في منزل
محمود
هناك أحد ما
يطرق الباب
-
طيب حاضر جاية أهو، محمود شوف مين على الباب
-
حاضر، مين حضرتك؟
-
أنا علاء
-
اهلا أستاذ علاء أقدر اساعدك بحاجة
-
ممكن أدخل ونتكلم جوة عشان الكلام ح يطول
-
اتفضل
-
ممكن حضرتك تقرأ الأوراق دي
-
فيها ايه الأوراق دي
-
فيها كلام مهم جدا، ومنها اسمي أنا علاء علي
محمود الخازندار
-
نعمممممممم!!!!!!!
-
ايوة، زي ما سمعت كده، الورق فيه كل حاجة
قرأ محمود
الأوراق ونادى على والدته، التي أتت من المطبخ مع زوجته دعاء لترى سبب ارتفاع صوته
والدهشة التي تعلوه
-
فيه ايه يا ابني
-
ماما، انتي عارفة ان بابا كان متجوز عليكي
جلست مرة
واحدة وهي تتنهد وتنظر للضيف الجالس في الصالون مع أوراقه ونظرت على الأوراق التي
في يده وقالت له:
-
أيوة يا ابني أبوك اتجوز كتير بس ما اعرفش
اذا كان خلف ولا لأ، هو كان بيخبي عليا إنه اتجوز بس أنا كنت بعرف واسكت عشان
احافظ على بيتي، ودلوقتي إنت يا ابني جاي ليه وعايز ايه؟
-
أنا علاء ابن زوجك وأخو ولادك وليا أخت كمان
من الأب برضه، كل اللي نفسنا فيه يكون لينا عيلة ونتلم كلنا
-
بص يا ابني ليكم عندنا ورثكم من ابوكم الله
يرحمه ودا حق ربنا ما اقدرش اني أخالفه، لكن يكون ليكم عيلة مع ولادي أنا أسفة مش
ح استحمل انكم تيجوا هنا وافتكر خيانة جوزي ليا
-
بس يا ماما من حقنا نعرف اخواتنا طالما إنك
عارفة إن بابا كان متجوز والورق سليم يبقى لازم نعرف اخواتنا خصوصا بيقول فيه بنت
كمان يبقى لازم نعرفهم ونكون ضهر ليهم كفاية إن عمي الله يرحموا سرق ورثه من أمه
ومنعه عننا واتربى في دار ايتام، فاكرة يا ماما دار الايتام
صمتت الأم
فهي تفهم ما يرمي إليه ولدها، إنه يذكرها بالفتاة التي طالما أراد الارتباط بها
وهي رفضت ذلك وأصرت على زواجه من أخرى حتى تزوج دعاء، تعلم إنه إذا وجد فتاته فسوف
يتزوجها على الفور ولكنه لا يعرف لها طريقا وهي تحمد الله على ذلك.
لم يخبرهم
علاء عن اغتصاب ميساء ولا علاجها نفسيا، فهو لا يعرفهم وهم لا يعرفونه وقد لا
يصدقوا أنها مغتصبة وليس لها يد في الأمر، أخفى عليهم ذلك ولكنه أخبرهم بزواجه من
فتاته التي يحبها وأخبرهم أنها يتيمة ولم يخبرهم أنها لقيطة خاف عليها من نظرتهم
إليها التي قد تضايقها لذا آثر السلامة وقال إنها يتيمة الأب والأم.
اتفق محمود
على زيارته مع اخوته ليتعرف على اخته وعلى زوجة أخيه وبدأت إجراءات إعادة توزيع
الإرث مرة أخرى وحصل كل من علاء وميساء على انصبتهم الشرعية في الميراث. لم يكن أي
منهما يتوقع ما حدث، بل توقعوا الرفض والادعاء عليهم بالكذب، ولكن السهولة التي تم
بها الأمر كانت مفاجأة سارة بالنسبة لهم، وتحدد موعد زيارة محمود واخوته لعلاء
وميساء. حتى تلك اللحظة لم تكن فريدة تعلم أن محمود حبيبها هو أخو زوجها، لم تعرف
أن حبيب العمر أصبح القريب البعيد، لم تكن تعرف أنه بحث عنها وأنه أحبها، ولك يكن
يعرف أنها ستكون بذلك القرب منه لأنها زوجة أخيه والبعد لأنه لا يمكن أن يطعن أخيه
في ظهره وتم اللقاء.
جاء محمود
واخوته الاثنين إلى منزل علاء، استغربا أن المنزل في منطقة شعبية للغاية، ولكنهم وجدوا
أن السبب يكمن في قلة الموارد المالية لأخيهم واختهم وصعدوا إلى الشقة وضربوا جرس
الباب وفتحت فريدة الباب، وبمجرد رؤية محمود أصيبت بالاغماء
-
مين يا فريدة
-
انا محمود يا علاء تعالى الحق فريدة وقعت في
الأرض
وحملها محمود
حتى أقرب كرسي عندما أتى علاء وحاول أن يجعلها تفيق من الاغماء الذي أصابها
-
أنا آسف يا جماعة ما اعرفش فريدة مالها
-
أنا محمود واحنا اتعرفنا قبل كده ودول
اخواتنا محمد وعمر
-
اهلا وسهلا يا علاء، هي فريدة هي اختنا؟
-
لا فريدة تبقى مراتي، أختنا اسمها ميساء.
ميساء انتي فين تعالي
-
حاضر يا علاء ثواني
-
مالها فريدة؟
-
مش عارف أول ما فتحت الباب اغمى عليها ووقعت
على الأرض
-
علاء، هات البرفان من اوضة النوم جوة بسرعة
وفاقت فريدة من الاغماء واعتذرت منهم جميعا
-
فريدة حبيبتي مالك انتي كويسة؟
-
أنا كويسة يا علاء ما تقلقش ما اعرفش ايه
اللي حصل، أنا اسفة يا جماعة
-
مفيش اسف ولا حاجة
-
أستاذ محمود ازي حضرتك مش فاكرني ولا ايه
-
ازاي يا فريدة حد ينسى الطالبة المجتهدة اللي
رفعت راسه بمجموعها، صحيح انتي فين دلوقتي
-
اشتغلت في نفس المدرسة مُدرسة لغة عربية
-
ما شاء الله خليفتي في الملاعب
-
معلش يا جماعة نسيت أقولكم إن فريدة كانت
طالبة عندي ثانوي أما كنت في مدرسة البنات واتخرجت من المدرسة ودخلت الكلية قبل ما
أنا أمشي وما عرفتش أخبارها بعد كده
-
اهلا بيكي يا فريدة
-
وانتي يا ميساء دخلتي كلية؟
-
لا أنا دخلت ثانوي تجاري
-
وانت يا محمد، محمد صح؟
-
ايوة محمد ودا أخويا عمر احنا دخلنا كلية
تجارة عشان نتابع الشغل مع الحاجة وفي نفس الوقت نقدر نكبر شغلنا
انقضى الوقت
في التعارف، لم يكن محمود يظهر أي من مشاعره الدفينة التي تمنت أن تحتضن فريدة
ويتركها في حضنه أبد الآبدين، وتمنى وهو يحملها بين يديه وهي في حالة الاغماء أن
يقبل ثغرها الجذاب الصغير، أن يلمس وجهها بيديه، ولكنه خاف أن تكون أخته فهو نسي
اسم اخته الذي قاله لهم علاء وكان يتمنى ألا تكون كذلك، وعندما علم أنها زوجة أخيه
شعر وكأن دلوا من الماء البارد ألقي عليه، لقد حرمت عليه مؤقتا بزواجها من أخيه
ومجتمعيا حتى لو طلقها علاء لن يستطيع الزواج منها بسبب المجتمع الذي رفضها سابقا
كونها لقيطة والذي سيرفض ارتباطه بها لأنها زوجة أخيه، الحل الوحيد الذي يسمح له
فيها المجتمع بالزواج منها أن تكون أرملة أخيه. جالت الكثير من الأفكار في خلده
ولم يكن يدري ماذا يفعل.
على الجانب
الآخر شعرت ميساء بالغضب عندما علمت أنه حبيب فريدة، الآن فقط يظهر والآن فقط بعد
أن علمت أنها أخيها هي وعلاء، ظهور حبه لفريدة يعني قطيعة رحم مرة أخرى وحرمانها
من أخوتها جميعا، وعلاء الذي كان حتى وقت قليل حبيبها سوف يكسر قلبه، كما خافت من
رد فعل فريدة على ظهور محمود المفاجئ، لم تكن تعرف كيف سوف تتصرف فريدة، كانت
خائفة ومرتعبة أن تكون فريدة لا تزال تحب محمود، الآن هذا الحب أصبح مستحيلا.
ومن جانب
فريدة، لم تحتمل فكرة أن حب حياتها هو أخو زوجها الحالي، أن الشخص الوحيد الذي
أحبته وتمنت أن تكون بالقرب منه يكون أقرب إليها لكونه أخو زوجها، أخو زوجها، ظلت
تلك العبارة تتردد في ذهنها حتى فقدت الوعي في الفترة القليلة التي شاهدت فيها
محمود، وعندما أفاقت وجدت محمود يلقي عليها دلوا من الماء البارد عندما اعتبر
وجودها مجرد فتاة متفوقة في الدراسة وخليفة له في الملاعب كما يقول، لم يدر أنها تذوب
في حبه وتتمنى لو أنها في حضنه، تتمنى لو أنه زوجها، وتخاف من هذا الوضع الذي وجدت
نفسها فيه بين ليلة وضحاها.
لم يتكلم
كثيرا كل من محمد وعمر، لم يستسغ أي منهما وجود اخوة لهم وهم في ذلك السن وأن تكون
اختهم مطلقة، لم يحتملا تلك الفكرة ولكنهما لم يصرحا بها ووجدوا أن والدتهم معها
الحق في رفض استقبال أولاد زوجها في بيتها، أما محمود فقرر وضع حدود في التعامل لا
يريد أن يضع نفسه في مواجهة مع حب حياته وأخيه الذي تعرف عليه توا.
شعر علاء هو
وميساء ببعد اخوتهما عنهما، ولكن دون أن يعلما السبب لذا اعتبرا أنها المفاجأة أن
يكون لهم أخوة آخرون، ولكن ميساء لم يفتها النظرات التي كانت في عيون محمود كلما
نظر إلى فريدة وتمنت من الله أن تكون على خطأ.