يوووووووووووووه مش ح نخلص من موال العرسان دا ما انتي عارفة اني اتنيلت بطلت خروج وبقيت بحوش عشان اعرف اجي اتقدم لابوكي بس لسه مش معايا حتى حق الشبكة، الشقة خلاص قدمت في شقق البنك ووافقوا اني اشتري شقة بالتقسيط، فاضل الشبكة

-بتعيطي ليه دلوقتي، خلاص، ربنا يسهل

فريد (مستغرب): ماما؟! انتي هنا من امتى؟

أم فريد: من بدري من أول موال العرسان، ممكن تفهمني كل حاجة بقى

فريد: مفيش حاجة، خير مش بعادة تيجي المكتب يعني؟

أم فريد: انت اللي اتاخرت على ميعاد الانصراف قلت اجي اشوف في ايه عشان نروح مع بعض، أنا قاعدة مش ماشية لغاية ما أعرف كل حاجة ومين هي فريال؟

فريد: مفيش يا ست ماما ولا أقولك يا حضرة المديرة

أم فريد: ما تغيرش الموضوع خلاص انتهينا وأنا مستنية

فريد: ماشي، بصي من الآخر كده فريال دي كانت زميلتي في الكلية بس أنا عرفتها وأنا في البكالوريوس وهي كانت في سنة أولى ومن حوالي سنة قبل جواز مصطفى قابلتها هنا في البنك واتكلمنا ومن ساعتها قربنا من بعض واتفقنا على الجواز، وأنا قدمت على شقة من شقق البنك واتوافق عليها خلاص والمشكلة ان المقدمة اخدت مبلغ كبير وطبعا مش ح اعرف اجيب الشبكة، وبابا طبعا لو ح يدفع مش ح يوافق على الجوازة يبقى لازم استنى. المشكلة انها زي اي واحدة بيجيلها ناس يتقدموا وباباها مستغرب رفضها المستمر دا ومصر على العريس الأخير. بس كده

أم فريد: انت محوش كام من حساب الشبكة، وعامل حسابك على الفرش ازاي، أنا عارفة انك استلمت الشقة ودفعت كل الفلوس اللي انت حوشتها

فريد: مش عارف ح أفرش ازاي، وطبعا مفيش ولا مليم فاضل للشبكة

أم فريد: طيب بص بقى، في جمعية بعملها عشان حد من زمايلنا مراته ح تعمل عملية كبيرة هو ياخد الأول وانت التاني وح تلتزم بالدفع وتاخد المبلغ دا للفرش والشبكة، ولغاية ما تقبض الجمعية الشهر اللي بعد الجاي، ح اسلفك فلوس هدية صغيرة تجيبها معاك للعروسة ولو العروسة عجبتني مش ح اخدهم منك. اتفقنا، حدد ميعاد معاهم وأنا ح أقول لأبوك وما تجيبش سيرة انك مش معاك فلوس فاهم.

فريد (بيحضن أمه قوي): ما اتحرمش منك أبدا يا ست الكل، ربنا ما يحرمني منك، ح أكلمها حالا

---------------------------------------------------------------------------------------

بيت فريال

فريال: ماما فريد كلمني وقالي لي أحدد ميعاد معاكم عشان يجيب أهله ويجيوا

أم فريال: أخيرا اتحرك، خلاص أنا ح أكلم أبوكي وأقوله وربنا يستر

فريال: ليه يا ماما؟

أم فريال: انتي ناسية ان العريس الأخير دا عاجب أبوكي ازاي، وهو مقتنع بيه ومش عارف انتي رافضة ليه

فريال: هو بابا ممكن يرفض فريد؟

أم فريال: سيبيها على الله يا فريال، أنا ح أكلمه وأشوف ح يقول ايه؟

فريال (بقلق): ربنا يستر، يا رب يوافق

---------------------------------------------------------------------------------------

مكتب المعيدين كلية الإعلام

شذى: شفت اللي حصل يا أمير

أمير: خير يا رويتر في ايه

شذى: الدكتور الجديد اللي جه من الإعارة

أمير: ما له يا شذى؟

شذى: طلع قريب فؤاد النجار عضو مجلس الشعب، لا وايه كمان طلع تخصص جواز طالبات من الكلية سنة ويطلقها ويتجوز غيرها

أمير: انتي عرفتي منين؟

شذى: مفيش يا سيدي، عارف صفاء اللي اتجوزت ايمن النجار

أمير: أيوة، أنا كنت مستغرب أصلا جوازها منه، بس الغريب انها اتجوزته ووافقت على استهتاره

شذى: عادي الحب أعمى

أمير: حب ايه، انتي تعرفي حاجة

شذى: اه كانت اتكلمت معايا قبل كده واخدت رايي في جوازها منه، عشان بتحبه

أمير: وانتي وافقتيها ليه بس.

شذى: البنت بتحبه وكانت عايزة يوافقها انها تتجوز خلاص هي حرة، نرجع لموضوعنا. صفاء قالت لي على المصايب دي عرفتها من حماتها

أمير: مفيش فايدة فيكي، أكتر واحدة بتحارب تدخل الناس في حياة بعض مش قادرة ما تتدخليش في حياة غيرك، دكتور محمد هو حر طالما محدش اشتكى خلاص. بطلي تتدخلي في حياة الناس، ح تتعبي يا بنتي

شذى: ماشي يا عم الحكيم، عامل ايه مع نورهان خطيبتك

أمير (وهو بيضحك): وانتي مالك؟

شذى: بطل رخامة بقى

أمير: أنا سيبت نورهان وفسخت الخطوبة

شذى: ليه كده حرام انتوا بتحبوا بعض

أمير: مين اللي قالك اننا بنحب بعض

شذى: أومال اتخطبتوا ليه

أمير: عادي يا شذى كنت بحب واحدة وواضح انها مش حاسة بيا عشان كده قلت أجرب حظي مع غيرها بس مش قادر انساها

شذى (باستغراب): أنا أول مرة أسمع منك الكلام دا، طب ليه ما صارحتش اللي بتحبها بحبك ليها وعرضت عليها الارتباط؟

أمير: كنت خايف ترفضني

شذى: حقها يا أمير انها توافق أو ترفض بس عموما اعرض عليها الأمر وهي حرة بدل ما تحب في نفسك وهي مش عارفة ويا عالم يمكن تكون بتحبك هي كمان

أمير: أنا بحبك انتي يا شذى

أنا: انت بتقول ايه!!!

أمير: اللي انتي سمعتيه يا شذى، أنا حبيتك انتي وبحبك انتي مش حد غيرك

أنا: من امتى وليه ما اتكلمتش؟

أمير: من زمان ومش عارف انتي موافقة ولا لأ، وكنت خايف اتكلم أخسرك كصديقة وحبيبة كمان. انتي بجد ما كنتيش حاسة بيا؟

أنا (باستغراب): كنت حاسة انك مهتم زيادة، بس عمري ما فكرت في حب خصوصا لما انت خطبت

أمير: كنت في الأول قبل ما أكلمها عايز اشوف رد فعلك، وانتي ما أظهرتيش حاجة كملت وكلمتها وقلت يمكن أقدر أحبها بس بصراحة ما قدرتش انسى حبك وأظلمها معايا

أنا: انت فاجئتني يا أمير، محتاجة وقت أفكر

أمير (برجاء): خدي وقتك بس اوعديني حتى لو مش ح نرتبط ما أخسرش صداقتك يا شذى، بجد ما أقدرش أعيش من غيرك ومن غير احساسي انك موجودة في حياتي

--------------------------------------------------------------------------------------

صراحة لقد فوجئت من كلام أمير، عمري ما رأيته فارس أحلامي. هو طيب وحنين، أمير أكبر مني ب 3 سنين، وهو أيضا من الناس القليلة التي تؤمن بحرية الانسان بغض النظر عن سنه ونوعه. ولكن ذلك ليس مبرر كي أحبه وارتبط به، أكيد هناك أشياء أخرى مهمة في الموضوع أهمها ان أراه فارس أحلامي. ولكن كانت المعضلة أنا لم أسأل نفسي ما هي صفات فارس أحلامي، انشغلت في الكلية والدراسة والرسالة والترقية والطلبة ونسيت في وسط ذلك اني لم أحب ولا حتى فكرت اني بنت أحتاج إلى أن أحب ويبادلني الطرف الآخر الحب، ولم أفكر يوما في مواصفات فارس أحلامي.

لا أعرف صراحة ما شعوري تجاهه أو ما سيكون ردي عليه، سأحاول أن أفكر في موضوع أمير، وسأتحدث مع فريد وماما وأرى ما رأيهم في هذا الموضوع، ولكن هناك شيء أخر مهم موضوع البعثة التي رشحت لها، هل سيوافق والدي ووالدتي على سفري ألمانيا عامين وحدي حتى أنتهي من الدكتوراه أشك في ذلك ولكني أدعوا الله أن يوافقا.

بيت شذى

فريد: باركي لي يا شذى

أنا: خير يا فري يا حبيبي

فريد: فري ويا حبيبي يبقى وراكي كارثة، أنا خلاص اتفقت مع بابا ح نقابل أهل فريال وأخطبها

أنا (بفرحة): بجد، مبروك يا خويا ألف مبروك

فريد: عقبالك يا شذى

أنا: انت جيت على الجرح

فريد (بيطبطب على شذى ويحضنها): جرح ليه يا شذى، انتي اللي بترفضي الناس اللي بتجي وبعدين انتي الف مين يتمناكي بس انتي أشري يا بت دا انتي رويتر وشارلوك هولمز يعني لقطة ومفيش منك اتنين

أنا: تخيل يا فريد اني اكتشفت النهاردة اني عمري ما عملت زي اي بنت وتخيلت فارس احلامي، كل تركيزي كان على المذاكرة والكلية والماجستير والدكتوراة والطلبة

فريد: ايه الجديد النهاردة بالذات عشان تعرفي دا؟

أنا: عشان النهاردة حصلت حاجتين، الأولى الكلية بلغتني انهم اختاروني مع المجموعة اللي ح تسافر ألمانيا بعثة عشان الدكتوراه، اما التانية أمير زميلي في الكلية طلب الارتباط بيا

فريد: طيب ايه المشكلة

أنا: مش عارفة يا فريد أنا عمري مافكرت ح أحب مين وازاي، اخري كنت بسأل نفسي هو انا ح يجي عليا يوم وأحب زي مصطفى ما حب ريهام كده أو ح أحب أصلا

فريد: طاب ما تدي لنفسك فرصة يا شذى اني تقربي من أمير يمكن تحبيه

أنا: مفيش وقت، المفروض لو ح أسافر البعثة ح تبقى خلال كام شهر، وهو مسافر معايا ومش عارفة بابا أصلا ح يوافق على السفر ولا لأ، وبفكر بصراحة لو بابا رفض سفري مش عارفة ح أعمل إيه؟ أنا فعلا متلخبطة، مفيش قدامي غير خمس شهور عشان السفر

فريد: بصي ادي نفسك فرصة للتفكير وكلمي بابا على السفر وربنا يسهل، بس أبوس ايديك اصبري بس يوافق على جوازي

أنا (بضحك وبعيط في نفس الوقت): ما تقتلقش في ضهرك يا كبير

فريد (وهوبيحضن شذى): ما تقلقيش يا حبيبتي ان شاء الله خير، روقي بقى طول عمرك مجنونة

وافق والدي على خطوبة فريد وفريال وحددوا موعد الزيارة، والعروس عجبتهم الحمد لله وحددوا موعد الفرح خلال 3 شهور، الحمد لله سوف افرح بفريد قبل أن اسافر. اليوم سوف افاتحهم في موضوع سفري وأسأل الله التيسير

أنا: بابا في موضوع مهم عايزة اتكلم معاك فيه

بابا: اوعي تقولي عايزة تتجوزي

أنا: الكلية اختارتني مع مجموعة من زمايلي عشان نسافر بعثة ألمانيا وناخد الدكتوراة من هناك والمفروض الرد بالموافقة يكون خلال اليومين دول عشان التأشيرات وإجراءات السفر

بابا: أكيد لا يا شذى

أنا: ليه بس يا بابا دي فرصة، الكل بيحفى عليها وجت لغاية عندي من غير سعي ليها أرفضها ليه؟

بابا: عشان انتي مش مرتبطة يا شذى وما ينفعش تسافري لوحدك، الناس ح تاكل وشي

أنا: وأنا مالي بالناس دا مستقبلي أنا مش مستقبل حد تاني

بابا: أنا قلت اللي عندي خلاص

فريد: يا بابا ايه المشكلة انها تسافر وتشوف مستقبلها؟

بابا: فريد اختك عندها 33 سنة وعشان تسافر وترجع ح يبقى عندها كام سنة؟ مين ح يرضى يتجوزها ساعتها وهي معاها الدكتوراة وفي اخر التلاتينات؟ لازم لو ح تتجوز تتجوز دلوقتي كمان عشان تلحق تخلف لها حتة عيل. اللي ح يبقى في سنها عايز واحدة في العشرينات واللي يفكر يتجوز واحدة في سنها ساعتها ح يبقى مطلق أو أرمل دا إذا حد وافق بيها ساعتها

أنا: ماشي يا بابا، في موضوع تاني ، أمير زميلي في الجامعة عايز يتقدم لي وعايز الرد سريع عشان هو كمان مسافر البعثة

بابا: دا انتي محضرة كل حاجة

نظر فريد لي باستغراب ورفض لتسرعي في عرض موضوع أمير، أنا لم أعرف كيف تكلمت في الموضوع بتلك السرعة وشبكت نفسي في موضوع الارتباط وفريد شعر بي وبتسرعي

فريد: خلاص يبقى توافق على جوازها قبل السفر ويعيشوا هي وجوزها في ألمانيا ولما يرجعوا يفرشوا بيتهم على مزاجهم يعني وحضرتك تشوفوا ولو موافق يبقى نخلص على طول عشان إجراءات السفر

بابا: خلاص يا شذى اتفقي معاه على ميعاد يكون جمعة او سبت

أنا (مستغربة من تصرفي ومش عارفة أعمل ايه): حاضر يا بابا


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الثالث والأربعون الأخير

  قرر اخوة علاء عدم زيارته مرة أخرى وغلق باب القرابة أمامهما، لم يفهم علاء السبب وكذا ميساء ولكنهما لم يحزنا كثيرا لأن هناك خبرا آخر جعل علا...